أفريقيا برس – السودان. تنطلق عند التاسعة والنصف من صباح بعد غدٍ الثلاثاء، في “جامعة بغداد” بالعاصمة العراقية، أعمال مؤتمر “البحث في أزمنة حالكة: الإبادة وجرائم الحرب والعنف السياسي”، الذي تُنظمه دورية “عمران” للعلوم الاجتماعية (الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا)، بالتعاون مع “كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي” في الجامعة.
تشير ورقة المؤتمر، الذي يتواصل لثلاثة أيام بمشاركة 40 باحثةً وباحثاً من جامعات عراقية وعربية وأجنبية، إلى أنّ “عملية طوفان الأقصى عام 2023 غيّرت حياة الناس في المنطقة بطرائق لا يسعنا فهمها حتى الآن؛ إذ لا تزال الإبادة الاستعمارية للفلسطينيين، التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا دعماً كاملاً، تعيد تشكيل المنطقة والعالم بأسره، وقد بتنا نعيش زمناً ربما لا يقارَن إلا بنكبة عام 1948، علينا التكيف معه إذا ابتغينا أن تكون دراستنا مفيدة في تأطير نضالات سكان المنطقة”.
وتضيف: “كان التطهير العرقي والإبادة البطيئة من خلال الاستعمار الاستيطاني هما القاعدة منذ ما قبل عام 1948، وما زال مستمراً حتى اليوم بصورة أكثف. ولا نشهد الآن الإبادة الأولى في السودان، بل تكراراً لما حدث من قبل، بتأجيج من قوى خارجية. وفي حين تثقل هذه الجرائم كاهلنا، يشعر الناس في أماكن أخرى من المنطقة بغصة في حلوقهم إزاء عقود من العنف الاستعماري والتسلطي، وغيرها من أشكال العنف السياسي وتداعياتها”.
وتلفت أيضاً إلى أنه “بما أن الأزمنة الحالكة لا تزال تخيّم على المنطقة، والتي نحيا تهديدا بتفاقمها، فإننا جميعاً نواجه تحدياً: ما دورنا بوصفنا باحثين وسط هذا العنف؟ وما الذي ينبغي لنا فعله في زمن الإبادة خاصة؟”.
يناقش المشاركون محاورة عدة، منها: أخلاقيات البحث العلمي أثناء الحروب، وأشكال العنف وارتباطه بممارسة السيادة، وأشكال المحو المختلفة التي يجابهها سكّان المنطقة، والحياة اليومية في ظروف العنف السياسي، والعناصر المادية التي تجعل العنف ممكناً، وأشكال الاحتجاج والتضامن في مناطق الصراع المختلفة، وإثنوغرافيا المقاومة المسلحة والعسكر.
يقدّم محمد بامية المحاضرة الافتتاحية بعنوان “المعرفة في نهاية الزمن الحالك”، ثم تبدأ الجلسة الأولى “الإبادة في الحقل الأكاديمي: دراسة وتدريساً”، وتتضمن ورقة “حقل دراسات الإبادة في الأكاديميا العربية” لحسن ناظم، و”العنف والإبادة تحت مجهر علم الاجتماع: دراسة تحليلية للإنتاج البحثي في جامعة بغداد” لخالد حنتوش ساجت، و”لماذا ينبغي تدريس الإبادة في الجامعات العراقية؟” لسعد سلوم.
“الحياة اليومية والمقاومة في سياق الفظائع” عنوان الجلسة الثانية التي تضمّ ورقة “الحياة اليومية والسياسة البديلة في ليبيا ما بعد الثورة” لليلى الطيب، و”العودة من باطن الأرض: الجغرافيات الخفية المتنافسة في غزّة” لعمر جيري سلمنكا، و”اليومي المعسكر: الحياة اليومية في الخرطوم خلال حرب 15 نيسان/ أبريل 2023″ لمصطفى أفندي.
وفي اليوم الثاني، يقدّم عبد الوهاب الأفندي محاضرة عن بعد بعنوان “إنكار الإبادة: من نبذ المنكرين إلى معاقبة الشهود”، ثم تُعقد جلستان تتضمّنان أوراقاً عدّة هي: “حروب يومية وأخرى موسمية: أي منطق للعنف الإسرائيلي في غزة؟” لمجد أبو عامر، و”الإعلام الأميركي والإبادة في غزّة: بين التهميش والإنكار” لياسر درويش جزائرلي، و”البنية التحتية للعنف في العراق: التداعيات على مسار بناء الدولة والتماسك المجتمعي” لإلهام مكي حمادي، و”العنف الإسرائيلي في لبنان: المشهدية النفسية للحرب والإبادة” للميا مغنية، و”الإبادة والسجن ومسألة الشرعية في سورية: دراسة في ضوء الخبرة المقارنة” لهاني عواد ونيروز ساتيك، و”جغرافيا العنف في حلب منذ عام 2011″ لياسر منيف، و”متواطئون ع الدولة في إبادة أبناء جلدتهم: ‘فرسان’ علي الكيماوي نموذجاً” لآلان ممتاز نوري، و”أنثرو- سوسيولوجيا الهوية السياسية للجماعات المسلحة في العراق” لعلي طاهر الحمود.
كما تُقام طاولة مستديرة بعنوان “الأكاديميا في زمن الإبادة والعنف الشامل” بمشاركة آلان ممتاز نوري، حيدر سعيد، وسامي هرمز، وصالح الجابري، وليا مغنية، ومنير السعيداني، ويرأسها هاني عواد.
وتُقدّم في اليوم الثالث أوراق: “سياسات الإماتة الإسرائيلية في غزّة: تحليل ممارسات هندسة الموت وإدارة الجثامين” لإيمان بديوي، و”من الحصار إلى قتل المدينة: السيادة الإسرائيلية الحيوية على غزة” لمها زيادة، و”الأزمنة المتقاطعة والأزمات المعاصرة في العالم العربي” لصقر النور، و”النظام العالمي من منظور فلسطين” لعمر ضاحي، و”الباحث المحلّي وميدان بحثه في زمن الأزمات” لجميل معوض، و”البحث في ظل العنف السياسي ومحاولات الطمس: التعامل مع المعضلات الأخلاقية” ليسرى قاضي، و”الاغتصاب سلاحاً: مقاربة سوسيو- أنثروبولوجية لجرائم العنف الجنسي ضد النساء في سياق الحرب” لسيدي محمد الحسني، و”مطربات وحكّامات: المرأة السودانية والعنف السياسي في السودان” لسعاد مصطفى الحاج موسى.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس