أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. بعد تقدم قوات الدعم السريع وسيطرتها على عدة ولايات، اتجهت وزارة الخارجية السودانية نحو الشرق حيث إيران، إذ أفاد مسؤولون غربيون، بأن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مقاتلة من دون طيار بحسب ما نقلت وكالة بلومبرغ. وأكدت الوكالة، أن «أقماراً اصطناعية التقطت صوراً لطائرة من نوع (مهاجر6) الإيرانية، الشهر الحالي، في قاعدة خاضعة لسيطرة الجيش شمالي الخرطوم».وقال ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لكشفهم عن معلومات حساسة، إن «السودان تلقى شحنات من طائرة (مهاجر6)، وهي مسيرة ذات محرك واحد تم تصنيعها في إيران، وتحمل ذخائر موجهة بدقة». فيما أكد محللون فحصوا صوراً للأقمار الاصطناعية وجود الطائرة من دون طيار في البلاد.
عودة العلاقات
وكانت الخرطوم قد قطعت علاقتها مع طهران عام 2016، غير أن الخارجية السودانية أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية، حيث التقى وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، السبت الماضي، في أوغندا، بالنائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، على هامش مشاركتهما في قمة دول عدم الانحياز التي استضافتها كامبالا. وأفاد بيان سوداني عن اللقاء بأن المسؤولين «ناقشا استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسريع خطوات إعادة فتح السفارات بينهما».
محك خطير
وعلق الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح على معرض الطرح، اذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن توجه قيادة الجيش نحو إيران والتطبيع الكامل مع إيران في ظل الظروف الراهنة لن يحدث فارقا ذو مغزى في معارك الجيش مع قوات الدعم السريع وذلك لعدة أسباب أبرزها بحسب صالح إن إيران تدعم كل حركات المقاومة في المنطقة العربية وهذا كان له بالغ الأثر في تهديد أمن إسرائيل مما يعني أن إيران الآن في مواجهة مباشرة مع الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية وبذلك تكون إيران قد وضعت نفسها في محك خطير ربما يتطور الى شن حرب شاملة ضدها من قبل إسرائيل وباكستان الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية.
واعتبر صالح أن خطوة الجيش تجاه إيران ستوفر بعض الدعم اللوجستي/العسكري، ولكن بتقديري لن يحدث فارقا كبيرا خاصة وان الدعم السريع يتلقى الدعم من كل الجهات إذا ثبت ان إيران تقف مع الجيش.
وتابع، المسيرات التي يتداول الاعلام بوصولها الى الجيش وكذلك الدعم الاستخباري الذي يمكن أن توفره إيران كلها لا تعدو كونها صب مزيد من الاستقطاب الإقليمي/الدولي بجانب طرف ضد الطرف الآخر وفي المحصلة النهائية استمرار للحرب التي بلا شك ستمزق السودان الى دويلات تحكمها المليشيات والجماعات المسلحة عبرة الحدود.
أسرار عسكرية
في الصدد، يقول الأمين العام لحزب المسار الوطني الدكتور لؤي عبدالمنعم لـ”أفريقيا برس” إنه من حق السودان المشروع أن يشتري أو يحصل على السلاح من أي دولة قادرة على ايصال السلاح له دفاعا عن سيادته على أراضيه في ظل الدعم غير المحدود الذي يصل التمرد من عدة دول سبق الاشارة اليها.
وقال لؤي إنه لا علم له بمصادر تسليح الجيش وهذه تعتبر بحسب عبدالمنعم أسرار عسكرية لا شأن له بها، لكن بصفة عامة الجيش متقدم و خلال فترة قصيرة سيتم اكتساح جميع مواقع التمرد و يتم اعلان انتصار القوات المسلحة وهو نصر بحسب لؤي لاحت تباشيره في الأفق وأصبح مثل ضوء الشمس.
توجه متأخر
ويرى المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب في حديثه لـ”أفريقيا برس” إن توجه السودان نحو إيران جاء متأخر جدا، مؤكدا أن التوجه نحو إيران هو مساحة مناورة مهمة ومفيدة وهي رسالة أساسية لأمريكا أكثر من كونها تعزيز علاقة مع إيران، موضحا أن الفكرة من التوجه ليس السلاح والدعم العسكري وانما الدلالات السياسية وتنوع المحاور.
حليف قوي
المحلل السياسي محمد عبدالجبار لديه رؤية مغايرة عن سابقيه إذ يقول لـ “أفريقيا برس” إن الدعم الايراني للجيش السوداني سيعزز ويمكن الجيش من التقدم في مختلف الجبهات على اعتبار أن المسيرات الإيرانية كـ”مهاجر” لديها مميزات كثيرة أبرزها إنها تصيب الهدف على بعد مسافات طويلة، فضلا على إنها دقيقة التصويب، كما إنها بحسب عبدالجبار تمنح الجيش القدرة على الاستطلاع والمراقبة والقتال، فضلا عن إنها تحمل قنابل.
ويؤكد عبدالجبار أن اتجاه السودان نحو إيران مكسب كبير للسودان على اعتبار إنه وجد حليف قوي، مستدركا، ولكن سيؤثر على علاقاته مع الغرب ودول المنطقة سيما السعودية والامارات، متوقعا أن هذه الدول ستقطع علاقاتها مع السودان أو تكون علاقاتها مع الخرطوم غير مستقرة..
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس