الجنينة صراع قبلي متجدد وسط غياب أمني

105

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. تجدد الصراع القبلي بمدينة الجنينة بغرب دارفور وطفى فوق سطح الأحداث من جديد، حيث شهدت المدنية صراعات قبيلة و عنف مسلح و بحسب شهود عيان أن الصراعات المسلحة دارت بين قبيلتي المساليت والعرب و تعود جذور الصراع لتصفية حسابات سابقة وحوادث قتل قديمة شهدتها المنطقة في الشهور السابقة. وأضاف شهود عيان أن هذه الصراعات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة أثارت الخوف والرعب وسط أحياء المدينة مما دعا المواطنين للفرار من العنف والقتال.

بيـــــان

و أصدرت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور بياناً تلقي موقع أفريقيا برس نسخة منه أفاد البيان أن المعارك القبلية خلفت ١٨ قتيلا و ٥٤ جريحا و أضافت أن مستشفيات مدينة الجنينة مازالت تستقبل المزيد من الضحايا، كما دعت اللجنة في بيانها الحكومة للتدخل و بسط هيبة الأمن والقانون بجانب تأمين الكوادر الطبية و المستشفيات.

إعلان حالة الطوارئ

شدد مجلس الأمن والدفاع السوداني في اجتماعه الطارئ برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالى عبد الفتاح البرهان على إعلان حالة الطوارئ بولاية غرب دارفور وتفويض القوات النظامية لاتخاذ كل ما يلزم لحسم النزاعات القبلية. وفي ذات السياق أعلن وزير الدفاع السوداني يس إبراهيم يس ، في بيان صحفي، عقب الاجتماع ، عن تشكيل المجلس لجنة عليا بتفويض وسلطات كاملة منه، للتعامل مع الخروقات في نصوص اتفاق السلام.

إدانة واستنكار

استنكر حزب الأمة القومي مايحدث من صراعات قبلية في ولاية غرب دارفور وطالب كافة الأجهزة الأمنية بسرعة التحرك لتدارك الموقف وتوقيف العناصر المتفلتة وبسط هيبة الدولة وإعادة الأمور إلى نصابها في الولاية كما دعا الحزب الأجهزة العدلية بسرعة إجراء تحقيق فوري وشفاف لتحديد المسؤولين عن هذه الأحداث المتكررة وتقديمهم للعدالة.

وفي ذات الاتجاه أعرب الاتحاد الأوربي في السودان عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير للعنف، وأضاف نتظر من جميع مكونات الحكومة الانتقالية بذل قصارى جهدها لوقف العنف. وأشار تصريح الاتحاد الأوربي إلى أن المواطنين في الجنينة وجميع المناطق في السودان يستحقون السلام والأمن.

تداخل قبلي

كشف الخبير الأمني طارق محمد عمر أن أسباب الانفلات الأمني في غرب دارفور تعود إلى تداخل الولاية مع الجارة تشاد وقال لموقع أفريقيا برس إن هناك تداخل قبلي كبير شجع على أتاح عملية الدخول والخروج دون ضوابط منا شجع على انتقال السلاح والقوات وتصفية الحسابات الشخصية والقبلية وأرجع عمر أسباب الأزمة الرئيسية إلى انتشار السلاح ودعا إلى تفعيل ودعم الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المنطقة واحياء فكرة القوات الحدودية المشتركة.

هاجس أمني

المحلل السياسي مصعب مضوي أشار إلى أن غياب الأمن في دارفور ظل هماً وهاجساً لمواطن دارفور وقال لموقع أفريقيا برس رغم توقيع اتفاق سلام إلا أن الوضع الأمني مازال هشاً حيث لم يمر شهر حتى تندلع نار جديدة وفتنة متجددة تروح فيها أرواح بريئة واستنكر وجود جيوش هائلة من القوات الأمنية النظامية و قوات الحركات المسلحة دون حفظ الأمن وبسط الاستقرار. ووصف مايجري بأنه فشل للمنظومة الأمنية في التعامل مع الأحداث وفض النزاعات.

وشدد مضوي على أهمية السلام المجتمعي والمصالحات بين القبائل في دارفور واعتبره مهماً وطالب الحكومة بجمع السلاح وفرض هيبة الدولة والبحث عن حلول جادة وترك الحلول الفوقية والمجاملات وتفعيل محاكم جنائية ومحاسبة المتفلتين جنائياً لا محاسبة الجوديات و الديات التي لم تأتي بنتيجة لعقود. وتكررت هذه الأحداث القبلية في مدنية الجنينة بولاية غرب دارفور حيث شهدت الشهور الماضية أحداث مماثلة راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل وجرح المئات و تأتي بعد أكثر من ٦ أشهر من توقيع اتفاق جوبا للسلام.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here