أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. يبدو أن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، ستلقي بظلالها على المنطقة برمتها، كيف لا وهي منطقة إستراتيجية تربط السودان بمصر وليبيا وهو الأمر الذي أثار تخوف دول الجوار سيما مصر.. يأتي هذا في وقت، قال فيه قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن قواته في المثلث لن تهدد مصر، منبها إلى أن وجوده يخدم مصالح الجيران، على اعتبار أن المنطقة عبارة عن بؤرة للتهريب والإرهاب والهجرة غير الشرعية. وذهب إلى إنه لا توجد مشكلة بينه وبين مصر، مؤكدًا إنه مستعد للجلوس معها لحل أي سوء تفاهم.
وسيطرت قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة من قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر، في وقت رجحت مصادر أن تكون السيطرة بغرض فتح إمداد عبر ليبيا وهو ما آثار تخوف مواطني الولايات الشمالية من زحف الدعم السريع إليهم.
حالة فوضى
الصحفي السوداني صلاح غريبة قال لموقع “أفريقيا برس” إن وجود الدعم السريع في المثلث الحدودي بين- ليبيا ومصر والسودان- يهدد الأمن القومي المصري بشكل كبير، منبها إلى أن هذا التهديد ينبع من عدة عوامل أبرزها الفوضى وعدم الإستقرار وهنا يقول غريبة: أي توسع لقوات الدعم السريع أو سيطرتها على مناطق حدودية يمكن أن يؤدي إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار على الحدود الجنوبية لمصر وأن مصر تخشى من إنتشار هذه الفوضى وانتقالها إلى أراضيها.
وتابع، تمتلك مصر مصالح أمنية ضخمة في شرق السودان وعلى طول حدودها الجنوبية وتمدد الدعم السريع قد يعرض هذه المصالح للخطر، خاصةً ما يتعلق بتهريب السلاح والمخدرات، وتسلل العناصر غير المرغوب فيها.
وتوقع غريبة في حال تمكن الدعم السريع من ترسيخ وجوده في المثلث فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في موازين القوى والتحالفات الإقليمية، مما قد يضر بمصالح مصر الاستراتيجية.
خطوط الإمداد
يقول غريبة إن وجود الدعم السريع في هذه المنطقة يسهل عليهم الحصول على الإمدادات والأسلحة عبر ليبيا، خاصةً إذا استمر الدعم من أطراف إقليمية وهو الأمر الذي يعزز قوتهم ويطيل أمد الصراع، مما يزيد من المخاطر على مصر.
وفي رده على سؤال كيف ينظر إلى مغازلة حميدتي لمصر بأنهم لن يصلوا حدودها؟ قال غريبة: يمكن تفسير “مغازلة حميدتي لمصر بأنهم لن يصلوا حدودها” على أنها مناورة سياسية تهدف إلى تهدئة المخاوف المصرية وكسب بعض الوقت أو النوايا الحسنة، مشدداً على ضرورة التعامل مع هذا التصريح بحذر شديد لعدة أسباب وهي أن الدور السابق لقوات الدعم السريع والتحالفات التي كانت تدعمها لا ثقة لها، لافتا إلى أن تصريحات كهذه غالبًا ما تكون تكتيكية أكثر منها تعبيرًا عن التزام حقيقي.
ويقول غريبة: قد تكون مغازلة حميدتي نابعة من إدراك حميدتي لخطورة التصعيد مع مصر، خاصةً في ظل التغيرات الإقليمية التي تشير إلى تراجع الدعم له من بعض الأطراف. لافتاً إلى أن حميدتي يدرك أن مصر لن تقبل بوجود أي تهديد على حدودها.
وأضاف أن حميدتي يسعى باستمرار لكسب شرعية دولية وإقليمية وأن التصريحات قد تكون محاولة لإظهار نفسه كقوة مسؤولة تلتزم بالحدود، على أمل تخفيف الضغط الدولي والمصري عليه.
ويقول غريبة: حتى لو حميدتي كان صادقا في حديثه فإن طبيعة قوات الدعم السريع، وهي عبارة عن مجموعات مسلحة قد يصعب السيطرة عليها بشكل كامل، تجعل الالتزام بهذه التصريحات صعبًا على المدى الطويل، خاصةً إذا تغيرت الظروف الميدانية.
وتوصل غريبة إلى أن “مصر ليست طرفًا محايدًا في الأزمة السودانية، وهي تعمل بوضوح على حماية مصالحها الأمنية والاستراتيجية”.
وبشأن لقاء البرهان وحفتر في القاهرة يقول غريبة هذا يعد تنسيقا مصريا لإعادة ترتيب المشهد السوداني بما يخدم هذه المصالح، خاصةً إضعاف الدعم السريع وقطع خطوط إمداده. مشددا على ضرورة أن تقرأ تصريحات حميدتي في هذه الديناميكيات المتغيرة، ولا يمكن أن تكون ضمانًا كافيًا لأمن الحدود المصرية.
وضيعة الدعم السريع
بالنسبة للدكتور عبدالله الطيب علي الياس خبير الحوكمة فإن وجود الدعم السريع في مثلث جبل عوينات على الحدود السودانية المصرية الليبية، وجود يستخدمه التحالف الصهيوماسوني الممول الوحيد لمليشيا أبناء دقلو الارهابية كوسيلة للضغط على الحكومة السودانية لإيقاف الحرب والتفاوض مع المليشيا للوصول لحل سياسي يبقي على بقية مليشيتهم التي صرفوا على بناءها خلال العشر سنوات الماضية ما لا يقل عن (600) مليار دولار لتحقيق أهداف إستراتيجية على مستوى أفريقيا والعالم العربي، ومصر تعرف ذلك.
وبشأن تصريحات حميدتي التي طمأن بها مصر يقول الطيب ماهي إلا مجرد ذكاء اصطناعي تسعى المليشيا من ورائه للكسب السياسي والدعاية الاعلامية.
ويستبعد الطيب في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن يكون وجود الدعم السريع في المثلث مهدد لمصر على اعتبار إنه ليس في وضع يسمح له بجبهة مع دولة قوية عسكريا بدرجة كببرة مثل مصر.
وتابع، حتى التحالف الصهيوماسوني عودنا إنه لا يمكن أن يفتح جبهتين في ذات الوقت وحتى الجبهة التي فتحها في السودان دمرت بنسبة تقارب 85% من قوة مليشياته التي صرف ما لم يصرف على غيرها طيلة تاريخة التأمري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس