أفريقيا برس – السودان. نفذت الأجهزة الأمنية السودانية حملة مداهمة واسعة النطاق في حي مايو بمحلية جبل أولياء جنوبي الخرطوم، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت فرض حصار خانق على المنطقة ومنع الدخول والخروج منها، إلى جانب تفتيش مكثف للمنازل بحثًا عن أسلحة ومنقولات مسروقة وأشخاص يشتبه في صلتهم بقوات التمرد.
وقالت مصادر محلية إن العملية جاءت بعد ورود تقارير عن تحركات لعناصر مسلحة داخل الحي، لا تتبع للقوات النظامية ولا للمستَنفَرين، لكنها تجوب المنطقة بشكل عشوائي وتمارس أعمال ترهيب ضد المدنيين، مع تسجيل حوادث نهب متكررة خاصة في ساعات الليل.
“سوق للمنهوبات”
ويُنظر إلى حي مايو منذ أشهر على أنه أحد أخطر البؤر الأمنية في العاصمة، إذ تحول – بحسب شهادات السكان – إلى أكبر سوق لتصريف المنهوبات القادمة من مختلف أحياء الخرطوم.
وتُعرض داخله سيارات وأجهزة كهربائية وأثاثات منزلية، ويقصده متسوقون حتى من مدينة أم درمان، الأمر الذي ترى فيه السلطات تهديدًا مباشرًا للأمن ومساسًا بممتلكات المواطنين.
إرث التمرد
وتشير المصادر إلى أن الحي كان من أبرز معاقل قوات التمرد خلال معارك الخرطوم، حيث ارتُكبت فيه انتهاكات واسعة، ولا يزال يحتضن حتى اليوم مجموعات يُشتبه في مشاركتها في القتال. كما يقيم داخله معتادو إجرام، بينهم أجانب قاتلوا مع التمرد، قبل أن يخفوا أسلحتهم أو يتخلصوا منها بعيدًا عن الأنظار، بينما اندس بعضهم داخل الأحياء بملابس مدنية بعد خلع زي التمرد.
خلفية تاريخية
ويعود حي مايو إلى سبعينيات القرن الماضي حين نشأ كمجمع عشوائي للنازحين من مناطق النزاعات في الجنوب والغرب، قبل أن يتوسع تدريجيًا ليصبح من أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة. ومع غياب الخدمات الأساسية وضعف التنمية، ظل الحي يعاني من معدلات عالية للفقر والبطالة، الأمر الذي جعله عرضة لتمدد الجريمة المنظمة والنشاطات غير القانونية.
جدل حول المعالجة الأمنية
ورغم أن السلطات تؤكد أن الحملة تستهدف إعادة السيطرة على المنطقة وحماية السكان، فإن ناشطين يرون أن التأخر في معالجة “أوكار الجريمة” داخل مايو سمح بتحولها إلى ملاذ للفارين من العدالة ومركز لتجارة المسروقات، مما جعلها قنبلة موقوتة تهدد استقرار العاصمة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس