أفريقيا برس – السودان. في خطوة لافتة للانتباه، يعرض “نادي لكلّ الناس” فيلماً سودانياً بعنوان “أجساد بطولية” في “دار النمر” (بيروت)، السادسة مساء الأربعاء، 26 مارس/آذار 2025، تزامناً مع التطوّرات الأمنية والعسكرية الحاصلة حالياً في السودان، رغم أنّ الفيلم (95 دقيقة)، المنجز عام 2022، يستعيد تاريخاً نضالياً للنساء، بلقاءات مع بعضهنّ في زمن انهيارات مختلفة في راهن غارق بحروبٍ وأزمات.
فـ”أجساد بطولية” يتابع جوانب مختلفة من نضال نساء سودانيات لاستعادة حقوقهن وحريتهن في أجسادهن، والحقّ في الوجود المجتمعي والقومي، من خلال ممارستهن سياسات عملية، عبر تظاهرات وعصيان مدني وإضراب عن الطعام، مُعرّضات أنفسهن للاعتقال والتعذيب.
تاريخٌ كهذا يحضر في لقاءات مباشرة مع عارفاتٍ به، وعارفين قلائل أيضاً، يستعيدون جميعاً مساراً حافلاً بنضال ومواجهة وتحدّيات، لتحرير المرأة السودانية من سطوة تقاليد وذكورية وانغلاق وتعالٍ. والتاريخ نابض بحيوية نسائية سودانية، تُقارع سلطة، سياسية واجتماعية وتربوية وعسكرية/أمنية، مشبعة بذكورية أصيلة، سيكون (التاريخ)، والراهن أيضاً، نواة الفيلم، وإنْ بلغة تسجيلية عادية، تتضمّن أرشيفاً مُصوّراً (فيديو وصُور فوتوغرافية) ومستندات، لقول سِيَر نساءٍ، يبغين خلاصاً من موروثات قاتلة.
هناك جزءٌ بصري أساسيّ متمثّل بأرشيف قديم، معظمه موظَّفٌ درامياً بما يتوافق والـ”خطاب” النضالي الذي تبغيه سارة سليمان، وإنْ ضمنياً. فهدف الفيلم توثيقُ تاريخ نضالي لنساء سودانيات، وكفاحهنّ غير محصور بحرية وتحرّر فقط، فسليمان متمكّنةٌ، عبر حوارها مع ناشطات يسردن القصة الواحدة بأصواتهنّ المتعدّدة، من تبيان التساوي في تفكير مناضلات بين هذين التحرّر والحرية، وأولوية/أهمية الوعي المعرفي في اليومي والحياتي والتربوي والجسدي والفكري.
“أجساد بطولية” ريبورتاج تلفزيوني أكثر مما هو فيلم وثائقي. لكنّ الريبورتاج هذا غير مانعٍ وضوحاً في رؤية سليمان، المتمثّلة في إعادة سرد متماسك لحقباتٍ من نضال نساء، منذ سنين مديدة، ما يجعل الريبورتاج “قصّة” واحدة مروية بأصواتٍ عدّة، وصُور مختلفة، ورسومات متنوّعة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس
