قيادي بحزب الأمة يستعرض لـ”أفريقيا برس” تفاصيل علاقة الحزب بالإمارات والدعم السريع

52
قيادي بحزب الأمة يستعرض لـ
قيادي بحزب الأمة يستعرض لـ"أفريقيا برس" تفاصيل علاقة الحزب بالإمارات والدعم السريع

حوار: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في هذا الحوار مع “أفريقيا برس” يتحدث القيادي بحزب الأمة القومي، يوسف الصادق الشنبلي عن قضايا أساسية تخص الحزب، أبرزها علاقة حزب الأمة القومي بالإمارات، والتباين في المواقف داخل الحزب بشأن الحرب، بجانب الفراغ الذي أحدثه زعيم الحزب الراحل الصادق المهدي.

موقف حزب الأمة القومي بشأن الحرب مخزي للسودانيين على إعتبارأنه ساند الدعم السريع، لماذا يتخذ حزب الأمة القومي هذا الموقف؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أوضح للرأي العام السوداني الحقائق الآتية:

أولا: حزب الأمة القومي له موقف مبدئي ضد قوات الدعم السريع ويعتبرها مليشيات قبلية موازية للقوات المسلحة السودانية، أسسها نظام الإنقاذ لحمايته وإضعاف القوات المسلحة، ولا يوجد أي مبرر لوجودها، وهذا الموقف اتخذه الإمام الراحل الصادق المهدي منذ العام 2014، حيث عقد مؤتمر صحفي مشهور في دار حزب الأمة القومي في أم درمان وطالب حكومة الإنقاذ بحل مليشيات الدعم السريع، لأنها قوة غير نظامية ومليشيات قبلية، وتشمل عناصر أجنبية، وارتكبت جرائم في دارفور وكردفان، ويجب أن تحاكم على هذه الجرائم، جاء هذا الموقف متزامناً مع موقف الوالي الأسبق لولاية شمال كردفان أحمد هارون، الذي طالب أيضاً بطرد هذه القوات من ولاية شمال كردفان، ونتيجة لهذا الموقف من قوات الدعم السريع قامت قيادة الدعم السريع بفتح عشرة بلاغات جنائية في نيابة أمن الدولة ضد الإمام الراحل الصادق المهدي، وتم فتح هذه البلاغات الكيدية بمعاونة نظام الإنقاذ وتولى كبر هذا الأمر (جهاز أمن الإنقاذ والبرلمان ورئيسه الفاتح عزالدين)، وبعدها تم سجن الإمام الراحل الصادق المهدي شهرا كامل في سجن كوبر، وبعد إطلاق سراحه غادر البلاد في هجرة إمتدت لأكثر من خمسة أعوام، وحينها أعلنت مؤسسات الحزب في المركز والولايات موقفا مؤيدا للخطاب الذي صدر من الإمام الراحل الصادق المهدي بخصوص قوات الدعم السريع ليصبح هذا القرار نابعا من المؤسسات وإرادة الجماهير.

وعليه يعتبر الموقف ضد قوات الدعم السريع من مبادئ حزب الأمة القومي الأساسية، وخط مجاز من مؤسسات الحزب، وأي تراجع عن هذا الموقف يعتبر خيانة عظمى لمبادئ الإمام الراحل الصادق المهدي، الذي جهر بهذا الموقف ودفع الثمن فيه سجنا وتشريدا ونفي.

ثانيا: الحزب مع القوات المسلحة السودانية وإصلاحها وقوميتها وعدم تدخلها في الشأن السياسي وإلتزامها بالقانون والدستور، ولا يمكن إستبدال القوات المسلحة بمليشيات قبلية، لأنها قوات قومية تأسست قبل أكثر من مائة عام، ولديها عقيدة عسكرية معروفة، ودورها مشهود في حفظ الأمن والإستقرار والدفاع عن الوطن وحماية المواطن، و من أقول الإمام الراحل الصادق المهدي (نحن ليس لنا عداء مع القوات المسلحة السودانية، ولذلك لا تستفزوا القوات المسلحة ولا تناصبوها العداء، وأن القوات المسلحة شريك أصيل في الثورة والتغيير وليست عدوا)، وفي الفترة الإنتقالية تظل القوات المسلحة موجودة إلى حين قيام الإنتخابات الحرة النزيهة، وتأتي الحكومة المنتخبة والتي تخضع لها القوات المسلحة وتأتمر بأمرها.

ثالثا: حزب الأمة القومي ضد العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، وكذلك ضد الإنقلابات العسكرية، فلا يستقيم عقلا أن يدعم مليشيات قبلية عسكرية من أجل أن يصل الحزب عبرها إلى السلطة.

وبعد هذه التوضيحات أقول الآتي: إن الإتهام لحزب الأمة القومي بتأييد مليشيات الدعم السريع هذا إتهام باطل وفيه ظلم كبير لحزب الأمة القومي، نعم هنالك بعض القيادات لديهم مصالح شخصية مع الدعم السريع وهم أقلية ولا يمثلون الحزب ذو التاريخ الناصع والمواقف المشرفة، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الشعب السوداني هي: أن 90% من الدعم السريع كانوا مع حزب المؤتمر الوطني إبتداء بنائب الرئيس الأسبق حسبو محمد عبدالرحمن وإلى الباشا طبيق، وغيرهم من عناصر كانت تتبع لنظام المؤتمر الوطني، نعم هنالك بعض من كوادر حزب الأمة القومي انضمت للدعم السريع بصورة شخصية و فردية في الجزيرة وجنوب دار فور والنيل الأبيض وشمال كردفان، وهنالك آخرون في الحزب يدعون الحياد علنا ويدعمون الميليشيات سرا تناغما مع موقف تحالف تقدم.

ولكن الغالبية العظمى في حزب الأمة القومي وكيان الأنصار بمؤسساته وقياداته وقطاعاته وكوادره وجماهيره العريضة المنتشرة في السودان ودول المهجر كلهم ضد قوات الدعم السريع

ومعظم الإنتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع في الجزيرة وسنار ودارفور وكردفان والنيل الأبيض والخرطوم كان لقواعد حزب الأمة القومي منها النصيب الأكبر وفقدنا الألأف من الأرواح والممتلكات والجرحى والمصابين وأخرهم عضو المكتب السياسي المركزي لحزب الأمة القومي هشام عزازة الذي بترت رجله في منطقة العزازة بولاية الجزيرة دفغاعا عن الأرض والعرض إثر الهجوم الذي قامت به قوات الدعم السريع على قرية العزازة.

لو كان الصادق المهدي موجوداً.. هل سيتخذ حزب الأمة القومي هذا الموقف؟

بالتأكيد إذا كان الإمام الراحل الصادق المهدي موجوداً لما تجرأ أحد على إتهام حزب الأمة القومي بمولاة مليشيات الدعم السريع ناهيك عن التحالف معها، وبفقده حدث فراغ كبير في حزب الأمة القومي وضاعت هيبة المؤسسات، وأصبح عدم الإلتزام بالقرارات ثمة طاغية وحتى المواقف التي إتخذها الإمام الراحل الصادق المهدي تم التراجع عنها، إبتداء من الخروج من تحالف الحرية والتغيير، وعدم المشاركة في الحكومة الإنتقالية، وإنتهاء بالموقف الواضح ضد قوات الدعم السريع، كل هذه المواقف تم نقضها وعدم الإلتزام بها من القيادة الحالية التي أصبحت تسبح عكس التيار الوطني الذي رسمه الإمام الراحل الصادق المهدي.

والآن حزب الأمة القومي مختطف تماما ويعيش في ظل أزمة تنظيمية و مؤسسية وسياسية ودستورية وقيادية بعد رحيل الإمام الصادق، وظلت الأجهزة مغيبة ومعطلة، لم ينعقد المؤتمر العام ولا الهيئة المركزية ولا المكتب السياسي ولا مجلس التنسيق، وظل القرار في الحزب يتخذ بواسطة قلة من الأفراد، والكثير من القرارات والبيانات في فترة ما بعد الحرب كلها غير مؤسسية وغير دستورية وغير ملبية لأشواق وتطلعات جماهير الحزب، وما كانت هذه الفوضى التنظيمية أن تصل لهذا الحد لو كان الإمام الراحل الصادق المهدي موجوداً، لأنه يتمتع بالكاريزما والثبات على المبادئ واحترام قرارات المؤسسات، ولأن الإمام الراحل شخص يملك قراره ولا يمكن أن يباع أو يشتري وكان لا يساوم في مصلحة الشعب السوداني ولا يقبل أن تراق قطرة دم في هذه البلاد ولا يقبل أي إعتداء على النفس والأرض والعرض والدين بعكس القيادة الحالية التي نرى أنها بعدت عن درب الإمام الراحل الصادق المهدي وسارت في خط لا يشبه تاريخ حزب الأمة القومي.

هنالك تباين في المواقف داخل حزب الأمة القومي بشأن الحرب، حيث نجد نائب الحزب الفريق صديق وقيادات كبيرة تناصر الجيش، بينما رئيس الحزب ومريم الصادق يساندون الدعم السريع.. هل هذا التباينات ستولد إنشقاقا داخل الحزب؟

هنالك ثلاثة تيارات داخل حزب الأمة القومي بخصوص التعامل مع الدعم السريع وهي:

1_ تيار الأغلبية في حزب الأمة القومي ضد قوات الدعم السريع وهذا التيار يمثله كل نواب رئيس حزب الأمة القومي بجانب الأغلبية في مجلس التنسيق وكل مؤسسات الحزب بالولايات السودانية وكذلك مؤسسات الحزب في دول المهجر و قطاعات الشباب والطلاب والمرأة والمهنيين وأغلبية جماهير وقواعد الحزب في الداخل والخارج.

2_ بعض كوادر الحزب إنضمت للدعم السريع رسميا وبالتالي تكون قد فقدت عضويتها في الحزب، وفقا لدستور ولوائح الحزب، وكان يجب أن يتخذ الحزب قرارا بفصلهم نهائياً مثلما قام به حزب المؤتمر الوطني بفصل نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن من عضوية الحزب، ولكن الذي أخّر هذا القرار هو عدم إنعقاد الأجهزة حتى يتم البت في هذا الأمر، وبالتالي يكون الحزب قد ساهم بشكل كبير في نفي هذا الإتهام حتى لا يحسب هؤلاء على الحزب، ويحصل تشويه وتلطيخ لسمعة الحزب أمام الرأي العام السوداني، وقفل الباب على أصحاب الأجندة حتى لا يتم النيل من هذا الحزب الوطني التاريخي العريق.

3_تيار تنسيقية (تقدم)، في الحزب يسمي هذا التيار نفسه “تيار الحياد” ويدعي ذلك، وهو تيار أقلية في الحزب، وحتى مشاركته في مؤتمر تنسيقية (تقدم) كانت غير مؤسسية، وهذا التيار كان جزء من الإتفاق الإطاري، وينتظر الدعم السريع لهزيمة الجيش، وإقامة الحكم المدني الديمقراطي وإشراكهم في السلطة مع (محاربة الكيزان والفلول) وغيرها من شعارات ظل يرفعها الدعم السريع.

ولكن هذا التيار يتهم بالوقوف مع الميليشيات ودعمها وتأييدها ومساندتها والتحالف معها رغم إدعاء الحياد ورفع شعار (لا للحرب)، والشواهد كثيرة منها: عدم إدانة إنتهاكات قوات الدعم السريع، واللقاء الذي تم في إثيوبيا مع قائد الدعم السريع، وكذلك الإتفاق الذي تم في هذا اللقاء وخاصة (تكوين الإدارات المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع) كالإدارات التي أقيمت في الجزيرة وجنوب دار فور وغرب كردفان وغيرها، وكذلك المطالبة المتكررة بحظر الطيران والدعوة الصريحة للتدخل الدولي، والمساواة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وكل المواقف التي تصدر من تنسيقية تقدم كانت تصب في مصلحة الدعم السريع وتجد الترحيب الشديد من الدعم السريع، وهذا التنسيق بينهم بدأ منذ توقيع الإتفاق الإطاري وإلى يومنا هذا.

أما موقف الدكتورة مريم الصادق الصادق المهدي، أقول بصدق إنها التزمت بقرار المؤسسات وقاطعت مؤتمر تقدم في إثيوبيا، ولم تشارك في لقاء تقدم مع قائد الدعم السريع، بل أصبحت بعيدة كل البعد عن مؤسسات تقدم ولا تتقلد أي منصب في تقدم، ولم يصدر عنها أي موقف مؤيد لمليشيات الدعم السريع ويقال أن ( الشريعة عليها بالظاهر ) أو أن يأتي من يتهمها بمساندة الدعم السريع بالدليل ويقيم الحجة عليها، ونقول لهؤلاء (البينة على من أدعى واليمين على من أنكر)، والمؤسف حتى الذين هم في الحياد الحقيقي تم تصنيفهم، وهذا فيه عدم عدالة وإنصاف وسوف تظهر المواقف الحقيقية لأن الوعي السياسي صار في تقدم وتنامي ولا يؤثر عليه أصحاب الإتهامات الجزافية والأجندة الشخصية الضيقة.

هل ثمة علاقة بين الإمارات وقيادات حزب الأمة القومي؟ وإن كان هنالك علاقة كيف شكلها؟ وما هو هدفها؟

لحزب الأمة القومي ثلاثة مبادئ أساسية مضمنة في دستوره وبرنامجه وخطه السياسي وهي: \

1_ عدم قبول التدخل الدولي في الشأن السوداني.

2_ عدم ممارسة العنف والإنقلابات من أجل تحقيق الأهداف السياسية.

3_ عدم الإقصاء لأي مكون سياسي عدا حزب المؤتمر الوطني.

وموقف حزب الأمة الرسمي في هذا الصدد هو أن العلاقات الخارجية مع الدول تقوم على أساس تحقيق المصلحة للشعب السوداني أولا، والإحترام المتبادل وعدم فرض نظام بالقوة على الشعب السوداني، ولكن نجد أن الإمارات حليفة لقوات الدعم السريع وتنسيقية تقدم وتقوم بتقديم الدعم لهم من أجل تحقيق أهدافها وأطماعها في السودان، وتيار حزب الأمة القومي في تنسيقية تقدم تربطهم علاقات جيدة مع الإمارات لأنها تعتبر الراعي الرسمي لتقدم والمليشيات، وصحيح أن بعض قيادات الحزب تقيم في الإمارات في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، ولكن لا سلطة لدولة الإمارات على حزب الأمة القومي.

دعني أضرب لك مثلا بالسفير الحارث إدريس الذي هاجم دولة الإمارات عدة مرات في جلسات مجلس الأمن الدولي وهو من قيادات حزب الأمة القومي وكان مرشح الحزب لمنصب وزير الخارجية في حكومة حمدوك، وكذلك أول قيادي حزبي هاجم الإمارات في السودان هو الفريق صديق محمد إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة القومي، والقيادات الذين لهم تواصل مع الإمارات هم فقط ممثلو الحزب في تنسيقية تقدم وهؤلاء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وهم في ذلك يمثلون أنفسهم ولا يمثلون حزب الأمة القومي، وفي ظل هذه الحرب سوف تحدد مؤسسات الحزب الموقف من الدول التي دعمت التمرد بالسلاح وساهمت في قتل الشعب السوداني وقواعد حزب الأمة القومي، علما بأنه صدرت بعض التصريحات ولكن سوف تحدد سياسة الحزب الخارجية الجديدة على ضوء هذه التطورات والمستجدات التي طرأت مؤخراً، ولن يقبل حزب الأمة بالتدخل الإماراتي الحالي في الشأن السوداني ما لم تكف عن دعم الميليشيات بالسلاح الذي يقتل به الشعب السوداني المدني الأعزل في القرى والمدن.

إلى أي مدى يمكن أن يؤثر موقف حزب الأمة القومي المتماهي مع الدعم السريع على شعبية الحزب سيما إنه معروف بأنه حزب عريق ويمتلك قواعد وجماهير كبيرة في كل ولايات السودان؟

هذه حملة مغرضة ضد حزب الأمة القومي، يقوم بها أعداء الحزب للنيل من الحزب، وذهب البعض إلى إتهام الحزب بأنه هو من أسس هؤلاء الجنجويد، وكذلك قام بتأسيس الدفاع الشعبي وتسليح القبائل العربية وغيرها من إتهامات صدرت ضد الحزب، ولكن للأسف الشديد بعض قيادات الحزب ساعدت فيها بقصد أو بغير قصد.

وتقع على عاتق المخلصين في الحزب مسؤولية كبيرة في تبيان الحقائق للناس والتصدي لهذه الحملة التضليلية الشرسة ضد الحزب ودمغه وإتهامه بالتحالف مع مليشيات الدعم السريع، وللأسف تم الإستناد على بعض بيانات الحزب وخاصة (بيان قوة زعمت أنها تتبع للدعم السريع قامت باحتلال دار حزب الأمة القومي)، في حين أن هذه القوة التي دخلت دار حزب الأمة اصلا تتبع لقوات الدعم السريع من خلال سيطرتهم وإرتكازهم وسياراتهم و زيهم وإعترافهم، وهو سيد الأدلة (زعمت)، وصحيح أن الموقع الرسمي للحزب يسيطر عليه أفراد لا يرغبون إطلاقا في إدانة إنتهاكات قوات الدعم السريع، ولكن مع ذلك هنالك مواقف مشرفة قام بها رؤساء الحزب في الولايات السودانية وعددهم 15 ولاية؛ أعلنوا إدانة إنتهاكات الدعم السريع والوقوف مع القوات المسلحة السودانية.

وكذلك مواقف مؤسسة الرئاسة ومجلس التنسيق، ولا ننسى موقف اللواء الركن عبدالرحمن الصادق المهدي الذي ظل يقاتل مع الجيش سبعة شهور في سلاح المدرعات، وهو يمثل الرمزية التاريخية للأنصار وأسرة الإمام المهدي، وكذلك مواقف الكثير من قيادات الحزب لا يسع المجال لذكرها، وسوف نعمل بكل جهد لتوضيح الحقائق حتى لا يؤخذ حزب الأمة القومي بجريرة البعض، والقليل من القيادات الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على الحزب والوطن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here