خبير سوداني: حميدتي دوره انتهى وأصبح غير مرغوب فيه عند الأمريكيين

51
خبير سوداني : حميدتي دوره انتهى وأصبح غير مرغوب فيه من الامريكان
خبير سوداني : حميدتي دوره انتهى وأصبح غير مرغوب فيه من الامريكان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد المحلل السياسي السوداني، حسن عبد الحميد، إن قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” تجاوزه الزمن وإنه أصبح غير مرغوب فيه من قبل الأمريكيين، مستدلا بالعقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على شقيقه القوني حمدان دقلو موسى.

وأكد عبد الحميد في حوار مع “أفريقيا برس”، أن العقوبات الأمريكية على القوني، ستؤثر بشكل كبير على قوات الدعم السريع. وأضاف إن هذه العقوبات تُظهر تراجع الدعم الدولي للمليشيات، مما سيزيد من عزلتها السياسية والمالية. وتابع أن الضغوط المالية المتزايدة ستجعل تنفيذ خطط حميدتي، مثل حشد مليون جندي، أمراً شبه مستحيل.

وفيما يخص اتهام حميدتي لمصر بالمشاركة في الحرب، شدد عبد الحميد على أن هذه التصريحات تعكس غياب استراتيجيات حميدتي السياسية. وأضاف أن الاتهام يهدف إلى تبرئة الكفيل الإقليمي، ولكنه قد يؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية لحميدتي.

هل تبدو العقوبات الأمريكية على القوني شقيق حميدتي مجدية وتؤثر على مجريات الحرب؟

العقوبات الأمريكية على القوني، شقيق حميدتي، ستؤثر بلا شك على قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. هذه العقوبات تعني أن الدعم الدولي الرئيسي للمليشيات المتمردة قد تراجع أو انسحب، مما يتركهم في وضع أكثر ضعفًا. ومع هذا التراجع الدولي، سيكون الكفيل الإقليمي لهذه القوات مضطرًا أيضًا للتكيف مع التوجه الدولي، مما سيزيد من عزلة الدعم السريع.

النتيجة الطبيعية لهذا التغير هي الضغوط المالية المتزايدة على قوات الدعم السريع، التي قد تجد نفسها تواجه أزمة مالية خانقة بعد أن فقدت دعمها السياسي والأخلاقي. السؤال المهم هنا هو كيف سيتمكن حميدتي من تنفيذ “الخطة ب” التي هدد بها، وما هي الوسائل التي ستمكنه من الوفاء بتعهداته مثل حشد مليون جندي، وهو ما يبدو الآن أكثر صعوبة في ظل العقوبات والموقف الدولي المتغير.

بماذا تعلق على إتهام حميدتي بمشاركة مصر في الحرب والوقوف مع الجيش السوداني؟

حميدتي يسعى، في رأيي، لتحقيق هدفين أساسيين من خلال اتهام مصر بدعم الجيش السوداني. الأول هو تبرئة الكفيل الإقليمي الذي يدعمه من المشاركة المباشرة في الصراع، في محاولة لتخفيف الضغط الدولي عليه. والثاني هو إيجاد تبرير إذا تم الكشف عن تورط الكفيل الإقليمي في الحرب، خاصة مع العلم أن مصر تدعم الجيش السوداني.

إلا أن هذه الاتهامات تعكس غياب استراتيجيته السياسية، حيث تُظهر عدم التوازن في تصريحاته. هذه المحاولات لتشويه صورة مصر قد تضر بموقفه أكثر مما تفيده، مما يكشف عن جهل سياسي واضح، حيث أن تلك التصريحات قد تفقده الدعم الإقليمي والدولي بشكل أكبر وتؤدي إلى عزلة سياسية على المستويين المحلي والدولي.

بالنظر لسير المعارك في السودان.. هل نحن في نهاية الحرب، ومن سيحسمها؟

نعم، من الواضح أننا نقترب من نهاية الحرب في السودان، وهناك العديد من المؤشرات التي تدل على ذلك. من أبرز هذه المؤشرات تقدم الجيش السوداني بشكل كبير، بما في ذلك عبور الجسور من أمدرمان إلى الخرطوم وبحري، وتطهير هذه المناطق من قوات المليشيات المتمردة. كما تم استرداد مواقع استراتيجية مثل جبل موية، وتمكن الجيش من محاصرة المليشيات في مدني والضغط على ما تبقى لها من جيوب في الخرطوم والنيل الأبيض ودارفور.

كل هذه التطورات تشير إلى أن الحسم سيكون لصالح الجيش السوداني، أو بالأحرى لصالح الشعب السوداني الذي أبدى دعماً كبيراً لقواته المسلحة طوال فترة الصراع.

ظهور قيادات بارزة من المؤتمر الوطني في المشهد حيث عاد رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود إلى بورتسودان، وظهر والي القضارف السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني كرم الله رفقة الكباشي في جبل موية.. فهل سيعود المؤتمر الوطني للسلطة؟

لا يبدو أن المؤتمر الوطني يطمح للعودة إلى السلطة منفردًا في هذه المرحلة. من المرجح أن أي عودة له ستكون في إطار توافق وطني واسع يشمل جميع الفئات السياسية. ومع ذلك، يظل المؤتمر الوطني مستفيداً من حضور شبابه في التصدي للمليشيات المتمردة، حيث لعبوا دورًا كبيرًا في دعم الجيش ودحر المتمردين. العودة إلى السلطة بشكل منفرد لا تبدو خيارًا مطروحًا حاليًا، خاصة في ظل الظروف السياسية الحالية، لكن الحزب يظل جزءًا من المشهد السياسي المتغير في السودان.

حميدتي اتهم الأمريكان والاتحاد الأوروبي بالسعي لعودة الإسلاميين إلى السلطة.. هل هذا الاتهام يؤكد أن دور حميدتي قد انتهى؟

تخويف المجتمع الدولي بما يسمى “فزاعة الإسلاميين” هو أسلوب تجاوزه الزمن وأصبح غير فعّال سياسيًا، مما يعكس ضعف تقدير حميدتي للمشهد الدولي الحالي. اتهاماته للأمريكان والاتحاد الأوروبي بالسعي لعودة الإسلاميين تُظهر أنه فقد القدرة على التأثير في المجتمع الدولي، الذي يبدو أنه لم يعد يدعمه.

هذا الموقف يعزز فكرة أن دور حميدتي قد انتهى بالفعل، خصوصًا بعد العقوبات الأمريكية، بما في ذلك تجميد أموال شقيقه القوني، وهو ما يدل على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لم يعد يرى في حميدتي شريكًا مستقبليًا في الساحة السياسية السودانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here