بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء أعمال الملتقى الفكري الأول الذي يتناول “الإستقرار السياسي في إفريقيا ..التحديات وآفاق المستقبل ” وسط مشاركة واسعة لخبراء عسكريين وسياسيين وأكاديميين على مستوى القارة
ويأتي الملتقى في مستهل الدورة الرابعة عشر لإجتماع رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية التي ستنطلق الخميس بحضور وتشريف الرئيس البشير.
ودعا النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح في كلمته بالجلسة الإفتتاحية للملتقى الى ضرورة تحقيق الوحدة الإفريقية مؤكداً على إنحسار وتقلص بؤر الصراع في القارة وقال ” لابد من الوحدة في عالم تتساقط فيه الحدود وتلوح فيه بوضوح ملامح الدول التي فرغت من الإستقرار السياسي وإتجهت بكلياتها نحو التقدم والتطور ..وأعلن بكري إستعداد السودان لتقديم خبرته للدول الإفريقية بعد نجاح تجربة الحوار الوطني التي أفضت الى أوسع مشاركة في الحكومة منذ الإستقلال على حد قوله
ويناقش الملتقى الذي حدد له يوم واحد بأكاديمية الأمن العليا عدة أوراق عمل من أهمها دور الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية والإثنية في تحقيق الإستقرار السياسي من خلال تجاوز مشكلات الهوية والقيم السالبة الوافدة لها الى جانب إيجاد حلول ناجعة لقضايا التطرف والإرهاب والقرصنة والهجرة غير الشرعية فضلا عن أزمة البطالة والنازحين واللاجئين
وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد عطا المولى عباس إن أكاديمية الأمن العليا ستكون أبوابها مشرعة أمام الدول الإفريقية على المستويين المدني والعسكري لإثراء البحث العلمي حيال قضايا القارة داعيا الى تخصيص منبر إفريقي مفتوح لإثراء النقاش حول الهموم والقضايا الإفريقية الملحة بما يتيح تبادل الخبرات والتجارب وقال “إن الإستقرار السياسي هو الجسر الذي ستعبر به إفريقيا الى بر الأمان ”
وتعاني إفريقيا من مشكلات عدة لكن أبرزها يتمثل في وجود جماعات متطرفة وحركات سالبة الى جانب الجريمة عابرة الحدود والهجرة غير الشرعية
وقال الرئيس النيجيري الأسبق أوبسانجو في حديثه إنابة عن المشاركين إن الملتقى يهدف الى جمع الخبراء العسكريين والمدنيين للخروج برؤى واضحة تجاه القضايا المستهدفة لتعزيز الأمن الداخلي للدول الأعضاء من جهة وتحقيق الوحدة والإستقرار للقارة بشكل عام .. داعياً الى إستغلال الثروات التي تتمتع بها إفريقيا لصالح خدمة شعوبها.
وتأسس مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية ” السيسا” في أغسطس من العام ٢٠٠٤ م فيما إستضاف السودان ثلاث دورات بالعاصمة الخرطوم .
وتسعي السيسا الى إقامة مناشط متعددة بمشاركة مدنيين لمناقشة كافة القضايا الإفريقية التي لها إرتباط بالأمن الدولى والإقليمي فضلاً عن تأثير بعضها على الأمن العالمي
