أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. وقعت عدد من الكيانات السياسية الإسلامية على وثيقة تأسيس لتحالف جديد تحت مسمى “التيار الإسلامي العريض”، وتهدف الوثيقة لتحقيق الاندماج التنظيمي بينها ويضم الكيان الجديد الحركة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وحركة الإصلاح الآن، وحزب دولة القانون والتنمية، ومنبر السلام العادل.
تفاصيل الوثيقة
وقال الميثاق “إن وحدة الصف الإسلامي فريضة شرعية وضرورة واقعية وواجب متحتم لا سيما وبلادنا تشهد تهديدا وجوديا جديا يستهدف هويتها وقيمها الفاضلة بالطمس والتجريف”. وتابع الميثاق “من الأهداف التي نستشرفها من هذا الاصطفاف؛ الحرص على تنزيل قيم الدين على جميع أوجه الحياة في شؤون المعاش والمعاد في شمول وتكامل”، وأضاف، أن “الإعلان مفتوح أمام كل طرف أو جهة تجد في نفسها توافقا معه أو استئناسا بما ورد فيه من معان، بل إنه شأن كل عمل يجتهد فيه الناس سيظل متاحا لتقويمه ولتعديله بالحذف والإضافة”.
بضاعة بائرة
وتعليقا على تكوين التيار الاسلامي العريض تقول القيادية بقوى الحرية والتغيير عبلة كرار، إن الهدف منه إعادة تدوير ما يعرف بالإسلام السياسي مرة أخرى وعرض بضاعة بائرة على الشعب السوداني، والذي بحسب كرار تجرع المر في عهد حكمهم، وقالت القيادية بحزب المؤتمر السوداني، عبلة كرار بحسب موقع “نبتة نيوز”: “إن الحركة الإسلامية لم تستطع الصبر على فطام السلطة جراء ثورة ديسمبر المجيدة وكانت خنجرا مسموما في خاصرة الوطن أثناء فترة الانتقال السابقة”، وتابعت “ظروف الانقلاب والسيولة السياسية الراهنة أعطت الإسلاميين متنفسا وحماية وحرية لمثل تلك التحركات”، فعملية فك تجميد حسابات الإسلاميين تقول عبلة الغرض منها جعلهم اكثر قوة وتمكنا لتثبيت هذا الانقلاب والذي وصفته بالمترنح امام الضربات الداخلية والخارجية، وجزمت عبلة بأنه لايمكن إدارة عقارب الزمن إلى الوراء، فثورة ديسمبر المجيدة -بالنسبة لعبلة- أعلنت صافرة نهاية الإسلاميين في سوح السياسة ولن تقوم لهم قائمة وإنهم سيسقطون مجددا مع الانقلاب.
تجربة طويلة

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب، فإن الإسلاميين حكموا السودان ثلاثة عقود وبالتالي يصعب القول انهم سيختفون تماما بسهولة، مستدركا، ولكن بعد تجربة الحكم الطويلة للإسلاميين؛ فان معظم قياداتهم وغالب جمهورهم غير راغب في العودة للعمل السياسي الفاعل لكن يبدو ان معظم حراكهم نتج عن فصل آلاف منهم من عملهم الوظيفي بقرار من لجنة تفكيك التمكين، ورأى الفاتح أن عودة حزب المؤتمر الوطني للحكم شبه مستحيلة بعد الثورة التي اطاحت بحكمه، مؤكدا لموقع “أفريقيا برس” إنه سيختفي كما اختفى الاتحاد الاشتراكي في اي تنافس انتخابي حر ونزيه، واضاف، يجب “على الأحزاب السياسية وقوى الثورة التوقف عن التخوف من عودة المؤتمر الوطني للحكم عبر انتخابات حرة واعتقد ان افضل شيء لهزيمة المؤتمر الوطني هو السماح له بخوض الانتخابات ليتلاشى تماما كما حدث للاتحاد الاشتراكي”.
إقصاء قحت

بالنسبة للقيادي الاسلامي أسامة توفيق فإنهم توحدوا ضد أحزب قحت التي كانت تسيطر على البلاد ، مشيرا إلى أن قحت كانت تمارس عليهم الإقصاء والاستفزاز وهو ذات الامر الذي جعلهم يتوحدون ، مؤكدا لموقع “أفريقيا برس” أن الفترة الانتقالية تحتاج لتوحيد كافة القوى الوطنية وليس الاسلاميين وحدهم على اعتبار أن التوافق يحقق الاستقرار ويمنع البلاد من التمزق والانزلاق.
إستنكار الخطوة

فيما أستنكر القيادي بتجمع المهنيين السودانيين الوليد علي، خطوة تكوين تيار إسلامي عريض، معتبرا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ “أن الخطوة الغرض منها إرجاع حزب المؤتمر الوطني المحلول للواجهة السياسية بعد ما أودعه الشعب إلى مزبلة التاريخ”، واستدل وليد عودة الوطني باسم التيار بما أسماه تكرار الوجوه والقيادات المحسوبة عن المؤتمر الوطني في التحالف الجديد، معلنا إستعدادهم لإسقاطهم من جديد، ودعا الوليد قوى الثورة للتوحد وهزيمة منظومة الإسلام السياسي والذي يرى إنها أوردت البلاد مورد الهلاك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس