اللواء عبدالغني عبدالفراج: تحرير دارفور بات وشيكًا

5
اللواء عبدالغني عبدالفراج: تحرير دارفور بات وشيكًا
اللواء عبدالغني عبدالفراج: تحرير دارفور بات وشيكًا

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد الخبير العسكري اللواء ركن عبدالغني عبدالفراج عبدالله في حواره مع “أفريقيا بريس” أن ما يجري في دارفور هو مخطط خارجي تنفّذه أيادٍ داخلية مغيبة، مشددًا على أن تحرير الإقليم بات قريبًا، وأن الجيش يواصل زحفه نحو دارفور رغم الصعوبات.

وقال إن تشكيل حكومة من قبل قوات الدعم السريع أمر مستحيل في ظل غياب الأمن والبنية التحتية. وأضاف أن المجتمع الدولي ما زال يعوّل على المفاوضات، لكن ما وقع من جرائم إبادة يثبت أن الحسم العسكري هو المسار الأقرب، خصوصًا مع انهيار معنويات قوات الدعم السريع وتقدم الجيش في الميدان.

عبدالغني عبد الفراج عبدالله هو ضابط متقاعد برتبة لواء ركن في الجيش السوداني، يمتلك خبرة تزيد على ثلاثة عقود في التخطيط العملياتي والاستشارات الأمنية. تخرّج من الكلية الحربية عام ١٩٩٠، ثم أكمل دراساته في أكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة، أين حصل على دبلوم في علوم الحرب والاستراتيجية.

شغل مناصب قيادية عدة، منها رئيس شعبة التخطيط في وزارة الدفاع، ومدير أركان لواء في قوات الدعم السريع السابقة، قبل أن يُعيَّن مستشارًا عسكريًا لدى بعثة الاتحاد الإفريقي في دارفور.

إضافة إلى عمله الاستشاري، قدَّم محاضرات في كلية الأركان السودانية حول مكافحة التمرد والأمن الإقليمي، ويُعرف بمواقفه التحليلية الدقيقة حول الأزمات الأمنية في السودان والمنطقة.

الشعب السوداني يتعاطف مع أهل دارفور الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، في وقت يعيش فيه المواطن هناك وضعًا صعبًا. فمتى يبدأ الجيش الزحف نحو دارفور لتحريرها؟

عندما كنت على أعتاب التخرج من الكلية الحربية، أتيحت لنا فرصة لزيارة الفاشر في نهاية سبعينيات القرن الماضي. وقتها خرجتُ بعدة ملاحظات، كان أبرزها أن أهل الفاشر يتميزون بالطيبة وإفشاء السلام؛ فالكل يُسلّم، ولا شيء يُعكّر صفو الأمن. عند النداء للصلاة، يهرع الناس إلى المساجد، ويتركون المتاجر مفتوحة دون خوف، ولا تُسجَّل جرائم جنائية تُذكر، حيث تُحلّ معظم الخلافات بالجودية ومجالس الكبار. كانت السمة العامة للحياة هناك هي الهدوء والسلام.

أما ما يجري الآن، فهو نتاج تدخلات خارجية تُنفّذ بأيادٍ داخلية من أبناء الوطن المغيّبين، الذين فقدوا حسّهم الوطني ويسعون إلى الحكم ولو على جثث الضحايا. فبعد هذا التدمير الممنهج، أي شعبٍ سيبقَى ليُحكم؟ بعد كل هذا التنكيل والقتل والغدر والاغتصاب، بل وبيع بنات الوطن في أسواق النخاسة، لم يعد خافيًا أن ما يحدث في دارفور هو عمل مدروس ومخطط له من الخارج.

كما أشار ناظر الرزيقات، مادبو، فإن نحو خمسة عشر ألف أسرة نزحت من الخرطوم إلى الضعين بعد سقوط العاصمة. وقد لخّص في عبارة واحدة حقيقة ما يجري، حين قال لهم: “سلمناكم بيوت، الجابكم شنو؟” وهي عبارة تختصر هدف الحرب: طرد السكان الأصليين واستبدالهم بعناصر من عرب الشتات.

أما بشأن التحرك للفاشر فإن الخطط تسير بصورة حثيثة نحو بلوغ الغايات والأهداف والهدف كل دارفور وليس الفاشر، وباذن الله دارفور سيتم تحريرها قريباً.

هنالك خمول في العمليات العسكرية، حيث أن انتصارات الجيش السوداني توقفت.. لماذا؟

العمليات العسكرية لا تزال مستمرة، وستتواصل حتى القضاء على كل من خان الوطن أو تورط في تنفيذ أجندات معادية. وقد تبين أن معظم من انضموا إلى الميليشيات ينفذون أجندات أحزابهم، مستغلين شعارات مضللة لا قيمة لها، مثل “فلول كيزان” و”دولة ٥٦” و”أولاد النهر والتهميش”.

ومن يراجع تركيبة مجلس السيادة يرى أن ستة من أعضائه هم من أبناء الهامش، مثل مالك عقار، والفريق أول شمس الدين كباشي، والفريق إبراهيم جابر، وغيرهم، مما يُسقِط زيف تلك الشعارات.

الحقيقة أن القرار ليس بأيديهم، بل هو قرار خارجي خُطّط له بعناية، أما المنفذون على الأرض فهم مجرد أدوات لخدمة هذا المخطط.

كيف تنظر إلى الشكوى التي قدّمها السودان لمحكمة العدل الدولية؟

الشكوى التي قدّمتها دولة السودان إلى محكمة العدل الدولية تصبّ في مصلحة البلاد، وقد تابعنا الجلسة الأولى، وكانت المرافعة واضحة وموجهة نحو الهدف تمامًا. جميع الجرائم التي ارتكبتها الإمارات موثّقة بالأدلة والوثائق والمستندات، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وشهادات من نُفذت على أيديهم تلك الأفعال.

المستندات لا يشوبها غموض أو شك، وهو ما دفع طحنون إلى شدّ الرحال إلى دول الغرب والولايات المتحدة، بحثًا عن مخرج. وبحكم ما يملكونه من مال، يظنون أنهم قادرون على شراء الجميع، كما حدث في سوريا وليبيا واليمن.

حميدتي قال إنهم بصدد تشكيل حكومة سلام ووحدة.. ما فرضية تشكيل حكومة في دارفور من قبل قوات الدعم السريع؟

تشكيل حكومة في ظل العمليات العسكرية الجارية يُعد أمرًا غير ممكن لعدة اعتبارات، أهمها غياب البنية التحتية التي دُمّرت بالكامل في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. كما أن الاستقرار الأمني منعدم حاليًا، ولا توجد مؤشرات على تحققه في المستقبل القريب، وهو ما يجعل الحديث عن “حكومة” أو “سلام” أمرًا بعيدًا عن الواقع.

وقد تم اقتراح منطقة “كاودا” كمقر بديل لتلك الحكومة، إلا أنها منطقة مغلقة وصعبة الوصول، ما دفع قوات الدعم السريع إلى محاولة الهجوم مجددًا على مدينة الفاشر بهدف اتخاذها مقرًا للحكم. لكن، إذا تم فك الحصار عن الفاشر واستعادتها بالكامل، فإن ذلك يعني انتهاء مشروع تشكيل هذه الحكومة من أساسه.

ما زالت أمريكا والمجتمع الدولي يعولان على السلام في السودان، إذ انطلق في لندن مؤتمر لوقف الحرب، لكنه قوبل برفض من بعض الدول العربية.. فهل تنتهي حرب السودان على طاولة المفاوضات؟ أم أن الحسم العسكري هو الخيار الأقرب، خاصة مع تقدم الجيش السوداني؟

وجهة نظري أن الحرب في السودان قد تجاوزت مرحلة التفاوض، خاصة بعد ما شهدته البلاد من خطوات إبادة جماعية داخل معسكرات النازحين، واستهداف المستشفيات والأسواق ومنازل المدنيين وحافلات الركاب، وما جرى من قتل ممنهج في مختلف المناطق.

اليوم، قوات الدعم السريع في أضعف حالاتها، بعد موجة الهروب الكبيرة في صفوف جنودها، كما أن الإدارات الأهلية قد فضّت شراكتها مع هذه القوات، ورفض العديد من النُظّار والقيادات الأهلية تجنيد أبنائهم ضمن صفوفها، بعد الجرائم التي طالت أبناءهم ومجتمعاتهم.

صحيح أن معظم الحروب تنتهي بقرارات سياسية، إلا أن هذه الحرب تبدو مختلفة، لأنها تسير بوضوح لصالح الجيش السوداني، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الحسم الكامل للمعركة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here