دعوة أممية لوقف إطلاق النار في الفاشر والسودان

2
دعوة أممية لوقف إطلاق النار في الفاشر والسودان
دعوة أممية لوقف إطلاق النار في الفاشر والسودان

أفريقيا برس – السودان. دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر وبقية أنحاء السودان، في ظل تقارير عن مقتل مدنيين ونزوح قسري.

والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وآخر مدينة كبيرة بإقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الحكومة، وتحاصرها “قوات الدعم السريع” منذ أكثر من عام.

ومنذ الأحد، تتواتر تقارير عن قتل “قوات الدعم السريع” عددا كبيرا من المدنيين وشن هجمات على مستشفيات في الفاشر.

وقال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر، في بيان مساء الأحد، إنه يشعر “بالانزعاج الشديد” إزاء التقارير عن مقتل مدنيين والنزوح القسري في ظل استمرار القتال بالفاشر.

وأضاف أنه “مع تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطع طرق الهروب، أصبح مئات الآلاف من المدنيين محاصرين ومرعوبين، ويتعرضون للقصف ويتضورون جوعا، ولا يحصلون على الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان”.

ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر وجميع أنحاء دارفور والسودان”.

وشدد على ضرورة السماح للمدنيين بالمرور الآمن، وحماية العاملين في المجال الإنساني.

فليتشر تابع: “يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تمتلك إمدادات منقذة للحياة جاهزة للتوزيع، ولكن الهجمات المكثفة جعلت من المستحيل إيصال المساعدات للمحتاجين.

والاثنين، قالت شبكة أطباء السودان (أهلية)، في بيان، إن “قوات الدعم السريع” ارتكبت مساء الأحد “جريمة بشعة” في الفاشر.

وأضافت أن هذه القوات “أقدمت على قتل مواطنين عُزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي، وتفيد تقارير فرقنا الميدانية بأن أعداد الضحايا تفوق العشرات”.

كما أفادت الشبكة بأن “قوات الدعم السريع نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، لتُجهز على ما تبقّى من مقومات الحياة والرعاية الصحية”.

وشددت على أن ما حدث “انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية”.

ودعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى “التحرّك الفوري والفعلي لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية”.

بدورها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (لجنة إغاثية)، عبر بيان الاثنين، “يتعرض الأبرياء الخارجيين من الفاشر لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي”.

واعتبرت أن “الصمت أو الحيادية في مواجهة هذه الانتهاكات لا تعني سوى التواطؤ مع الظالمين”.

والأحد، تواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في الفاشر، وسط ادعاءات الأخيرة باستيلائها على مقر الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الأخير.

إلا أن “المقاومة الشعبية” بالفاشر (متطوعون يقاتلون بجانب الجيش)، أكدوا، في بيان، أن “المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع”.

وتعاني آلاف الأسر في الفاشر نقصا حادا في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، مع انعدام الإمداد جراء الحصار، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن تحت خطر المجاعة والأوبئة.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تحاصر “قوات الدعم السريع” الفاشر، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.

وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ، وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here