ماذا وراء إستسلام عدد من قوات الدعم السريع؟

57
الخطة الخفية لتمكين الدعم السريع في السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في ظل تقدم الجيش السوداني بخطى متسارعة نحو تحرير ولاية الجزيرة وعدد من المناطق الأخرى، شهدت بلدة “المالحة” شمال الفاشر انضمام قوة كبيرة من قوات الدعم السريع، بكامل عتادها الحربي، إلى صفوف القوات المشتركة والجيش السوداني. وتُقدَّر هذه القوة بنحو مئة جندي مجهزين بكامل أسلحتهم.

لم يكن استسلام بعض قوات الدعم السريع للجيش السوداني حدثاً جديداً في سياق الحرب الدائرة في البلاد، إذ سبق أن أعلنت عدة مجموعات من الدعم السريع انضمامها إلى الجيش. ومن أبرز هذه الحالات، انضمام قوات في ولاية الجزيرة، إضافة إلى قوات من مصفاة الجيلي التي سلمت نفسها في مدينة شندي.

أما أبرز حالات الانشقاق، فقد تمثلت في انحياز قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، إلى الجيش، ما أثار جدلاً واسعاً في السودان. وفي رد فعل عنيف، ارتكبت قوات الدعم السريع مجازر مروعة في شرق الجزيرة، الموطن الرئيسي للقائد المنحاز، كيكل، في ما بدا أنه عمل انتقامي ضد المنطقة وسكانها.

موجات متتالية

صرّح القيادي بجبهة القضارف للخلاص، جعفر خضر، لموقع “أفريقيا برس” بأن استسلام مجموعات من مليشيات الدعم السريع للجيش السوداني والقوات المشتركة يُعد دليلاً واضحاً على رجحان كفة الشعب والجيش في الحرب الدائرة.

وأوضح خضر أن الالتفاف المتزايد للقوى الداخلية حول الجيش، كما يتجلى في مبادرات مثل مجموعة “متحدون من أجل السودان”، التي تسعى لتصنيف مليشيات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، يُسهم في حسم الحرب لصالح الدولة السودانية وضد المليشيات الفوضوية. لكنه حذر من أن استمرار الحرب قد يطول بسبب تورط الإمارات، ما يتطلب تكثيف الجهود الدبلوماسية الرسمية والشعبية لفضح دورها وإحراج داعميها من الدول الغربية والدول المجاورة.

وأشار خضر إلى أن منسوبي قوات الدعم السريع ليس لديهم قضية يدافعون عنها، بل إنهم “مجرد لصوص من داخل وخارج السودان”، يمارسون النهب والقتل والاغتصاب.

وأكد أن تأخر انهيار المليشيات يعود إلى دعم بعض القوى السياسية لهم، بالإضافة إلى الإمدادات المستمرة من الإمارات، التي توفر المرتزقة والسلاح والعتاد.

وأضاف خضر أن امتصاص الجيش السوداني لصدمة التمرد، والتفاف الشعب حوله، أدى إلى تحول ميزان الحرب لصالح الجيش والشعب. وأبرز الإنجازات شملت تحرير أجزاء كبيرة من ولاية الخرطوم، واستعادة السيطرة على ولاية سنار، بالإضافة إلى تقدم الجيش في ولاية الجزيرة، والصمود الأسطوري في فاشر السلطان، حيث تكسرت موجات هجمات الجنجويد المتتالية.

معاناة الدعم السريع

يتوقع المحلل السياسي الفاتح محجوب استمرار موجة استسلام قوات الدعم السريع في جميع مسارح العمليات، مشيراً إلى احتمالية انتهاء الحرب في السودان بشكل مفاجئ، سواء من خلال استسلام شامل أو عبر اتفاق سلام تلتزم فيه قيادة الدعم السريع بتنفيذ مطالب الجيش السوداني بالكامل.

وأوضح الفاتح، في تصريح لموقع “أفريقيا برس”، أن معالم نهاية الحرب باتت واضحة، وقد لا تتجاوز شهرين وفق تقديره. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تعاني حالياً من انهيار كبير في صفوفها، نتيجة نجاح الجيش السوداني في إعادة ترتيب قواته، مما منحه التفوق في العدد والعتاد، على عكس الوضع عند بداية الحرب عندما كانت قوات الدعم السريع هي الطرف الأقوى.

وأضاف أن غياب قائد الدعم السريع، حميدتي، الذي لا يزال مصيره مجهولاً بين الحياة والموت، قد أثّر بشكل كبير على معنويات قوات الدعم السريع وساهم في تسارع انهيارها.

مؤشر الانهيار

يرى المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم أن استسلام عدد من قوات الدعم السريع يمثل مؤشراً واضحاً على انهيار هذه القوات ويعكس مدى ضعفها في مواجهة الجيش السوداني.

وأوضح عبدالباقي، في تصريح لموقع “أفريقيا برس”، أن قوات الدعم السريع أصبحت تقاتل من أجل الغنائم فقط، دون أن تكون لها قضية واضحة تدافع عنها.

وشدد على ضرورة أن تنصاع هذه القوات لأوامر الجيش السوداني، مشيراً إلى العفو الذي أعلنه رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في أكثر من مناسبة كفرصة أمامهم للاندماج مجدداً في المجتمع والتوقف عن القتال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here