أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تُجري دول الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، محادثات وراء الكواليس لوقف الحرب في السودان، في وقت تصطدم فيه عملية السلام بعقبات عديدة، أبرزها وجود تيار قوي داخل الجيش السوداني يرفض وقف الحرب حسب رؤية الرباعية ويرى أن الحسم العسكري هو الخيار الأوحد.
وفي لقاء مشترك في القاهرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان تطلعهما إلى أن يسفر اجتماع الآلية الرباعية، المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب في السودان.
وأوضح بيان الرئاسة المصرية أن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع الميدانية في السودان والجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار. كما تطرق اللقاء إلى “أهمية الآلية الرباعية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) كمظلة للسعي نحو تسوية الأزمة السودانية ووقف الحرب وتحقيق الاستقرار المطلوب”.
تجاوز الشعب
يقول المظفر الدقيل، نائب أمين الشباب في حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، في حديثه لموقع أفريقيا برس، إن محاولات الآلية الرباعية تهدف إلى فرض تسوية في السودان تكرّس واقعًا عسكريًا يشمل قوات الدعم السريع ضمن المنظومة العسكرية، وإعادة حلفائها السياسيين إلى السلطة التنفيذية.
وأضاف أن الرباعية تحاول تجاوز إرادة الشعب وموقفه الجذري من العدوان الذي قتل السودانيين وشرّدهم ونهبهم وانتهك أعراضهم، مؤكدًا أن إرادة الشعب انعكست في دعم الجيش والاصطفاف معه في القتال عبر المقاومة الشعبية، كما وقف للدفاع عن نفسه عسكريًا، سيدافع عن نفسه سياسيًا. واعتبر أن هذه هي العقبة الأولى أمام أي محاولة لتجاوز إرادة الشعب أو فرض إملاءات الرباعية.
ضغوط كثيفة
من جانبه، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع أفريقيا برس إن الرباعية لم تتفق بعد على مقترحات محددة لإنهاء الحرب في السودان. ووفقًا لتصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مسعد بولس، لا يوجد اتجاه لفرض شروط معينة، بل يجب أن ينبع الحل من السودانيين أنفسهم. ولهذا السبب جاءت زيارة البرهان إلى مصر ولقاؤه بالرئيس السيسي لبحث سبل إنهاء الحرب وإبلاغ مصر برؤية الحكومة السودانية حول ذلك.
ويرى الفاتح أن الرباعية تسعى للتوصل إلى حل وسط ينهي الحرب، يقوم على الاستجابة لمطلب الحكومة السودانية بالحفاظ على جيش واحد وعدم وجود مستقبل لقوات الدعم السريع، لكنه أشار إلى أن بعض دول الرباعية ترغب في منح محمد حمدان دقلو “حميدتي” وجودًا سياسيًا في الحكومة الانتقالية، وهو ما يزال يواجه معارضة من الحكومة السودانية.
ويضيف الفاتح أن الرباعية لا تملك موقفًا موحدًا، لكنها ترغب، مقابل تنفيذ شرط الجيش الموحد، في أن تقدّم الحكومة السودانية تنازلات سياسية واقتصادية للدعم السريع. واختتم بالقول إن الضغوط على البرهان كثيفة للتوصل إلى حل وسط، وليس لتنفيذ شروط محددة تفرضها الرباعية، مضيفًا أنه “طالما هناك مفاوضات غير مباشرة، فليس مستبعدًا التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب خلال ثلاثة أشهر”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
