القضارف… أحداث متفرقة عقب أزمة الصراع القبلي الأخير

43
القضارف… أحداث متفرقة عقب أزمة الصراع القبلي الأخير
القضارف… أحداث متفرقة عقب أزمة الصراع القبلي الأخير

أفريقيا برس – السودان. تمددت الاحتجاجات تنديداً بالأحداث الجارية باقليم النيل الأزرق و اجتاحت عددا من مدن السودان تظاهرات هادرة على خلفية الاشتباكات والمواجهات القبلية الدامية بين قبيلتي الهوسا والهمج مؤخرا بإقليم النيل الأزرق على خلفية نزاع حول تكوين إمارة لقبيلة الهوسا بالإقليم فيما رفضت الأخيرة قيام الإمارة بحجة عدم احقية قبيلة الهوسا بتكوين الإمارة باعتبار حواكير الاراضي بالاقليم المنكوبة تابعة لمجموعات الهمج والسكان الاصليين بالاقليم ومن ثمة تحولت إلى صراع قبلي دامٍ وعنيف بين المجموعتين الذي خلف وراءه (180) قتيلا و(199) جريحا اثار موجة من الغضب العارم وسط مجموعات قبيلة الهوسا تجلت ارتدادات أصداؤها وانتقلت الى عدد من مدن البلاد.

و كانت مدينة القضارف التي تقطن بها اعداد كبيرة من قبيلة الهوسا مسرحا لإحدى تلك التمظهرات حيث اندلعت الاحتجاجات في عدد من محلياتها و شهدت مدينة القضارف تظاهرات سلمية استنكارا لتلك الاحداث في الوقت الذي اكد فيه وَالُيَ وَلُايَةِ الُقًضُارَفَ الُمكلف محمد عبدالرحمن محجوب خلال مخاطبته المسيرة السلمية التي سيرها أبناء الهوسا بالقضارف امام أمانة الحكومة بالولاية استنكار حكومة الولاية لأحداث اقليم النيل الازرق معلنا عن تسيير حكومة الولاية لقافلة طبية لأقليم النيل الازرق خلال الايام القادمة داعيا منسوبي قبيلة الهوسا بالولاية بالتحلي بالهدوء والصبر وضبط النفس لافتا ان الأجراءات التي اتخذتها الحكومة المركزية من شأنها حسم التفلتات و القبض على رؤوس الفتن قائلا: يد القانون سوف تطال كل من حرض و تسبب في تلك الأحداث المأساوية والبشعة التي قال انها لاتشبه اخلاق شعب النيل الأزرق المتسامح والمتعايش، مشيراً إلى ضرورة ارساء دعائم التعايش السلمي ونبذ الفرقة والشتات ومحاصرة الفتنة.

وفي سياق متصل طالب المتحدث باسم قبيلة الهوسا بولاية القضارف هارون الحاج المجلس السيادي والحكومة الاتحادية بضرورة الاسراع في معاقبة المتسببين في احداث إقليم النيل الأزرق والاقتصاص لأسر الضحايا لضمان عدم تكرار هذه الأحداث مستقبلا وتلافي اشاعة الفوضى ومواجهة خطاب الكراهية الذي قال إنه ادى لتأجيج النزاع بين الطرفين مؤكدا احترامهم لسيادة الدولة وحرصهم على المحافظة على الأمن و السلم الاجتماعي بالولاية واذكاء روح التعايش السلمي. أحداث مدينة الحواتة..

توالت الاحتجاجات وسرعان ما انتقلت شرارة الغضب وهيجان الاستنكار المنددة بأحداث اقليم النيل الأزرق الى مدينة الحواتة حاضرة محلية الرهد بولاية القضار ف حيث تفجرت الاوضاع بمدينة الحواتة حاضرة المحلية و كشف المدير التنفيذي لمحلية الرهد ابوالقاسم عبدالصمد في تصريح بحسب صحيفة الحراكالسياسي، ان الاحتجاجات اسفرت عن مقتل مواطنين اثنين واصابة (8)آخرين بمحلية الرهد بولاية القضارف على خلفية الاحتجاجات التي قامت بها مجموعات من قبيلة الهوسا بالحواتة تنديدا بالاحداث التي شهدتها ولاية النيل الأزرق مؤخرا التي راح ضحيتها أكثر من(80) شخصاً وأصيب فيها (199)شخصا ومضى ابوالقاسم قائلا انه تم التعرف على هوية جثة واحدة تعود لمواطن من حي الرياض بالحواتة يدعي انس هاشم هارون فيما يجري التعرف على هوية الجثة الاخرى لتسليمها لذويها .. فيما كشفت مصادر شرطية، ان الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الحواتة امس الأول خرجت عن مسارها السلمي وادت لاحراق جزء من مباني الغابات وعربة تابعة لادارة الاراضي يستقلها وكيل النيابة بالمحلية.. فيما دفعت حكومة الولاية بتعزيزات شرطية من محليات الفاو والمفازة لضبط الأمن بمدينة القضارف و مدينة الحواتة للسيطرة على الاوضاع بهما والحفاظ على الأمن.. فيما اشاد عدد من مواطني الحواتة خلال حديثهم لـ(لحراك )بالدور الكبير الذي لعبه مدير شرطة الحواتة العقيد الفاتح جامع في تهدئة المحتجين وامتصاص الاحتقان السائد في الاحتجاجات الأمر الذي انعكس على احتوائها وعدم انحرافها عن مسارها السلمي والولوج الى العنف المميت ،مشيرين الى ارتفاع عداد المشاركين في الاحتجاجات الذين تجاوزت اعدادهم الــ (5) آلاف.

بيانات و وقفات احتجاجية .. لم تنفصل تلك الأحداث عن الحراك الثوري المناهض للانقلاب بالقضارف حيث نظمت لجان المقاومة وعدد من القوى السياسية وقفات احتجاجية تنديداً باحداث اقليم النيل الأزرق.

وفي خضم تلك الاحتجاجات اصدر حزب الأمة القومي بالقضارف بيانا وكشف البيان الذي تسلمت الحراك نسخة منه ان الحزب بالولاية ظل يتابع تطورات الأحداث المؤسفة التي وقعت في النيل الأزرق بين بعض أهلنا من موطني النيل الأزرق وانتقلت إلى ولاية كسلا ومدينة الحواتة، و جاء في البيان: نترحم على أرواح الضحايا ونسأل الله أن يتقبلهم شهداء عنده ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين، وناشد البيان الأطراف المتنازعة أن توقف الاقتال القبلي فوراً والتحلي بضبط النفس وأن تتذكر أن المنتصر والمهزوم في هذا النزاع خاسر والوطن ملك لكل أبنائه وحقوق جميع المواطنين متساوية بنص الدستور في السكن والتنقل والتملك وشغل الوظيفة وطالب الدولة بحماية المواطنين من أي عدوان والأخذ بيد المعتدي ومعاقبته وفق القانون وإلا تسمح لأي شخص أن يأخذ الحق بيده ،ووجه البيان دعوة عاجلة للحكومة والمنظمات الدولية والوطنية والأحزاب والكيانات الدينية والأهلية تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين وتضميد الجراحات تأكيداً على الأخوة والتكافل والتراحم بين أبناء الوطن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here