إدانة واسعة لمقتل خميس أبكر.. إلى أين تتجه حرب السودان؟

77
إدانة واسعة لمقتل خميس أبكر.. إلى أين تتجه حرب السودان؟
إدانة واسعة لمقتل خميس أبكر.. إلى أين تتجه حرب السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في تطور خطير للحرب في السودان ، قُتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر بمدينة الجنينة ، وفيما لم يتضح من يقف وراء عملية الاغتيال، تتهم حركة تحالف السودان الذي يقودها خميس، الدعم السريع بمقتل الوالي.

وكانت قوات الدعم السريع قد اعتقلت خميس أبكر واقتادته إلى جهة مجهولة، في وقت تداول نشطاء فيديو يظهر فيه مجموعة من قوات الدعم السريع تقبض على خميس أبكر، قبل أن يظهر فيديو آخر لخميس أبكر وهو مقتول ويمثل بجثته.

وفور اعلان مقتل والي غرب دارفور، سارعت القوى السياسية ببيان الاستهجان والإدانة لعملية القتل. حيث أدانت حركة العدل والمساواة السودانية، مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر، مشيرة إلى أن مجموعة مسلحة اقتحمت منزله واختطفته إلى جهة مجهولة، ثم ظهر مقطع فيديو لاغتياله.

وقالت في بيان: “تدين حركة العدل والمساواة السودانية بأشد العبارات جريمة اختطاف الوالي واغتياله بهذه الوحشية التي لا يقرها دين ولا خلق قويم”.

لماذا التصفية؟

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب إن الحرب في غرب دارفور ظلت منذ أكثر من عشر سنوات تندلع دوما كصراع قبلي يصعب تطويقه في ظل شعار القبيلة أولا أي أن القبلية فوق الانتماء المهني سواء للجيش أو للدعم السريع. ويؤكد الفاتح لموقع “أفريقيا برس” ان تمرد الدعم السريع هو الذي تسبب بانطلاق العنف الحالي في الجنينة، مستدركا أن العنف سرعان ما تحول لصراع قبلي في ظل قيام الوالي بتسليح كل المواطنين خاصة من ينتمون لقبائل معادية لقبائل تمثل العمود الفقري للدعم السريع. ومن هنا يقول الفاتح، يبدو أن قيادة الدعم السريع نظرت للوالي بكونه بات يهدد سيطرتها على الولاية ويبدو أن هذا هو سبب تصفيتها له.

ويرى الفاتح أن الحرب بين الجيش والدعم السريع مازالت بعيدة عن التحول لحرب أهلية، منوها إلى إنه لا زال أيضا من الممكن تهدئة القتال القبلي في غرب دارفور وذلك بانهاء تمرد الدعم السريع حربا أو سلما على اعتبار أن أهل دارفور فقدوا الحماسة من أجل الحرب الأهلية التي سادت في الإقليم قبل عشر سنوات. وأضاف، كذلك لا يمتلك الدعم السريع نفوذ حقيقي وسط الشعب السوداني خاصة بعد تجربة احتكاك مواطني ولاية الخرطوم بقوات الدعم السريع والتي نهبت أموالهم وممتلكاتهم واستولت على منازلهم وقتلت أحبائهم ونجحوا في نقل بعضهم لقوات الدعم السريع وهو ما يعني استحالة تحول التمرد العسكري لحرب أهلية.

جريمة مكتملة الأركان

ويرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن ما تقوم به مليشيات الدعم السريع في الجنينة، جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. وتابع ، أما مقتل الوالي خميس أبكر، ببشاعته المؤلمة، وقد شاهده كل العالم، فهو واحداً من الجرائم التي تظل شاهده على جرائم الجنجويد والتي في نظره يجب ألا تستمر. ويقول كرار ، إن أي حديث الآن دون إدانة جرائم هذه المليشيات أصبح أمراً غير مقبولاً وان أي محاولة لإعطاءها شرعية أمرا لا تقبله الأخلاق.

مدخل الصراع

فيما يرى الصحفي المهتم بشؤون دارفور، كباشي موسى ، أن ما يحدث بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور هو تحول الصراع السياسي العسكري في السودان إلى صراع قبلي عرقي من الدرجة الأولى، منوها إلى إن الصراع العرقي يعد أول مدخل من مداخل الحرب الأهلية و التي يرى إنها تخطط لها دول صديقة وغير صديقة. ولا يستبعد كباشي في حديثه لموقع “أفريقيا برس ” أن ما يحدث في الجنينة قد يتطور مثلما حدث في رواندا قبل أعوام، محذرا إذا لم يتم إعلاء صوت الحكمة من قادة الدولة والقيادات الاجتماعية سوف يحترق السودان والجميع سوف يتفرج عليه.

الجيش على الخط

كذلك أدان الجيش السوداني عملية اغتيال خميس أبكر إذ قال في بيان اطلعت عليه “أفريقيا برس” إن القوات المسلحة تدين بأشد عبارات الاستهجان ، التصرف الغادر الذي قامت به مليشيات الدعم السريع المتمردة، وذلك باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، منوها إلى أن عملية القتل تعد فصلا جديدا لسجل جرائم الدعم السريع والتي بحسب البيان ظلت ترتكبها بحق كل الشعب السوداني الذي أصبح بأكمله شاهداً على جرائمها النكراء التي لم يشهد لها تاريخ هذا البلد مثيلاً.

بينما تبرت قوات الدعم السريع من مقتل خميس أبكر، مؤكدة إن عملية القتل تمت من قبل متفلتين، وإن قوات الدعم السريع لم تفلح في حمايته عندما اعتقلته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here