أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثارت تصريحات القائد أبو عاقلة كيكل عن جاهزية قواته لخوض معركة دارفور تساؤلات حول مدى قدرة هذه القوات على إحداث تغيير حقيقي في ميزان القوى بالإقليم. فمن ناحية، يؤكد مؤيدو كيكل أن قواته تمتلك خبرة قتالية ميدانية واسعة، بدليل أدائها المتميز في معارك سابقة بمحوري الجزيرة والخرطوم. كما أن سرعة حركتها وخفتها قد تمنحها ميزة تكتيكية في مواجهة قوات الدعم السريع.
لكن من ناحية أخرى، يرى محللون أن طبيعة دارفور الجغرافية الشاسعة، إلى جانب محدودية التسليح والتدريب لدى قوات كيكل، قد تقلل من فرصها في تحقيق اختراق حاسم. خاصة وأن المعركة تتطلب تنسيقاً شاملاً مع الجيش النظامي والقوات المشتركة الأخرى.
السؤال الأهم يبقى: هل ستكون قوات كيكل عاملاً مساعداً في تحرير دارفور، أم أن دورها سيقتصر على دعم العمليات الرئيسية للجيش السوداني؟ الإجابة قد تحسمها ساحات القتال في الأسابيع المقبلة.
ويعوّل عدد من السودانيين على قائد قوات درع السودان أبو عاقلة محمد أحمد “كيكل” في المشاركة الفاعلة لتحرير دارفور. يأتي هذا في وقت أعلن فيه القائد عن جاهزية قواته الكاملة لخوض معركة دارفور، مؤكداً أنهم “لن يغمض لهم جفن حتى يتم تطهير دارفور من قبضة الدعم السريع”، وكشف عن تجهيز خمسة آلاف مقاتل لدخول الفاشر.
ويستعد الجيش السوداني حالياً للمرحلة الأخيرة من الحرب بالزحف نحو دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع باستثناء مدينة الفاشر. وتعمل قوات درع السودان بقيادة “كيكل” ضمن إطار الجيش السوداني ووفق خطط القيادة العامة، مما يؤكد الطابع القومي للمشاركة.
ويوضح المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “إفريقيا برس” أن قوات درع السودان، بكونها قوات خفيفة وسريعة الحركة، ستلعب دوراً محورياً في تحرير دارفور من سيطرة قوات الدعم السريع. وتأتي هذه المشاركة في إطار أوسع يشمل فيلق البراء بن مالك والقوات المشتركة وكتيبة غاضبون، مما يؤكد الطابع القومي الشامل لمعركة تحرير الإقليم.
إمكانيات قوات كيكل ودورها المرتقب في تحرير دارفور
أكد الناطق باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى لموقع “إفريقيا برس” أن القائد أبو عاقلة كيكل قدّم مساهمة كبيرة في معركة الكرامة، خاصة في محوري الجزيرة والخرطوم. وأشار إلى أن قوات درع السودان ستشارك في المعارك القادمة بدارفور، كما شاركت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح سابقاً في تحرير عدة ولايات بدءاً من سنار والجزيرة وولاية الخرطوم.
وأوضح حسين أن دارفور تحتاج إلى جهود القائد كيكل وجميع المساندين للقوات المسلحة السودانية، مؤكداً أن هذه المعركة تتطلب تضافر جهود كل أبناء الشعب السوداني الشرفاء في إطار “حصة وطن”. وأضاف أن قوات كيكل ستحدث فارقاً كبيراً نظراً لخبرتها المتميزة في المعارك السابقة.
ولفت الناطق الرسمي إلى أن مساحة دارفور الشاسعة التي تضم خمس ولايات تتطلب مشاركة الجميع لاستئصال “هؤلاء الأوباش ومرتزقتهم” من الأراضي السودانية بشكل نهائي. واختتم تصريحاته بالتأكيد على حق القائد كيكل – كسوداني – في المشاركة في تطهير هذا الجزء العزيز من السودان الذي دنسته مليشيات الجنجويد ومرتزقتها.
طبيعة قوات كيكل وقدراتها في معركة دارفور
يختلف المحلل السياسي مجدي عبد القيوم “كنب” مع الرأي السائد حول قدرة قوات كيكل على صنع فارق حاسم في دارفور، مشيراً إلى محدودية إمكانيات هذه القوات من حيث التكوين والتسليح والتدريب. وأوضح في تصريحاته لموقع “إفريقيا برس” أن هذه القوات يمكن أن تلعب دوراً داعماً للجيش السوداني كقوات إسناد وتغطية، لكنها لن تكون القوة الحاسمة في المعركة.
وأضاف “كنب”: “صحيح أن قوات كيكل ساهمت في تحرير مدني، لكن القوات الأساسية التي تحركت من ثلاثة محاور كانت من الجيش النظامي، ولا أعتقد أن دورها في دارفور سيتجاوز هذا الإطار”. كما أشار إلى أن الطبيعة الجغرافية لدارفور لا تناسب عمليات هذا النوع من القوات، بما في ذلك قوات الدعم السريع نفسها.
يذكر أن هذه الرؤية التحليلية تقدم منظوراً مختلفاً عن التوقعات السائدة حول الدور المحوري المتوقع لقوات درع السودان في المعركة المقبلة بدارفور، حيث تركز على محدودية القدرات القتالية لهذه القوات في مواجهة التحديات الجغرافية والعسكرية المميزة للإقليم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس