الرباعية والحسابات الإقليمية في جهود وقف حرب السودان

10
الرباعية والحسابات الإقليمية في جهود وقف حرب السودان
الرباعية والحسابات الإقليمية في جهود وقف حرب السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن ينطلق خلال الأيام القادمة اجتماع مهم بشأن وقف الحرب في السودان، تحت رعاية المستشار الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس.

وقد وجّه المستشار مسعد بولس الدعوة إلى وزراء خارجية خمس دول للمشاركة في هذا الاجتماع، وهي: مصر، السعودية، دولة الإمارات المتحدة، بريطانيا، ودولة قطر.

اللافت أن الاجتماع يقتصر على ممثلي هذه الدول، ولم تُوجَّه أي دعوة للجيش السوداني أو قوات الدعم السريع أو لأي جهة مدنية سودانية.

ومن المتوقع أن يصدر عن الاجتماع الأمريكي-البريطاني-العربي قرارات أبرزها وقف الحرب في السودان، إلى جانب طرح تسوية نهائية تشمل قوى سياسية وعسكرية، يُوقِّع عليها كل من البرهان وحميدتي.

قدرة ترامب

قللت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة الزعيم الأزهري، سهير أحمد صلاح، من قدرة ترامب على وقف حرب السودان، إذ قالت لموقع “أفريقيا برس” إن “ترامب يظن أنه يستطيع أن يفعل كل شيء في الكون، ولكن الحقيقة أنه لا يفهم ميكانيزمات الحرب الدائرة في السودان”، منوّهة إلى أن “حقيقة الحرب في السودان أنها حرب دولية بأذرع إقليمية ومحلية”.

وتابعت: “إذا أراد ترامب إيقاف الحرب، فليردع الإمارات فقط”.

وترى سهير أن محاولة “الرباعية” لوقف الحرب تهدف إلى جعل حميدتي شريكًا في الحكم باسم الإمارات في الحكومة السودانية، وهذا ما لا يقبله الشعب السوداني كافة، ولن يقبله أحد من أهل السودان.

وأضافت: “المليشيا العميلة ومن عمل معها لا مكان لهم في السلطة في السودان، لا بالانتخابات ولا بالتفاوض، لأن الشعب هو من يحسم هذا القرار”.

وترى سهير أن العقبة التي تقف عائقًا أمام أمريكا لوقف الحرب هي أن من يدير الحرب يجلس معها على ذات الطاولة، في إشارة إلى الإمارات.

وأكدت أن “الإمارات لا يمكن أن تغسل أحوالها بالمشاركة في مفاوضات أو حوارات تخص السودان”، وتابعت: “في الحقيقة، ليس هنالك دعاة حرب أكثر من الإمارات والمليشيا ومن يقف خلفهم، وإذا أراد ترامب إيقاف الحرب، فعليه أن يوقفهم أولًا”.

نفوذ أمريكا

يرى المحلل السياسي الفاتح محجوب أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك النفوذ الكافي في السودان لفرض اتفاق مثل “اتفاق دايتون” للسلام، لأن فرض الاتفاق دون رغبة الطرفين يتطلب قوة عسكرية، وهو أمر – بحسب الفاتح – لا تزال أمريكا غير راغبة فيه حتى الآن.

وتابع أن أمريكا دعت للاجتماع دولًا قريبة من الحكومة السودانية مثل مصر، والسعودية، وقطر، كما دعت الراعي الرسمي للدعم السريع، أي الإمارات العربية المتحدة، وحليفتها بريطانيا، وذلك لضمان أن أي تسوية تتفق عليها تلك الدول تُعد قابلة للتنفيذ.

ويؤكد محجوب لموقع “أفريقيا برس” أن مصر وقطر والسعودية لا يرغبن في فرض شروط تساوي بين الدعم السريع والجيش، وليس لديهن رغبة في فرض تسوية سياسية لا ترضي الجيش ولا الشعب السوداني.

وعليه، فإن التوصل لتسوية تتفق عليها تلك الدول أمر صعب المنال، من دون تنازل حقيقي من الإمارات العربية المتحدة وحليفتها بريطانيا.

رؤية مختلفة

بينما يذهب المحلل السياسي عبد الباقي عبد المنعم إلى رؤية مختلفة عن الإفادات السابقة، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك قدرة كبيرة على وقف حرب السودان، مستدلًا بثقلها السياسي والدبلوماسي في المنطقة، فضلًا عن طموح ترامب الشخصي في إحلال السلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويقول عبد المنعم: إن أمرت أمريكا الإمارات بوقف دعمها لمليشيات الدعم السريع غدًا، يمكن أن تتوقف الحرب في السودان، منوهًا إلى أن الإمارات هي سبب إشعال الحرب في السودان، لكونها الداعم الرئيس لمليشيات الدعم السريع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here