هل يشعل الدعم السريع جبهة الشمال في السودان؟

12
هل يشعل الدعم السريع جبهة الشمال في السودان؟
هل يشعل الدعم السريع جبهة الشمال في السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في تصعيد جديد، هدّد قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بدخول قواته إلى الولايات الشمالية، إذ قال مخاطبًا جنوده: “جهزنا ألفي عربة قتالية للهجوم على الشمالية ونهر النيل.”

وقد أثار خطاب عبد الرحيم دقلو بشأن دخول قواته إلى ولايتي نهر النيل والشمالية تساؤلات عديدة، أبرزها: هل تملك قوات الدعم السريع القدرة على السيطرة على ولاية جديدة؟ وهل سيدخل الدعم السريع فعليًا إلى الولاية الشمالية؟

ويأتي خطاب دقلو في وقت ترددت فيه أنباء عن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة المالحة المتاخمة للولايات الشمالية، قبل أن ترد أخبار أخرى عن انسحاب القوات المشتركة المساندة للجيش من مدينة “الدبة” التابعة للولاية الشمالية.

خطاب دعائي

قال المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن خطاب عبد الرحيم دقلو لقواته، حول نيته الهجوم على ولايتي الشمالية ونهر النيل، وعن كونه اكتشف أن المعركة كان يجب أن تتركز هناك، يُعد خطابًا دعائيًا يهدف إلى رفع الروح المعنوية المنهارة لجنوده، وإدخال الرعب في أوساط السودانيين من خلال التأكيد على استمرار الحرب، وأن الجيش بعيد عن إنهائها في السودان.

واستدرك محجوب قائلًا إن طرفي النزاع في السودان، سواء الجيش السوداني أو الدعم السريع، يدركان أن الحرب ستتجه كليًا نحو دارفور وليس نحو الشمالية ونهر النيل، وأن قيادة الدعم السريع بحاجة ماسة إلى كل قواتها للدفاع عن نيالا والضعين والجنينة وزالنجي، ولمحاولة إسقاط الفاشر.

ويرى الفاتح محجوب أنه لو كان عبد الرحيم دقلو يمتلك بالفعل مثل تلك القوات التي قال إنها مكونة من ألفي سيارة قتالية، لوجّهها أولًا إلى مهاجمة الفاشر، لأن سقوطها هو الذي يفتح أمامه الباب نحو الشمالية، وليس العكس.

وتوصل الفاتح إلى أن خطاب دقلو مجرد حديث دعائي لا قيمة له على أرض الواقع.

هدف الخطاب

في السياق ذاته، قلل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد جمعة نوار من أهمية حديث دقلو بشأن دخول قواته إلى الولاية الشمالية، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن حديث دقلو لا قيمة له، مشيرًا إلى أن خطابه يهدف إلى رفع الروح المعنوية لقواته.

وتابع أن الخطاب يهدف كذلك إلى إثارة ضجيج إعلامي لأغراض التمويه، من خلال تركيز الأنظار على ضربة في اتجاه غير المقصود. وأوضح أن عملية بحجم مهاجمة الشمالية لا تُترك مكشوفة على هذا النحو، بل عادةً ما يتم عرضها بمعلومات مضللة، مضيفًا أن “أكذب معلومات القتال ما يُبذل بلا غطاء”.

ويرى نوار أن الهجوم على الشمالية يتطلب بالضرورة سحب قوات الدعم السريع وتنظيمها أولًا في شمال دارفور.

ضعف الدعم السريع

يرى المحلل السياسي محمد عبد الجبار أن قوات الدعم السريع قد تلاشت، ولم تعد تملك قوة تخولها فرض سيطرتها على أي منطقة في السودان، بدليل أنها هُزمت شر هزيمة من قبل الجيش.

وقال عبد الجبار لموقع “أفريقيا برس” إن الدعم السريع اليوم لا يمتلك قائدًا فعليًا، وإن قواته عبارة عن “حرامية” هدفهم نهب المواطنين، وهو ما يجعلها غير قادرة على القتال وخوض المعارك.

ويرى عبد الجبار أن الدخول إلى الولايات الشمالية يحتاج إلى تجهيز وعتاد حربي على مستوى عالٍ، إضافة إلى جنود أقوياء وأشداء.

وأكد أن الدعم السريع يمر حاليًا بحالة ضعف شديد، مشيرًا إلى أن الإمارات تخلت عنه وأوقفت دعمه، ولذلك، بحسب عبد الجبار، فإن قوات الدعم السريع لن تدخل الولاية الشمالية ولا أي ولاية أخرى في السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here