بعد حضورها في حرب أوكرانيا.. تعرف على قصة صناعة الدرونز التركية (2)

88
تُعَدُّ الدرونز سلاحا فعالا على المستوى الإستراتيجي والتشغيلي، بخلاف كونها غير مُكلِّفة مقارنة مع الأسلحة التقليدية وفي مُقدِّمتها الطائرات النفاثة

أفريقيا برس – السودان. لقراءة الجزء الأول من المقال اضغط على الرابط 

الجيل الثالث

تعتبر الطائرة “أكينسي” على وجه الخصوص خطوة طموحة للغاية في مشروع تركيا الضخم لإنتاج الطائرات بدون طيار، فمع محيط للطائرة من الجناح إلى الجناح يبلغ 20 مترا، وزمن تشغيل يتجاوز 24 ساعة وارتفاع يتجاوز 40 ألف قدم (حوالي 15 كيلومتر) وحمولة تتراوح بين 450 إلى 900 كجم وقدرة على حمل وإطلاق صواريخ كروز طويلة المدى والقنابل الموجهة بدقة، وتجهيزات أخرى متطورة تشمل رادار متطور ونظام خاص للحرب الإلكترونية وأنظمة اتصال فضائية، فإن “أكسينسي” لن تكون فقط أول طائرة بدون طيار مسلحة طويلة المدى في أسطول الدرونز التركي، ولكنها ستجعل طائرات “بيرقدار تي بي 2″ و”أنكا” تبدو بالمقارنة معها إلى مجرد ألعاب قاتلة.

في ضوء ذلك، لم يكن من المستغرب أن الحكومة التركية تولي أقصى درجات الاهتمام لجهود شركة “بيرقدار ماكينا” ومشروع “أكينسي” على وجه الخصوص، اهتمام ظهر في قرار الرئيس التركي في سبتمبر/ أيلول 2019 منح الشركة إعفاء من الضرائب على الصادرات وضريبة القيمة المضافة، ناهيك عن منحة تقدر بـ120 مليون دولار بهدف إنشاء مصنع جديد للدرونز، مع هدف واضح هو إنتاج 36 طائرة من طراز أكينسي خلال العامين القادمين.

هذا البرنامج التركي الضخم والطموح لإنتاج الطائرات بدون طيار لا يمكن النظر إليه بحال بمعزل عن جهود أنقرة الأوسع لتأسيس صناعة دفاع محلية

ومن أجل تحقيق هذا الهدف الضخم، تتعاون “بيرقدار ماكينا” مع شركة “Ukrspecexport” الأوكرانية لتزويدها بالمحركات التوربينية المتطورة التي لا تزال تركيا عاجزة عن إنتاجها محليا على أن تحصل كييف في النهاية على 12 وحدة من الطائرات المتطورة بعد اكتمال عملية الإنتاج، وفيما يبدو فإن المسؤولين في أنقرة يترقبون بشدة دخول الطائرة الجديدة إلى الخدمة والتي يتم تعريفها على أنها “مقاتلة أرض – جو بدون طيار” وليس طائرة بدون طيار تقليدية، فمع القدرات المتطورة للطائرة في حمل القنابل وتوجيهها بدقة وإطلاق الصواريخ بمدى يبلغ 600 كيلومتر، من المرجح أنها ستحل محل طائرات “إف – 16” في العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن كونها ستوفر لأنقرة إمكانات مراقبة جوية منخفضة التكلفة والمخاطر على مدار الساعة في مناطق بحر إيجة وشرق المتوسط.

اكتساح المسيرات الحربية التركية للأسواق الأفريقية والعالمية

في السنتين الأخيرتين أبرمت تركيا عقود بيع عديدة للبيرقدار في مختلف الدول وهم اوكرانيا واذربجان والمغرب وبولندا وتركمانستان وإثيوبيا وقيرغيزستان و تونس. وهي منذ شهر اوت المنقضي بصدد التفاوض مع 10 دول أخرى لإتمام صفقات بيع جديدة حسب رئيس المكتب التكنولوجي لشركة بيرقدار المصنعة.

نجاح تركيا في التسويق الى سلاحها الجوي الى جانب الخصائص الحربية كان وليد تكلفته المتوسطة مقارنة بباقي انظمة القوى الكبرى فهو من ناحية يتجاوز اسعار الانظمة الصينية التي من نفس الصنف واقل انخفاضا من الاسلحة الروسية والامريكية والاسرائيلية الاكثر تطورا في الصناعات الحربية.

حسب الصفقات الأخيرة التي أبرمتها تركيا مع بولندا والمغرب فان تكلفة بيرقدار كاملة التسليح بلغت 10 مليون دولار وسعرها يعادل النصف بدون أسلحة. سعر بيرقدار كاملة التسليح يعادل 10 أضعاف المسيرة الصينية “وينغ لوونغ”، في حين تبقى منخفضة التكلفة أمام “إم كيو 9 ريبير” الامريكية 100 مليون دولارو” هيرون تي بي إس” الاسرائيلية 200 مليون دولار.

مثلت الصناعات الدفاعية مصدرا هاما لمداخيل تركيا التي تعاني أزمة اقتصادية حادة وأصبحت تركز أكثر فأكثر على هذا المصدر اذ حسب خططها الوطنية فهي تهدف الى تحقق مبيعاتها السنوية من الاسلحة 25 مليار دولار في 2023 لتبلغ 50 مليار دولار بحلول سنة 2035 وذلك بالتوازي مع أهداف صناعية وهي تحقيق استقلالا تكنولوجي كامل بحلول سنة 2035. الى جانب القيمة الاقتصادية التي تضيفها مبيعات الصناعات الدفاعية لتركيا فهي أداة لبسط النفوذ السياسي لأنقرة وجعلها تنافس القوى الكبرى فيما عرف بدبلوماسية الدرونز” وهي في جوهرها تكامل بين السياسة الخارجية وسياسة الطائرات بدون طيار. ويقوم الدفاع بإبلاغ سياسة البلد وقراراته في الخارج بما يتيح له تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع البلدان الأخرى من خلال العقود الأمنية.”

هذه الدبلوماسية تتجلى بشكل خاص في مستوى الدول العربية والافريقية اذ أبرمت تركيا عقود بيع اسلحة ومسيرات لعدد كبير من الدول على غرار إثيوبيا على خلفية عقد بيع هام للمسيرات بيرقدار في أوت 2021. وفي جولة أردوغان في أفريقيا في اكتوبر 2021 أقام علاقات تعاون عسكري مع عدد من البلدان خاصة في مجال بيع الاسلحة ومكافحة الارهاب. وحسب المصادر الاعلامية والدبلوماسية فان الزيارة ولدت اهتماما كبيرا بشراء المسيرات التركية خاصة من قبل نيجيريا وبوركينافاسو التي يزداد اقبالها على شراء الاسلحة التركية حيث قدرت تكلفة التجهيزات الدفاعية التركية التي تجهزت بها اوغادوغو في 2021 بما يفوق 6 مليون دولار. وعبرت النيجر كذلك عن توجهها نحو شراء أسلحة جو تركي تتمثل في مسيرات بيرقدار وطائرات من نوع حوركس وذلك في شهر نوفمبر 2021.

في أعقاب رحلة الرئيس البولوني أندزيج دودا إلى أنقرة، أعلن البلدان أنه إلى جانب صفقة شراء 24 طائرة بدون طيار من طرازTB2، تم التوقيع على أربعة اتفاقات إضافية، وكانت هذه الاتفاقيات تهدف إلى خلق علاقات ثنائية جديدة وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الدول حسب وزير الخارجية التركي. وتعد بولونيا أول دولة من حلف الناتو تقبل على شراء الاسلحة التركية وهو ما خلق توترا جديدا بين الدول الحلفاء. التوتر ذاته تصاعد بين بين روسيا وأوكرانيا على خلفية ابرام الاخيرة لعقد من أجل انشاء قاعدة لتدريب والصيانة للمسيرات الحربية التركية والذي ابرم في أواخر أكتوبر 2021.

وحذرت روسيا أوكرانيا من انشاء هذه القاعدة واعتبرت ان هذه الخطوة من شأنها أن تأجج الصراع في “كيف” وذلك بعد أن نشرت أوكرانيا صور في مواجهاتها للحركة الانفصالية الموالية لروسيا باستعمال مسيرات بيرقدار. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في تصريح صحفي “لدينا حقا علاقات خاصة وجيدة مع تركيا، ولكن هذه الحالة تؤكد للأسف قلقنا من أن توريد هذه الأسلحة إلى الجيش الأوكراني قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الحالة عند خط الاشتباك”. وكرر وزير الخارجية موقف المتحدث باسم الكرملين مصعدا من مخاوف اوكرانيا معتبرا أن شراء المسيرات الحربية التركية من شأنه أن يعرقل مطالب أوكرانيا العنيدة للانضمام الى حلف شمال الاطلسي.

الولايات المتحدة الأميركة أظهرت ردود فعل سلبية اتجاه انتشار المسيرات التركية خاصة في الصفقة التي ابرمت بين إثيوبيا وتركيا. وحسب ما نقلته وكالة رويترز فان عدة مسؤولين أقروا بانزعاج واشنطن من الصفقة بسبب الخوف من التبعات ذلك على النزاع في تيغراي التي قد تتزايد بتوظيف المسيرات التركية، وحسب نفس المصدر فان القوات الاثيوبية توظف ما يقارب 20 من المسيرات الجوية ولكن ليس من الواضح ان كانت من صناعة تركية أو لا.

تركيا باعت أسلحة إلى دول أفريقية بـ328 مليون دولار العام الماضي

تضاعفت قيمة مبيعات الأسلحة التركية إلى أفريقيا، العام الماضي، بنسبة 700%، لتصل إلى 328 مليون دولار، مقارنة مع 41 مليون دولار في 2020، وفقًا لبيانات الجمعية العامة للمصدرين في تركيا. وأظهر تقرير لموقع صحيفة ”ذي إيست أفريكان“ الكينية، أن ”تركيا قامت خلال العامين الماضيين، بتعميق العلاقات مع القارة الأفريقية، مما أدى لتوقيع العديد من اتفاقيات التجارة والدفاع“. ووفق الموقع، فإن ”تركيا وقعت حتى الآن 16 اتفاقية مع دول أفريقية في إطار سعيها إلى جعل القارة ثالث أكبر سوق لتصدير المعدات الدفاعية، ومن بينها محركات طائرات الهليكوبتر والمدرعات الأرضية، والصواريخ، والأسلحة الخفيفة، وبرامج الدفاع“. وتعد كينيا، وأوغندا، وإثيوبيا، ونيجيريا، وتنزانيا، ورواندا، والصومال، من بين دول شرق أفريقيا التي لديها اتفاقيات دفاعية مع أنقرة.

وأشار التقرير إلى أن ”الدول الأفريقية، وجدت من تركيا أسعارًا تنافسية لمعداتها العسكرية، مع سياسة عدم التقيد بشروط، علمًا بأن لأنقرة قاعدة عسكرية في الصومال“. وذكر أن ”المبيعات الأخيرة من المعدات التركية إلى أديس أبابا، لم تمر بسهولة بسبب الحرب الأهلية في المنطقة الشمالية من تيغراي“. وكانت أنقرة وقعت، في آب/أغسطس، اتفاق تعاون عسكري مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأرسلت عددًا غير محدد من الطائرات دون طيار إلى أديس أبابا، قيل إنها تسببت بقلب الحرب لصالح القوات الحكومية. لكن تركيا استجابت بعد ذلك للضغوط الدولية وأوقفت مبيعات الأسلحة .

وأظهرت أرقام جمعية المصدرين الأتراك، أن ”صادرات الدفاع والطيران التركية إلى إثيوبيا، ارتفعت لـ 94.6 مليون دولار في 11 شهرًا من 2021، بعد أن كانت 235 ألف دولار في نفس الفترة، من العام 2020“. وبينت أن ”مبيعات الأسلحة إلى أنغولا، وتشاد، والمغرب، شهدت قفزات مماثلة“.

”الدرونز“ ورقة المساومة

في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قال الرئيس، رجب طيب أردوغان، بعد زيارته الأفريقية، والتي شملت أنغولا، ونيجيريا، وتوغو، إنه ”في كل مكان أذهب إليه في أفريقيا، يسأل الجميع عن الطائرات دون طيار“. وبالفعل، أظهرت أنغولا اهتمامًا بالحصول على الطائرات دون طيار، واشترت نيجيريا كبسولات الطائرات المقاتلة المستهدفة من شركة ”أصلسن“، أكبر مقاول دفاعي في تركيا، وفق موقع ”ذي إيست أفريكان“. وقال الموقع إنه ”بالنسبة لأنقرة، فإن نجاحها في التقرب من القارة الأفريقية يعني إثارة غضب روسيا، وأمريكا، والصين، وهي الجهات الفاعلة المهيمنة في سوق الأسلحة الأفريقية، حيث تمثل 3 أرباع واردات القارة بين 2015 و 2019، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام سيبري“.

وتظهر أحدث بيانات سيبري، أن ”حصة الصين من واردات الدفاع من دول جنوب الصحراء الكبرى ارتفعت لـ 29٪ في 2019 ، من 12.1٪ قبل عقد من الزمن“. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بكين ثاني أكبر مورد للأسلحة في القارة، بعد الولايات المتحدة، تليها روسيا، وتمتلك فرنسا، وألمانيا، أيضًا حصة كبيرة في السوق. وفي شرق أفريقيا، تعد أوغندا، وكينيا، وجنوب السودان، أكبر عملاء الأسلحة لبكين، وفقًا لمحللين أمنيين. وأصبح سوق الدفاع الأفريقي الآن ذا أهمية للصين، حيث استحوذ على ما يقرب من ربع صادراتها العسكرية العالمية خلال الأعوام الثماني الماضية. ويقول، جوزيف ديمبسي، محلل أبحاث في ”Military Balance“، وهي مؤسسة بحثية دفاعية عالمية، إن ”ما يقرب من ثلثي الجيوش الأفريقية تمتلك معدات صينية، مع ظهور ما يقرب من 12 لاعبًا جديدًا لتزويد هذه السوق بمعدات أصبحت أكثر تطورًا، وأقل أسعارًا، وبسرعة تسليم أكبر بكثير“.

وقال باحث العلاقات الدولية بجامعة جنوة، فيديريكو دونيلي، إنه ”بطائرات الدرون، أصبح الآن لدى تركيا المزيد من الأوراق لتلعبها عندما يتعين عليها المساومة مع دول أخرى، وهذه ورقة مساومة جيدة جدًا لتركيا“. وأشار تقرير الموقع الكيني إلى أن ”الرئاسة التركية تسعى إلى مضاعفة حجم التجارة السنوية مع القارة الأفريقية 3 مرات، إلى 75 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة، وكانت 5.4 مليار دولار، في العام 2003، لتبلغ الآن بحدود 25 مليار دولار، بحسب الأرقام الرسمية التركية“.

الخلاصة

في اطار تدخلها العسكري المتزايد طورت تركيا استقلاليتها في الصناعات العسكرية وان كانت استقلالية تشوبها نقائص في عدة مجالات، كما تجدر الاشارة في هذا السياق ان انقرة قد حققت نجاحا تسويقيا لعدة انواع من اسلحتها على غرار الدرونز التي تبقى TB2 أفضل نموذج نجحت تركيا في صناعته والاهم التسويق له. انتشار الأسلحة التركية في دول آسيا وأوروبا وأفريقيا وان أكد التحاق تركيا بالدول المصنعة للأسلحة لا ينفي حداثة التحاقها بهذا السباق التنافسي اذ تحتل تركيا المرتبة الثالثة عشر عالميا. و حققت دبلوماسية الدرونز التي تتبعها تركيا نجاحا في تعزيز علاقاتها مع شركاء جدد خاصة الدول الافريقية مدعومة بالتوجه التي تتبعه هاته الدول في الانفتاح على عدد من الشركاء والقوى الاقليمية والدولية.

ومع هذه النجاحات الكبيرة، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى أن هذا البرنامج التركي الضخم والطموح لإنتاج الطائرات بدون طيار لا يمكن النظر إليه بحال بمعزل عن جهود أنقرة الأوسع لتأسيس صناعة دفاع محلية يمكن الاعتماد عليها وطموحها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسلحة، لذلك فإن مشروعات الصناعات الدفاعية التركية اليوم لا تقتصر على الطائرات بدون طيار وهي تشمل مجالات عدة تبدأ من المركبات والمدرعات البرية وتمر بالسفن البحرية ولا تنتهي عند المشاريع الفضائية الجوية، ففي مجال الصناعات البحرية على سبيل المثال أسست أنقرة عددا من المشروعات الضخمة وعلى رأسها “Istanbul Shipyard” و “Golcuk Naval Shipyard”، ونجحت في تأمين عقود تصدير بقيمة مليارات الدولارات مع باكستان وأندونسيا، وفي الوقت نفسه تقوم شركة “Sedef Shipbuilding” ببناء أول سفينة هجوم برمائية للبحرية التركية وهي الخطوة الأولى في مشروع طموح لإنشاء حاملة طائرات محلية، فيما تضطلع شركة الدفاع المرموقة “Otokar” بعدد من المشروعات الضخمة مثل تصنيع دبابة “ألتاي” التي اكتسبت سمعة جيدة في الأعوام الأخيرة، وتنشط شركة “أسيلسان” في مجال تصنيع الإلكترونيات الدفاعية وتقوم بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.

تسعى تركيا لتعزيز اكتفائها الذاتي والتحرُّر من هيمنة مورِّدي الأسلحة الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا اللتين رفضتا عشرات الطلبات من أنقرة

من خلال تنشيط صناعتها الدفاعية المحلية، تهدف أنقرة إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد، وكما تشير مؤسسة “ستراتفور” المرموقة للدراسات الاستخباراتية، فإن أول هذه الأهداف هو توفير الأموال وتحفيز النمو الاقتصادي للبلاد، فمع امتلاك تركيا لثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، فإن البلاد تحتاج إلى استثمارات ضخمة في المعدات خاصة في ظل رغبتها في التخلص من المعدات القديمة التي تعود إلى زمان الحرب الباردة، وفي هذا السياق، فإن امتلاك صناعة دفاع محلية متطورة سوف يوفر من عبء الفواتير الباهظة للإنفاق على المعدات والأسلحة الأجنبية، ناهيك عن إسهامه في تنمية القطاع الصناعي المحلي واقتصاد البلاد ككل.

بجانب ذلك، تسعى تركيا أيضا لتعزيز اكتفائها الذاتي والتحرر من هيمنة موردي الأسلحة الغربيين وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا اللتين رفضتا عشرات الطلبات من أنقرة للحصول على الأسلحة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وهو يجعل تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية هدفا حيويا لأنقرة، وأخيرا، ترغب أنقرة في استغلال صادراتها من الأسلحة كوسيلة لتعزيز حضورها في محيطها الجغرافي وتقديم نفسها كحليف يمكن الوثوق به للعديد من الشركاء ضمن خطتها الأوسع لاكتساب النفوذ.

على مستوى هذه الأهداف جميعا، يبدو أن خطة أنقرة تؤتي ثمارها، وإن كان ذلك وفق جدول زمني أبطأ مما كانت تطمح إليه سواء بسبب القيود الاقتصادية أو المنافسة الضخمة التي تلقها أنقرة كقوة متوسطة تسعى إلى اقتحام مجالس الكبار، ولكن في مجال الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص يبدو أن أنقرة نجحت في إثبات حضور لا يمكن تجاهله، ويمكنها أن تفخر – ولن تكون مخطئة في ذلك – أنها كانت أحد القوى القليلة التي نجحت في كسر هيمنة الولايات المتحدة على السماء في زمان الدرونز القاتلة.

_______________________________________________________________

المصادر

Drone power Turkey
Drone Arms Race: The Great Sky Game in the Middle East
The Rising Drone Power: Turkey On The Eve Of Its Military Breakthrough
THE TROUBLE WITH TURKEY’S DRONES
CAN TURKEY AND THE UNITED STATES COME TOGETHER ON DRONES?
THE SECOND DRONE AGE, How Turkey Defied the U.S. and Became a Killer Drone Power
Turkish drones in Libya are a strategic and family affair
Turkey’s military drones: an export product that’s disrupting NATO
Turkey going full speed ahead with ambitious drone projects
Challenges threaten the rise of Turkey’s defense industry
Turkey Builds a Military-Industrial Complex to Match Its Ambitions
Turkey’s modern way of doing foreign policy: drone diplomacy
Russia Warns Ukraine Over Use of Turkish Drones in Conflict
EXCLUSIVE U.S. concerned over Turkey’s drone sales to conflict-hit Ethiopia
تفوق.. مقارنة بين بيرقدار التركية والمسيرات الأمريكية والصينية والإسرائيلية

المصدر : الجزيرة+مواقع

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here