كيف صعد الجنرال حميدتي من حرب المليشيات إلى مواقع السلطة

184

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. كان لأحداث إقليم دارفور بغرب السودان  دوراً كبيراً في بروز شخصية محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، امتهن حرفة التجارة ثم محاربة العنف القبلي في الإقليم إلى أن صار من أرفع القيادات السودانية في الوقت الحالي وأكثرها تاثيرا في الحياة السياسية والاقتصادية.

أثارت شخصية حميدتي ودوره العسكري جدلاً واسعاً  داخلياً وخارجياً ، منهم من يعتبره رمزاً للسلام ومنهم من يتهمه بمرتزقة حرب. موقع أفريقيا برس سلط الضوء على جوانب من مسيرة حميدتي.

يقول  يوسف عبدالله أحد أقاربه في حديث خاص ل أفريقيا برس حميدتي هو محمد حمدان دقلو موسى ولد في العام 1975  نشأ في أسرة كبيرة بشمال دارفور بدأ مراحله التعليمة بالخلاوي ، ثم التحق بالمدرسة ،  “تقع في إحدى القرى المجاورة ”  إلى أن أكمل الصف الثامن “بداية المتوسط”. رحلت أسرته إلى مدينة نيالا بجنوب دارفور ثم ترك الدراسة هناك وهو في سن الخامسة عشر ثم امتهن مهنة تجارة الماشية والقماش ويسرد يوسف ” تميز في طفولته بالصدق والذكاء واتخاذ القرارات الصائبة وأضاف ” كان لعدم قبوله الظلم من قبل قطاعين الطرق والحركات المتمردة سبب في دخوله المجال العسكري في العام 2003م.

بداية حميدتي العسكرية
عندما اشتد العنف القبلي بين القبائل واتسعت رقعة القتال في الإقليم  عين حميدتي قائدا لبعض المليشيات القبلية لحسم الفوضى الامنية المتمردة ضد الحكومة في إقليم دارفور، ما لبث حميدتي كثيراً حتّى حقق انتصارات كبيرة  ساعده في ذلك المامه بطبيعة الحياة  في تلك المناطق الدارفورية وقدرته على تجميع جنود من مختلف القبائل وكان لثروته المالية التي جمعها من تجارة الإبل دوراً في ذلك.

معركة قوز دنقو
في مطلع أبريل من العام 2015 ذاع صيت حميدتي بعد معركة قوز دنقو بولاية جنوب دارفور التي حققت فيها قوات الدعم السريع والجيش السوداني انتصارات كبيرة على حركة العدل والمساواة ونال ثقة القادة السودانين وجعلت حكومة المخلوع البشير عقد صفقة دسمة مع حميدتي حيث دفعت له رواتب قواته ومنح جنوده رتبا عسكرية وأصبح حينها ضابطاً برتبة عميد ، ثم تمت ترقيته الى رتبه  فريق في آخر عهد حكومة الإنقاذ  وشكلت  هذه الامتيازات والترقيات غضب ضباط الجيش وتململ الاستياء وسط صفوهم بحكم أنهم تسلسلو في سلم الرتب الوظيفة ودخلو إلى الجيش عبر الكلية الحربية.

حمّى الحرب
في العام 2009 أصدرت  المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد المخلوع عمر البشير باتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور ، كان لهذه المذكرة  دوراً مهم في أن تعيد حكومة البشير ترتيب أوراق الحرب في دارفور، وتحسن صورتها الخارجية في حقوق الإنسان لاسيما في إقليم دارفور.

تكوين قوات الدعم السريع
في مطلع العام 2010 م شكّلت حكومة البشير قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وجدت هذه القوات دعمًا مُباشرًا من المخلوع البشير وصارت قوّة موازيّة مكوّنة من 5.000 الى 30.000 الى أن أصبحت حوالي 40.000 مُقاتل ومجهزة بأسلحة متطورة ، حققت قوات الدعم السريع انتصارات كبيرة في بداية مسيرتها واتهمت حينها  بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة ، لم تقلل تلك التهم في ثقة البشير الذي يبحث عن مخرج أمن لأزمة دارفور بعد مذكرة اعتقال المحكمة الجنائية.

الجدل حول حميدتي وقواته
وجهت له العديد من التهم حيث اتهمته منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية  في اقليم دارفور.

وفي العام 2014 اتهم زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي  قوات الدعم السريع  بتجاوزات ضد المدنيين في دارفور واعتقل بسبب تصريحاته لمدة شهر من قبل سلطات أمن البشير في ذلك الوقت.

ومازالت توجه إليه تهم مشاركة قواته في فض اعتصام ثورة 2019 الذي راح ضحيته أكثر من 200 شخص ، ومن المتوقع أن يمثُل حميدتي أمام لجنة تحقيقات فض الاعتصام ليدلي بأقواله في الأحداث.

صراع الذهب
في نوفمبر من العام 2017 استولت قوات حميدتي على جبل عامر بولاية شمال دارفور المليء بالذهب واعتقلت موسى هلال زعيم المحاميد  ليصبح حميدتي بين ليلة وضحاها أكبر تجار الذهب وشكل بيع الذهب  وتهريبه وعدم دخوله في الميزانية العامة في السودان جدلاً كبيراّ. يقول الخبير الاقتصادي محمد الناير لموقع افريقيا برس إن الذهب لم يسهم في الاقتصاد السوداني بالصورة المطلوبة وأضاف لم تكن هناك رقابة وسياسات مشجعة تحد من تهريبه ومن تصديره بطرق غير قانونية.

طموح حميدتي الرئاسي
بعد تحقيق حميدتي مكاسب عسكرية واقتصادية ضخمة بجانب تقلده منصب نائب رئيس المجلس السيادي السوداني  برز طموحه الشخصي  للصعود للسلطة  في نية  لكسر حاجز سيطرة النخب النيلية “وسط السودان”  منذ الاستقلال”، على الحكم.

يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد الفكي لموقع أفريقيا برس إن حميدتي لديه طموح شخصي ليصبح رئيساً للسودان وأضاف لاسيما بعد تحقيقه رصيد عسكري ومالي كبير وافترض إذا جاءت انتخابات وتحول الرجل من عسكري الى سياسي وانشيء حزب سياسي سوف يحظي بمؤيدين في الداخل السوداني وخارجه تؤهله بالظفر برئاسة السودان.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here