حكومة الأمل تواجه اختبار الشفافية بعد وفد السعودية

10
حكومة الأمل تواجه اختبار الشفافية بعد وفد السعودية
حكومة الأمل تواجه اختبار الشفافية بعد وفد السعودية

أفريقيا برس – السودان. ظهور “رجل الظل” في قلب وفد الحكومة إلى الرياض يضعها أمام اختبار صعب يتعلق بالشفافية في التعيينات، ويعيد النقاش حول النفوذ العائلي في مفاصل الدولة.

أثار ظهور الدكتور حسين الحفيان، المعروف إعلامياً بـ”رجل الظل”، ضمن وفد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط تساؤلات عن صفته الرسمية ومبررات مشاركته في زيارة يفترض أن تكون بروتوكولية وتنفيذية.

* عقل مدبر

كشف الصحفي عبد الباقي الظافر، المقرب من رئيس الوزراء، أن الحفيان يمثل نموذجًا للقدرة على إدارة الملفات الحساسة بصمت وذكاء، مشيرًا إلى تشابهه مع الدور الذي لعبه المستشار الأمريكي كارل روف في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، ووصفه بـ”العقل المدبر” الذي ساهم في صعود بوش رغم افتقاره للمؤهلات التقليدية.

وأشار الظافر إلى أن الحفيان انضم إلى الحكومة كمتطوع مستقل، دون أي دعم سياسي أو حزبي، مؤكدًا أن خبراته تؤهله لتولي مهام كبيرة داخل السودان أو خارجه. ويبرز في رؤيته سعيه لتحديث الوظيفة العامة وفتح الفرص أمام جميع السودانيين، رغم اصطدام أفكاره بما وصفه بـ”الجدار الاجتماعي الرافض للتغيير”.

وفي دفاعه عن الحفيان، أكد الظافر أن صلة قرابته برئيس مجلس السيادة يمكن توظيفها في دعم الحكومة المدنية والمجتمع المدني، مستدركًا بأن الأحزاب السياسية لم تعارض تاريخيًا وجود علاقات أسرية ضمن صفوف القيادة العليا.

كما طمأن الظافر الرأي العام بأن رئيس الوزراء كامل إدريس يتمتع برؤية واضحة وخبرة واسعة، وأن أي من معاونيه لا يمكن أن يفرض أجندته عليه، مؤكداً أن العلاقة بين إدريس والحفيان تقوم على تناغم مهني ومسافة محسوبة تتغير بحسب طبيعة الملفات المطروحة.

ونوه الظافر إلى أن الحملة على الحفيان ومحاولات التشكيك في نواياه تهدف إلى إقصاء شخصية مؤثرة من المشهد السياسي السوداني، داعيًا الحفيان إلى الصبر على ما وصفه بـ”الضريبة الوطنية”، ومطالبًا الجميع بالانتظار قبل إصدار أي أحكام.

* خلفية الحفيان المهنية:

الحفيان تخرج في كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه من المملكة المتحدة. بدأ مسيرته المهنية في القطاع المصرفي بدولة الإمارات، وشغل لاحقاً منصب سفير السودان في ماليزيا. ويُعرف بعلاقته الوثيقة برئيس الوزراء كامل إدريس، وهو ما أكسبه لقب “رجل الظل” نظراً لتأثيره الكبير في السياسات الحكومية رغم عدم شغله لمنصب رسمي.

* جدل إعلامي:

أوجد ظهور الحفيان في الوفد الرسمي إلى السعودية موجة من التساؤلات من بينها حديث الصحفية رشان أوشي التي اعتبرت ذلك محاولة من “اللوبي السلطوي الجديد” لتبرير تعيينه مستشاراً لرئيس الوزراء، ووصفت الخطوة بأنها “محاولة مكشوفة” للتمكين السياسي عبر النفوذ العائلي، مما يضع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في موقف حرج أمام الرأي العام.

أما الصحفي الطيب إبراهيم فقد وصف المشهد بأنه “مثير للريبة”، مشيراً إلى أن وجود شخصية غير معلنة الصفة ضمن وفد رسمي إلى دولة معروفة بانضباطها البروتوكولي يثير تساؤلات ملحة.

وبدوره وجه الصحفي خالد جبريل رسالة مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة داعياً إياه إلى إعلان موقفه من تعيين الحفيان، مؤكداً أن الخطوة تمس مصداقية القيادة وتفتح الباب أمام التشكيك في نزاهة مؤسسات الدولة.

كما تداولت تقارير عن صلة قرابة بين الحفيان ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير العلاقات العائلية في تشكيل السياسات الحكومية، خصوصاً في ظل تعهدات سابقة للبرهان برفض أي تعيينات قائمة على القرابة أو الولاء الشخصي.

* وجهات نظر أخرى:

إبراهيم عثمان، الكاتب والمحلل السياسي، رأى أن فشل زيارة إدريس للسعودية يعكس التخبط والعشوائية في إدارة الحكومة والزيارات الرسمية، واعتبر رئيس الوزراء “مجرد موظف لدى البرهان” مع ضعف القدرة على التأثير.

وأشار موقع “رأي نيوز” إلى أن الحفيان يلعب دوراً محوريًا في توجيه الحكومة من وراء الكواليس، وأن علاقته بالبرهان تزيد من المخاوف حول تضارب المصالح وتأثير النفوذ الشخصي على صنع القرار.

على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر ناشطون عن استيائهم من ظهور الحفيان ضمن الوفد الرسمي، معتبرين ذلك “إهانة للدولة” و”إضعافًا لمصداقيتها”، خاصة مع عدم وضوح صفة الحفيان الرسمية.

الجدل حول ظهور “رجل الظل” في قلب الوفد الحكومي يضع الحكومة أمام اختبار صعب يتعلق بالشفافية في التعيينات، ويعيد النقاش حول النفوذ العائلي في مفاصل الدولة، في وقت تزداد فيه الحاجة لبناء مؤسسات قوية ومستقلة خلال المرحلة الانتقالية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here