أفريقيا برس – السودان. اتهمت شبكة أطباء السودان، السبت، قوات الدعم السريع بقتل أكثر 200 شخص على أساس عرقي في أمبرو وسربا وأبو قمرة، منذ إعلانها قبل أيام سيطرتها على تلك المناطق بولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأفادت الشبكة الطبية المستقلة، في بيان، بأن مصادرها ومشاهدات ناجين أكدت مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء، جرى استهدافهم وقتلهم على أساس عرقي، بمناطق أمبرو سربا وأبو قمرة عقب هجوم من “الدعم السريع”.
واعتبرت الشبكة الهجوم “انتهاكا فاضحا لكل القوانين الإنسانية والدولية”.
وأوضح البيان أن تلك “الجرائم تسببت في موجات نزوح واسعة نحو دولة تشاد هرباً من الهجمات المسلحة”.
وأشار إلى أن النازحين واللاجئين “يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، تتسم بنقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وتدهور الخدمات الصحية، وغياب المأوى الآمن، ما يهدد حياة الآلاف، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن”.
وحذرت الشبكة من أن “استمرار الانتهاكات سيدفع بآلاف المدنيين نحو تشاد في أكبر عملية لجوء ستشهدها هذه المناطق”.
وأشارت إلى أن “الصمت الدولي والتقاعس عن اتخاذ إجراءات رادعة يمثلان مشاركة غير مباشرة في هذه المآسي الإنسانية”.
وطالبت بـ”وقف فوري للهجمات، لوقف عمليات النزوح التي بدأت بهذه المناطق جراء عمليات القتل الجماعي”.
كما طالبت بـ”وصول إنساني آمن وغير مقيّد للمساعدات الطبية والإغاثية، مع تقديم دعم عاجل للنازحين واللاجئين”.
وحتى الساعة 13:25 (ت.غ) لم يصدر أي تعليق من “الدعم السريع” بهذا الخصوص.
والخميس، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور (موالية للجيش السوداني)، تصديها لهجوم شنته قوات الدعم السريع على عدد من المناطق الشمالية بولاية شمال دارفور.
والأربعاء الماضي، ادعت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقتي أبوقمرة وأمبرو بعد مهاجمتهما.
وجاءت هذه الهجمات في محاولة من “الدعم السريع” للسيطرة على كامل ولاية شمال دارفور، حيث يسيطر الجيش و”القوة المشتركة للحركات المسلحة” على 3 محافظات فيها وهي أمبرو وكرنوي والطينة، فيما تسيطر حركة تحرير السودان (مستقلة) بقيادة عبد الواحد نور على منطقة طويلة بالولاية.
كما يأتي الهجوم بعدما استولت “الدعم السريع” في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وبجانب ولايات دارفور، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر “الدعم السريع” على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ 13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش و”الدعم السريع” اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.





