خبير عسكري: الدعم السريع ينهار والمعركة تتجه إلى جبل أولياء

13
خبير عسكري: الدعم السريع ينهار والمعركة تتجه إلى جبل أولياء
خبير عسكري: الدعم السريع ينهار والمعركة تتجه إلى جبل أولياء

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد الخبير العسكري عبد الرحمن أبو مجاهد أن قوات الدعم السريع دخلت مرحلة الانهيار بعد فقدانها زمام المبادرة وتحول تفكيرها من المواجهة إلى الهروب، مشيرًا في حوار مع “أفريقيا برس”، إلى أن الجيش السوداني استعاد زمام المبادرة بفضل التمركز الميداني المحكم والضغط المستمر برًا وجوًا.

وقال إن تكدّس الميليشيا في رقعة جغرافية ضيقة جعلها هدفًا سهلًا للقصف المدفعي والجوي. وأضاف أن ارتفاع خسائر الدعم السريع ساهم في تراجع الروح القتالية لعناصرها. وشدد أبو مجاهد على أن المعركة الحاسمة باتت تقترب من مداخل جبل أولياء، حيث يُتوقّع اشتباك داخلي عنيف بين مكونات الميليشيا.

بوصفك خبيرًا عسكريًا وتملك معلومات عن سير المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، ماذا حدث في معركة تحرير القصر الجمهوري بالعاصمو الخرطوم؟

ما حدث في محور القصر كان محاولة انتحارية للتسلل والهروب من قبل قوات الدعم السريع، وقد تم التعامل معها بالقوة المميتة برًّا وجوًّا، ما أوقع بها خسائر كبيرة وصلت إلى مرحلة التدمير الكامل في العتاد والأرواح. وما جرى يُشبه، بصورة مصغّرة، ما حدث في مبنى الإذاعة.

ماذا حدث لقوات الدعم السريع؟

انتقل تفكير قوات الدعم السريع من مرحلة المواجهات المباشرة والالتحام و”ركوب الرأس” الذي اشتهرت به، إلى مرحلة التفكير في الهروب فقط، ما يدلّ على انسداد الأفق التعبوي لديها، وإدراكها التام أن الهزيمة واقعة لا محالة في القصر الجمهوري. هذا التحوّل أضعف العمل الجماعي داخل صفوفها، وزاد من وتيرة المحاولات الفردية للفرار والنجاة الشخصية.

ومع تزايد الضغط الميداني، والتموضع الممتاز لقواتنا الباسلة، الذي تجلّى في إحكام السيطرة التامة وإغلاق جميع طرق الإمداد وقطع طرق الانسحاب المنظم، تصاعدت وتيرة الانهيار في صفوف الدعم السريع.

إلى جانب ذلك، فإن القصف المدفعي الاستراتيجي، وزخم نيران المدفعيات الثقيلة والمتوسطة، واستمرار عمليات التغطية والمراقبة الجوية، كلها عوامل تُنذر بزيادة وتيرة الهروب الجماعي (ولكن بشكل فردي) عبر كل الوسائل المتاحة، سواء بالمراكب أو سيرًا على الأقدام أو عبر الدراجات النارية إذا توفرت. فقد أثبتت تجارب الانسحاب خلال اليومين الماضيين استحالة التحرك بسيارات الدفع الرباعي، في ظل سيطرة الطيران المسيّر والقوات السيادية على سماء وأرض المعركة.

بصورة متسارعة، نقل الجيش السوداني المعركة إلى وسط الخرطوم، ألا ترى أن ذلك يمثل مفاجأة، سيما بعد البطء الذي كان يعتري أداء الجيش؟

الإيقاع المتسارع لسير العمليات الحربية في وسط الخرطوم ليس مفاجئًا، لأن تولّد الروح الانهزامية لدى قوات الميليشيا المنهارة يُعد نتيجة حتمية للضغط المتواصل من القوات المسلحة، التي تزداد لديها بدورها قوة الاندفاع والرغبة في الاستغلال الأقصى لعوامل النجاح.

كما أن ارتفاع الروح المعنوية، مع انضمام قوات إضافية كلما تحررت منطقة، بفضل تأمين المناطق الخلفية، وانحسار قوات العدو في رقعة جغرافية ضيقة تقع تحت أنظار القوات المتحركة، جعل الميليشيا تفقد ميزة أساسية كانت تتمتع بها، وهي قدرتها على الالتفاف.

تكدّس هذه القوات في مساحة صغيرة يجعلها عرضة للقصف الجوي والمدفعي، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في حجم الخسائر المادية والبشرية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الروح المعنوية لعناصر الميليشيا، ويُفقدهم شهية القتال، ويدفعهم بشكل متسارع للبحث عن طوق نجاة، يتمثل في اللحظات القادمة في بوابة أو منفذ وحيد، يمكن مجازًا تسميته بـ”صراط جبل أولياء”.

إذن، هل ستكون المعركة القادمة في جبل أولياء؟

بالطبع، ستدور في مداخل جبل أولياء وتخومه صراعات واشتباكات داخلية عنيفة بين المكونات القبلية للميليشيا، وهم يتسابقون نحو الخلاص، وهتافاتهم وصراخهم سيكون: “نفسي، نفسي”… قبل أن يُطبق الأبطال عليهم في غضون الساعات القادمة، وقد لا تسمح لهم تلك اللحظات حتى بنقل ما نهبوه، هذا إن لم يُصبح حمل الملابس التي يرتدونها أثقل من هموم الهروب.

كيف يجب أن تتعامل الدبلوماسية السودانية مع الخارج بعد هذه الانتصارات، لا سيما أن هناك دولًا كانت تدعم وتقف مع قوات الدعم السريع؟

هذه الانتصارات الكبيرة تُوجب على صانعي القرار في الدبلوماسية السياسية والعسكرية السودانية إجراء حساب دقيق لكل خطوة في أي تحالف آني أو مستقبلي، حتى لا نفقد مسارات اكتمال النصر التي باتت وشيكة، نتيجة خطأ استراتيجي في التقديرات والحسابات.

ومن خلال تطورات الأحداث المتسارعة في المحيطين الإقليمي والدولي، والمتمثلة في دخول أمريكا – بقيادة ترامب – إلى المسرح العالمي، حيث تنازلت لأجل روسيا في أوكرانيا، وكذلك صفقة تهجير الفلسطينيين إلى السودان التي حظيت بمباركة دول الخليج؛ فإنه لا بد للحكومة السودانية، وفقًا لهذه التطورات، من أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المتغيرات المتسارعة، وتتحلى باليقظة التامة، وتُحسن اختيار موقعها في خارطة التحالفات. ومن الواضح أن الخيار الوحيد الآمن هو التحالف مع روسيا، ثم تأتي بعدها الصين، حفظًا للمكتسبات وتجنبًا للمفاجآت.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here