هل يفكّ الجيش السوداني حصار الفاشر ويحسم المعركة؟

11
هل يفكّ الجيش السوداني حصار الفاشر ويحسم المعركة؟
هل يفكّ الجيش السوداني حصار الفاشر ويحسم المعركة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ما تزال قوات الدعم السريع تحاصر عاصمة إقليم دارفور، مدينة الفاشر، في وقت يعيش فيه المواطنون أوضاعًا مأساوية نتيجة غياب الاحتياجات الضرورية.

وتواصل قوات الدعم السريع استهداف المدنيين عبر القذائف والمدافع الثقيلة. فمتى يفكّ الجيش السوداني حصار الفاشر؟ وما العقبات التي تواجهه؟ وهل الجيش السوداني والقوات المساندة له قادرون على فك الحصار؟

طريق معبّد

دعا الباحث السياسي مجتبى خليفة الحركات المسلحة إلى التقدّم نحو الفاشر وإنقاذ أهاليهم من جحيم قوات الدعم السريع، منوّهًا إلى أن الحركات المسلحة ركّزت على المناصب الوزارية والامتيازات، وتركت أهل دارفور يموتون في معسكرات النزوح.

وكانت قوات الدعم السريع قد اقتحمت خلال الأيام الماضية معسكر زمزم، الذي يكتظ بالنازحين، وقتلت وهجّرت المدنيين، في عملية وجدت إدانة واسعة من المنظمات الدولية والمحلية.

ويرى مجتبى، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن السياسة التي يعتمد عليها الجيش في العملية العسكرية لا تجدي نفعًا في دارفور، نظرًا لاستمرار عمليات قتل المدنيين هناك.

كما لا يرى مجتبى أن هناك سببًا للتأخير، منوّهًا إلى أن الطريق إلى الفاشر معبّد، وأنه يمكن لكل القوات التقدّم وفك الحصار.

خطط وتدابير

كشف الكاتب الصحفي عزمي عبد الرازق عن خطة يُعدّها الجيش لاجتياح دارفور، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن الجيش يضع خططًا وفقًا للمتغيرات الميدانية، منوّهًا إلى أنه بصدد تأمين الإمداد والقوة اللازمة التي ستهاجم دارفور.

وتابع: “الجيش السوداني لم يتخلَّ عن دارفور، ولا يمكن له أن يفعل ذلك، ولديه ‘ساعة صفر’ يضبط عليها مواقيت التحرك، وينضبط بها القادة والجنود عادة. وقد تم اتهامه سابقًا بأنه تخلى عن سنار، فأعدّ العدّة وحررها بالكامل، ثم وُجّهت إليه سهام اللوم بأنه باع الجزيرة للجنجويد، ليفاجئنا بالزحف المبارك، ويدخل مدينة مدني عنوة دخول الفاتحين، ويحرر مصفاة الجيلي بأقل الخسائر”.

وشدّد عزمي على ضرورة عدم التشكيك في الجيش، وتابع: “يجب أن نفهم الطريقة التي تعمل بها القوات المسلحة، فهي لا تحاكي الميليشيات في الغدر والهروب، ولا تقتحم معسكرات النزوح، ولا تبحث عن انتصارات صغيرة لخداع الكفيل المتآمر، وإنما تتحرك وفق خطة شاملة مدروسة للقضاء على العدو، وهو عدو متعدد الوجوه والأطراف والحيل، يقاتل الآن بآلاف المرتزقة والدعم الخارجي غير المنقطع للحصول على دارفور”.

وأضاف: “في سبيل ذلك، يقوم هذا العدو بكل الأفعال العنصرية القبيحة؛ يهدد، ويقتل، ويغتصب، ويدفع الرشاوى، ويمنع وصول الغذاء والدواء”.

واستدرك قائلًا: “لكنه أيضًا جبان، لن يصمد أمام مواجهة قواتنا، فالطوفان قادم لا محالة، ولن تنفع معه المناورات المكشوفة، ولا المسيرات الاستراتيجية التي تهاجم من وراء الحدود”.

وأوضح عزمي أن معركة “دارفور” ستشهد مشاركة كافة التشكيلات العسكرية وجميع القوات المساندة، مؤكدًا أن الجيش يحتاج إلى صبر وتدابير، وختم بالقول: “لذلك، لا تستعجلوا تحرير دارفور”.

روح معنوية عالية

يتوقّع المحلل السياسي عبد الباقي عبد المنعم تحرير دارفور وفك الحصار عن الفاشر، وذلك لعدة اعتبارات، من أبرزها — بحسب عبد الباقي — الروح المعنوية العالية لدى جنود الجيش، بعد الانتصارات التي حققوها مؤخرًا.

وبحسب عبد المنعم، فإن وجود فصائل من دارفور تقاتل إلى جانب الجيش يُعدّ من العوامل المرجّحة لكفته، مشيرًا إلى أن هذه الفصائل تعرف الطرق والمداخل التي تتواجد بها قوات الدعم السريع في دارفور، وهو ما يُعَدُّ ميزة استراتيجية مهمة لصالح الجيش.

وقال عبد المنعم إن معركة دارفور لن تستغرق وقتًا طويلًا، إذ من المتوقع أن تتوجه كل القوات إلى دارفور وتستخدم الأسلحة الثقيلة، متوقعًا انسحاب قوات الدعم السريع إلى دولتي تشاد أو ليبيا بعد تحرك الجيش نحو مواقعها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here