بين الهجوم والنزوح: رواية بلة علي محمد عن فظائع قوات الدعم السريع

67

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في هذا الحوار مع “أفريقيا برس”، يروي المواطن بلة علي محمد تفاصيل نجاته من محرقة شرق الجزيرة. يعيش بلة في مدينة تمبول، التي كانت من أولى المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع، وارتكبت فيها مجازر فظيعة. وإليكم ما جاء في الحوار:

بداية، هل يمكنك وصف تفاصيل ما حدث في شرق الجزيرة؟

ما حدث في شرق الجزيرة، وبالأخص في مدينة تمبول، كان هجومًا مروعًا شنته مليشيات الدعم السريع. خلّف الهجوم قتلى من الأبرياء، شملوا الأطفال والشباب وكبار السن، إضافةً إلى النهب والتدمير الذي طال المرافق العامة. ما عايشناه في تمبول كان أمرًا لا يُصدّق.

ماذا حدث بالضبط؟

عندما اقتحمت قوات الدعم السريع المنطقة، لم تميز بين كبير وصغير، ولا بين امرأة ومسِن؛ انهالت علينا بالضرب العشوائي، أحيانًا باستخدام “الدبشق” وأحيانًا بالسياط، إضافة إلى القتل المتعمد. وعندما غادرنا تمبول، رأينا العديد من جثث المواطنين ملقاة على الطرقات.

لمن كانت هذه الجثث؟

معظمها كانت لمواطنين، إضافة إلى بعض جنود الدعم السريع الذين قتلهم الجيش.

هل انسحب الجيش من تمبول؟

نعم، ربما لأسباب عسكرية يعلمها هو. كنا قد استبشرنا خيرًا بقدومه، لكن بعد انسحابه، حدث قدر الله الذي لا مفر منه.

ماذا فعلت عناصر الدعم السريع بعد انسحاب الجيش؟

أحد الجنود رفع طفلتي، التي عمرها سنة، ووضَعني أمام خيارين: إما أن أخرج الذهب والمال، أو سيرميها من الأعلى.

وماذا حدث بعد ذلك؟

توسلت إليه قائلًا: “والله ما عندنا ذهب ولا مال”، فردّ قائلًا: “خلاص، اخرجوا، لقد تعاملنا معكم بلطف، لكن القادمين بعدنا سيكونون أسوأ منا”

كم بلغ عدد الذين قتلوا برصاص الدعم السريع؟

ما تم تأكيده فقط في مدينة تمبول هو مقتل 70 شخصًا، غير الذين فقدوا ولم يعرف أحد مصيرهم؛ ربما يكونون ضمن عدد الموتى، وربنا يسلمهم. وهناك حي كامل في تمبول قاوم الميليشيات ببسالة، ويجب أن يذكرهم التاريخ. كذلك هناك من قاوم داخل متجره في الأسواق، والروايات التي تثير الفخر كثيرة. منهم من قُتل مدافعًا عن ماله وعرضه، هؤلاء يجب أن يذكرهم التاريخ ويفتخر بهم.

هل تم تهجيركم قسريًا؟

نعم، قوات الدعم السريع أمرتنا بإخلاء البيوت خلال 24 ساعة، وحذرتنا أنه في حال عدم الإخلاء، لن نلوم إلا أنفسنا.

لماذا طلبوا ذلك؟

الهدف كان أخذ كامل راحتهم في عمليات النهب والسلب دون مواجهة مقاومة من أحد. وبالفعل، نصبت قوات الدعم السريع نقاط ارتكاز في أطراف القرى وبدأت بنهب منازل المواطنين بطريقة منظمة. لم يتركوا شيئًا، حتى الملابس تم نهبها.

من أين جاء هؤلاء؟ هل هم سودانيون؟

الملاحظ أن لهجة بعضهم غريبة، وهذه الوجوه نراها لأول مرة.

كيف ذلك؟

هذه الوجوه لا تبدو سودانية، والأرجح أنهم من دول أفريقية مجاورة للسودان. وقد تكررت هذه الملاحظة كتأكيد على أن قوات الدعم السريع تضم أجانب ومرتزقة.

بعد هجوم الدعم السريع، إلى أين كانت وجهتكم؟

لم تكتفِ قوات الدعم السريع بمهاجمتنا في مدينة تمبول، بل لاحقتنا إلى منطقة “الطلحة” القريبة من تمبول. وما إن قضينا ليلة واحدة في هذه البلدة الآمنة حتى أخبرنا أهالي القرية بأنهم أيضاً ينوون النزوح، نظرًا لأن قوات الدعم السريع تحاصر القرية.

ماذا فعلتم بعد ذلك؟

نزحنا مع أهالي منطقة “الطلحة” إلى مناطق آمنة أخرى، لكن الميليشيات لاحقتنا مجددًا. فاضطررنا لركوب الدواب وبعض المركبات التقليدية التي نقلتنا إلى منطقة آمنة، ثم تابعنا طريقنا إلى مدينة شندي.

كيف كانت الأوضاع في مخيمات النزوح؟

أفضل ما في المخيمات هو الشعور بالأمان، حيث كنا تحت حماية القوات المسلحة. قدموا لنا العديد من الخدمات، بما في ذلك توفير الطعام، الماء، والأغطية التي تحمينا من البرد. الشكر موصول لحكومة ولاية نهر النيل، والجيش السوداني، وعدد من رجال الأعمال على دعمهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

  1. حسبنا الله ونعم،،، والف تحية إليكم يا أستاذ أحمد

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here