الصادق المقلي: زيارة إدريس للقاهرة بلا نتائج متوقعة

3
الصادق المقلي: زيارة إدريس للقاهرة بلا نتائج متوقعة
الصادق المقلي: زيارة إدريس للقاهرة بلا نتائج متوقعة

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال الدبلوماسي السوداني السابق الصادق المقلي في حواره مع “أفريقيا برس” إن الاتحاد الأفريقي لم يكن في أي وقت داعمًا للدعم السريع، مؤكدًا أن مواقفه الأخيرة منسجمة مع قواعده التي ترفض أي حكومة موازية تمس وحدة البلاد.

وأوضح أن اعتراف الاتحاد بحكومة كامل إدريس هو اعتراف أمر واقع، ولن يكتمل إلا برفع تجميد مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد.

وأضاف أن زيارة إدريس إلى القاهرة لن تثمر نتائج تذكر، لأنها تجاهلت الحديث عن جهود السلام، مشددًا على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب. كما اعتبر انشقاق حركة مناوي خطوة قد تدفعها نحو الحياد أو الانضمام جزئيًا للدعم السريع.

في أول زيارة له خارج السودان.. وصل رئيس الوزراء كامل إدريس إلى مصر.. كيف تقيّم الزيارة؟

في اعتقادي، أن أي جهد دبلوماسي خارجي يجب أن يراعي الوضع الراهن في السودان، لأن التركيز في مثل هذه الزيارات على العلاقات الثنائية في ظل استمرار الحرب هو بمثابة حرث في البحر لا طائل منه. إذ لا يمكن تعزيز العلاقات الثنائية أو إعادة الإعمار دون توفير مناخ ملائم لتحقيق وقف إطلاق النار وإحلال السلام، ومن ثم تطبيع علاقاتنا مع المجتمعين الدولي والإقليمي وشركاء التنمية. إن استقطاب الدعم لإعادة الإعمار، وعودة النازحين واللاجئين، وتعافي الاقتصاد السوداني باستعادة مكانة السودان ضمن المنظومة المالية الدولية متعددة الأطراف، والتمهيد لاستعادة مسار النظام الدستوري والتحول الديمقراطي، كلها أولويات لا بد من تحقيقها أولاً.

رئيس الوزراء الجديد تعاطى في أطروحته وتحركاته وكأن البلاد تعيش ظروفًا طبيعية، إذ لم يتحدث في القاهرة عن الجهود الإقليمية والدولية الساعية لحل الأزمة السودانية، رغم أن مصر عضو في الرباعية، كما فعل نظيره المصري. ولعل من الملاحظ أن كلمة “السلام” لم نجدها في أي خطاب للدكتور كامل، لا في الداخل ولا في الخارج، بل جعل من استمرار الحرب أولوية أولى في خطابه الافتتاحي الذي عرض فيه ملامح حكومته.

لذلك، لا أعتقد أن زيارة الدكتور كامل إدريس إلى القاهرة سيكون لها أثر يُذكر لاحقًا.

تصعيد إماراتي على السودان إذ أوقفت رحلات الطيران السوداني إليها والشاحنات السودانية.. ماذا يعني لكم ذلك؟ وكيف تتعامل الحكومة السودانية مع هذه التطورات، سيما أنها سيكون لها تأثير اقتصادي كبير؟

قرارات الإمارات تعد تصعيدًا في علاقاتها المقطوعة دبلوماسيًا مع السودان عقب اتهام الأخير لها بدعم قوات الدعم السريع عسكريًا. وربما فاقم هذا التصعيد تصريحات مسؤولين بتهديد أمن الإمارات، الأمر الذي دفع أبوظبي إلى حظر الطيران السوداني والسفن الأجنبية من وإلى السودان. ولا شك أن هذا التصعيد سوف ينعكس سلبًا على الطائرات السودانية الخاصة والعامة وحركة المسافرين من وإلى السودان، وكذلك على حركة التجارة من صادرات وواردات.

مرتزقة أجانب في حرب السودان، آخرهم الكولومبيون الذين يقاتلون مع الدعم السريع.. كيف تتعامل الدبلوماسية السودانية مع هؤلاء المرتزقة؟

المرتزقة ظاهرة عالمية، ولا تقع مسؤوليتها على عاتق الدول المرسِلة. وقد نصّ عليها القانونان الوطني والدولي، ولا تتحمل دولهم مسؤوليات أفعالهم.

الاتحاد الأفريقي يرحب بحكومة كامل إدريس، في وقت كانت مواقف الاتحاد الأفريقي داعمة للدعم السريع.. كيف تنظر إلى هذا التحول في سياسة الاتحاد الأفريقي؟

ليس هناك أي تغيير في سياسة الاتحاد الأفريقي، ولم يكن في يوم من الأيام داعمًا للدعم السريع. الاتحاد الأفريقي، وفق اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخير، أدان الحكومة التأسيسية الموازية، بل دعا المنظمات الأخرى إلى عدم الاعتراف بها. وهذا يتماشى مع قواعد الاتحاد الأفريقي، حيث إن تشكيل مثل هذه الحكومة من شأنه أن يمس بوحدة البلاد.

لكن من جهة أخرى، فهو يعترف كغيره من المنظمات الدولية ودول الترويكا والاتحاد الأوروبي اعترافًا بصفة الأمر الواقع De Facto Recognition، ولا يكتمل هذا الاعتراف ويكتسب الصفة القانونية De Jure Recognition إلا برفع تجميد مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد الأفريقي.

ومن هذا المنطلق، ناشد المجلس في بيانه الختامي الحكومة السودانية بوقف فوري وغير مشروط للعدائيات، وإجراء مشاورات شاملة، وتشكيل حكومة وفاق وطني ذات قاعدة عريضة، في سبيل استعادة مسار النظام الدستوري والحكم المدني الديمقراطي.

انشقاق في حركة مناوي.. كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟ وماذا يترتب عليها، سيما في ظل الحرب بين الجيش والدعم السريع؟

الملاحظ أن هذا الانشقاق جاء بعد فترة طويلة من انتقال الحركة من مربع الحياد إلى مربع الانحياز والقتال بجانب الجيش. والملاحظة الثانية أن هذا الانشقاق جاء في أعقاب تصريحات مني الأخيرة، التي تحدث فيها عن بطء تحرك الجيش في اتجاه كردفان ودارفور، وأن الأخير ربما اكتفى بانتصاراته في وسط السودان.

يبدو أن قيادة الحركة أصابها بعض الإحباط من تأخير فك الحصار عن الفاشر، خاصة وأن سقوطها سوف يلقي بظلال سلبية على مستقبل الحركة. وهذا ما جعل البعض يعزو حديث مني عن اتصالات مع الدعم السريع. وليس من المستبعد أن يؤدي هذا الانشقاق إلى إما انضمام الحركة – ولو بصورة جزئية – إلى الدعم السريع، أو العودة إلى الحياد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here