الأمم المتحدة: عام 2024 الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني

35
الأمم المتحدة: عام 2024 الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني
الأمم المتحدة: عام 2024 الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني

أفريقيا برس – السودان. أفادت الأمم المتحدة، الجمعة، بأنّ عام 2024 هو العام الأكثر دمويّة بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني عالمياً، مبيّنةً أنّ 281 منهم قُتلوا في هذا العام. وقد دعت إلى محاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم التي أدّت إلى تسجيل رقم قياسي في هذا المجال، ولا سيّما في ظلّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة منذ أكثر من 13 شهراً.

وأكدت الأمم المتحدة، في بيان، استناداً إلى “قاعدة بيانات أمن عمّال الإغاثة”، أنّ عام 2024 صار “أكثر الأعوام حصداً للأرواح على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني”. ونقل البيان عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر قوله إنّ “العاملين في المجال الإنساني يُقتَلون بوتيرة غير مسبوقة”، مضيفاً أنّ “شجاعتهم وإنسانيتهم تصطدمان بالرصاص والقنابل”. وشدّد فليتشر على أنّ “هذا العنف غير مقبول”، واصفاً إيّاه بأنّه “مدمّر لعمليات الإغاثة”.

وشدّد فليتشر، الدبلوماسي البريطاني الذي عُيّن أخيراً في منصبه الأممي، على “وجوب أن تعمل الدول وأطراف النزاع (باختلافها) على حماية العاملين في المجال الإنساني”، بالإضافة إلى “فرض احترام القانون الدولي ومحاكمة المسؤولين (عن استهداف هؤلاء العاملين) ووضع حدّ لزمن الإفلات من العقاب”.

الحرب على غزة زادت عدد الضحايا العاملين في المجال الإنساني

وكان عام 2023 قد شهد بدوره حصيلة قياسية، مع مقتل 280 من العاملين في المجال الإنساني في 33 دولة ومنطقة، من بينها قطاع غزة المُستهدف بحرب إسرائيلية متواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأكدت الأمم المتحدة أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “أدّت إلى ارتفاع الأرقام”. وقال المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، إنّ “ما لا يقلّ عن 333 من العاملين في المجال الإنساني قُتلوا في قطاع غزة وحده” منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد قُتل كثيرون من هؤلاء في أثناء أداء مهامهم، عندما كانوا يقدّمون المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها. وبيّن لايركه أنّ هؤلاء بمعظمهم يعملون لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ قُتل 243 موظّفاً في الوكالة منذ بداية الحرب على قطاع غزة. أضاف المتحدّث الأممي أنّ من بين العاملين في المجال الإنساني الآخرين الذين قُتلوا في خلال هذه الحرب أفراداً من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

في السياق نفسه، بيّنت الأمم المتحدة أنّ التهديدات التي يتعرّض لها العاملون في المجال الإنساني لا تقتصر على قطاع غزة، مشيرةً إلى عمليات إبلاغ عن “مستويات عالية” من العنف والاختطاف والمضايقات والاحتجاز التعسفي في دول مثل أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والسودان وأوكرانيا واليمن.

وأوضحت أنّ القتلى من العاملين في المجال الإنساني بمعظمهم أفراد محليون يعملون مع منظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة وجمعيات الصليب الأحمر وكذلك الهلال الأحمر.

وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ العنف ضدّ العاملين في المجال الإنساني جزء من “اتّجاه أوسع للهجمات على المدنيين في مناطق النزاع”، مبيّنةً أنّ في عام 2023 الماضي “سُجّل سقوط أكثر من 33 ألف قتيل مدني في 14 صراعاً مسلحاً” حول العالم، وذلك “بزيادة قدرها 72% مقارنة بعام 2022”.

في الإطار نفسه، كان الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين قد صرّح، لوكالة فرانس برس في أواخر أكتوبر الماضي، بأنّ عام 2024 كان “الأسوأ في ما يخصّ العاملين في المجال الإنساني، ولا سيّما الذين ينتمون إلى المجتمعات المحلية من بينهم”. أضاف أنّ “نحو 95% من العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا هم موظفون ومتطوّعون محليّون”.

تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل تعمد، منذ تصعيدها عدوانها على لبنان في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني وكذلك مراكز للمؤسسات الإنسانية والإغاثية، ولا سيّما من جمعية الصليب الأحمر اللبناني ومن الهيئة الصحية الإسلامية وغيرهما من الجهات التي تنشط في الميدان لإسعاف ضحايا القصف الإسرائيلي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here