عبدالقادر محمد صالح: تمرد مناوي وارد وعلى الجيش الاستعداد

8
عبدالقادر محمد صالح: تمرد مناوي وارد وعلى الجيش الاستعداد
عبدالقادر محمد صالح: تمرد مناوي وارد وعلى الجيش الاستعداد

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد الباحث السياسي عبدالقادر محمد صالح في حواره مع “أفريقيا برس” أن الخلافات الحالية حول السلطة تكشف أن بعض الأطراف لا تقاتل من أجل كرامة السودان، بل لتحقيق مصالح ضيقة. وقال إن تيارات عديدة شاركت الجيش في حرب الكرامة، ما يزيد تعقيد المشهد بعد إنهاء التمرد. وأضاف أن احتمال تمرد مناوي وحركته يبقى قائمًا إذا لم تُمنح حصتهم كاملة، ما يستدعي استعداد الجيش. وشدد صالح على ضرورة فترة انتقالية من ثلاث سنوات لإنهاء معاناة السودانيين والتمهيد لانتخابات حرة وتوحيد الخطاب الوطني لمنع عودة الحروب.

كيف ترى الجدل الدائر حول حصة الحركات المسلحة في التشكيل الوزاري القادم؟ هناك أنباء عن رفض رئيس مجلس الوزراء لحصة الحركات المسلحة، بينما أصدرت الحركات بيانًا أعلنت فيه تمسكها بحصتها كاملة.. يأتي هذا في وقت يعيش فيه السودان ظروفًا بالغة التعقيد.. لماذا الصراع حول السلطة في السودان؟

بالطبع هذا مؤشر خطير، يعكس أن الحرب الدائرة ليست حرب كرامة كما يطلق عليها قادتها، بل الهدف منها مآرب أخرى تخص المصالح الضيقة، وليس مصلحة السودان. الحركات المسلحة دفعت بمذكرة لرئيس الوزراء وأصدرت بيانًا قالت فيه إنها متمسكة بحصتها كاملة في السلطة، وهذا الأمر يوضح بجلاء أن الحركات المسلحة تقاتل من أجل المناصب لا من أجل عقيدة، في وقت يمر فيه السودان بظروف في غاية التعقيد. الآن المواطن يحتاج إلى حكومة رشيقة تعالج أزمات الاقتصاد، لكن من يعرقل تشكيلها هي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا.

الجدل حول السلطة بين الحركات المسلحة والجيش.. هل يمكن أن يقود إلى تمرد جديد؟

تمسّك الحركات المسلحة بوجودها في السلطة يمكن أن يترتّب عليه كل الاحتمالات، بما في ذلك نشوب صراع جديد بينها وبين الجيش حول النفوذ، خاصة أنّ هذه الحركات متواجدة في معظم الولايات وتمتلك قوات كبيرة وموارد ولها علاقات خارجية في عدد من الدول، فضلًا عن تحالف بعض الفصائل مع قوات الدعم السريع، وعليه فإن احتمال تمرّد الحركات على الجيش يظلّ واردًا.

بحسب ما ورد في الأخبار أن قيادات من حركة مناوي التقوا بمسؤولين إماراتيين في تشاد.. ماذا يعني لكم ذلك؟

بالنسبة لتواصل حركة مناوي مع الإمارات، قد يكون حقيقيًا وبتنسيق من دولة تشاد التي تجمعها قبيلة مشتركة مع مناوي، ولها علاقات مميزة مع الإمارات. وقد يكون الهدف من هذا اللقاء هو انضمام حركة مناوي للقتال إلى جانب الدعم السريع ضد الجيش، خاصة بعد الجدل الدائر حول مشاركتهم في التشكيل القادم، والذي وجد رفضًا واسعًا من السودانيين وبعض الدوائر الحكومية.

محمد سر الختم “الجاكومي” رئيس مسار الشمال في اتفاقية جوبا أعلن أن الرئيس الإرتري سيدرب ٥٠ ألفًا من شباب الشمال للدفاع عن الولايات الشمالية.. ماذا يعني لكم ذلك؟

إعلان الجاكومي يُعدّ إعلانًا سياسيًا لا قيمة له على أرض الواقع. صحيح أن إريتريا ساهمت سابقًا في تدريب جنود يتبعون لحركات دارفور، لكن ذلك كان بعد اجتياح الدعم السريع للجزيرة وولاية سنار وأجزاء من ولاية القضارف، أما اليوم فالتدريب متاح في الشمالية لكل الشباب القادرين على حمل السلاح، ولا يملك الجاكومي أتباعًا يسمعون له ويتدرّبون بأمره. وعليه، فإن تصريح الجاكومي يُعدّ للاستهلاك السياسي فقط، ولا يحمل أي انعكاسات حقيقية على أرض الواقع.

لنفترض أن الجيش السوداني تخلّص من الدعم السريع.. كيف يمكن معالجة الخلل الذي يواجه الدولة السودانية، خاصة فيما يتعلق بشكل الحكم وتقسيم السلطة والثروة؟

بالطبع هناك تيارات عديدة شاركت مع الجيش في حرب الكرامة، ما يعني أن الوضع بعد إنهاء التمرد سيكون أكثر تعقيدًا فيما يخص شكل الحكم وكيفية توزيع الثروة والمناصب. لذلك، يجب أن تكون هناك فترة انتقالية لا تتجاوز ثلاثة أعوام، هدفها إنهاء معاناة السودانيين والتمهيد لانتخابات حرّة ونزيهة. كما يجب أن تتوافق كل القوى السياسية والحركات المسلحة والجيش على تعزيز كرامة المواطن السوداني ورفاهيته، وأن توحّد خطابها وتنظر إلى السودان كالأم التي لا ينبغي أن تشتعل فيها الحروب مجددًا. بعدها، تخوض القوى السياسية الانتخابات ليحدّد الشعب السوداني مصيره ومن يحكمه ورؤيته لشكل الحكم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here