أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو مفاجئ ، أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي انسحابه من ائتلاف الحرية والتغيير احتجاجاً على توقيع مكوناتها الاتفاق الإطاري. وقال الحزب في بيان إنه “بذل قصارى جهده دون جدوى مع الفرقاء في الحرية والتغيير للحيلولة دون ارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي-أي توقيع الاتفاق الإطاري” ، وأشار إلى أن خيار غالب الائتلاف التوقيع “أدى إلى افتراقنا عنهم وانحيازنا إلى القوى الحية لمواصلة النضال لإسقاط الانقلاب”. وأعلن حزب البعث عزمه العمل على بناء “الجبهة الشعبية الواسعة للديمقراطية والتغيير”، من أجل توحيد وتنسيق جهود وطاقات القوى السياسية والاجتماعية في الحراك السلمي، وصولاً إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني.
غاية نبيلة
عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر ، يقرأ خروج حزب البعث من تحالف قوى الحرية والتغيير من عدة زوايا ، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس ” إن خروج حزب البعث من قحت خطوة مهمة وموقف يتسق مع أهداف ثورة ديسمبر، إذ أن قحت بحسب جعفر قررت المضي في تسوية تعمل على حماية الانقلابيين من المسائلة جراء جرائمهم، وتؤمن للبرهان انفرادا بقيادة الجيش بصورة مستقلة عن السلطة المدنية، وتحفظ لحميدتي الاستقلال بمليشيا الجنجويد، وتجعل من الانقلابيين أوصياء على فترة ما بعد التسوية. وأردف، إن خروج البعث يؤكد على صحة موقف لجان المقاومة والقوى الثورية التي رفضت التسوية من الوهلة الاولى لانعدام الثقة في الانقلابيين.
و يبدو أن سبب خروج البعث في نظر جعفر هو يأسه من تراجع قحت عن التسوية التي غاصت قياداتها في وحل دهاليزها الدولية والإقليمية وصعب عليهم الخروج. ونبه جعفر إلى انه واضح ثقة البعث في القوى الدولية والإقليمية هي الاقل مقارنة بالأحزاب الأخرى التي تعول على الغرب أكثر مما يجب. ويقول جعفر: إن تحالف قحت قد انعزل عن الشارع منذ زمن بعيد، وبعد التسوية زادت عزلته ، ولقد مضى في التسوية بمعزل عن القوى الثورية الأخرى، وخاضها بدون شفافية مما أربك الشارع الثوري.
وكل ذلك يدل بحسب جعفر على أن قحت لم تنسى شيئا ولم تتعلم شيئا، وأن الورشة التي عقدتها قبل أشهر للتقييم والنقد الذاتي لم تظهر في سلوك قحت الحالي ، وهو الامر الذي جعل تحالف قحت يمضي في اتجاه الانقلابيين الذين يخادعونهم ويهددونهم ويمنوهم الاماني، مشيرا إلى أن الخروج سيؤدي إلى ذوبان التحالف في أجسام لا تمت للثورة بصلة. وتابع ، لن يعصمهم من هذا الانهيار سوى نفض اليد من التسوية وعودة قحت إلى جادة الطريق الثوري بلاءاته الثلاث والتزام الشفافية والحرص الحقيقي على توسعة قاعدة الانتقال الثوري ، وتوصل جعفر إلى “إن لجان المقاومة ومعظم قوى الثورة قد توحدت ، وهذا يفتح الطريق إذا تخلق الجميع بأخلاق الثورة واستحضرنا الشهداء أن نمضي بهذه الثورة العظيمة إلى غاياتها النبيلة”.
ضربة قوية
من جهته يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن تحالف قوي الحرية والتغيير “المجلس المركزي” مكون من أكثر من أربعين حزب وجمعية ومنظمة ، مستدركا ، لكن عماده الرئيسي هو أربعة احزاب هي حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر وحزب البعث وحزب التجمع الاتحادي ولذلك اطلق عليهم معارضوهم أربعة طويلة.
وااعتبر الفاتح إن خروج حزب البعث عن تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بمثابة ضربة قوية للتحالف، واستدرك قائلا ، لكن افلح تحالف قوى الحرية والتغيير في المضي قدما باتفاقه الاطاري مع العسكر وتطويره الى تسوية سياسية جديدة وحكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية. فعندها يقول الفاتح لن يكون لانسحاب حزب البعث اي قيمة على اعتبار أن ما تبقي من قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي سيكون عندها قد نجح تماما في بناء تحالف سياسي كبير وسيكون حزب البعث هو الخاسر الأكبر من خروجه من قحت المركزي، وأضاف، والسيناريو القادم اما ان فشلت مساعي قحت المجلس المركزي في الوصول لحكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية ورجعت مرة أخرى لمربع التظاهرات فعندها سيرجع حزب البعث مرة أخرى لقحت المركزي لانه يعرف انه غير مرغوب فيه من قبل التحالف الجذري الذي يقوده الحزب الشيوعي وهو رافض تماما لتحالف الكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير بقيادة جعفر الميرغني، وعليه بحسب المحلل السياسي لا يوجد تأثير لخروج حزب البعث عن قحت “المجلس المركزي” لا على قحت ولا على طبيعة التحالفات السياسية السودانية الحالية.
لماذا الخروج؟
وبشأن أسباب خروج البعث العربي الاشتراكي من قوى الحرية والتغيير، يقول الناطق الرسمي بإسم الحزب عادل خلف الله لموقع “أفريقيا برس” إن خروجهم جاء متسقا مع رغبات الشارع الذي رفض الاتفاف الإطاري، منوها بأنهم سيكونون مع الشارع وتحقيق رغباته حتى سقوط الانقلاب، ويضيف، الاتفاق الإطاري لن يحقق التحول المدني والديمقراطي المنشود وهو الامر الذي أختلفنا فيه مع مكونات قحت لذلك خرجنا من التحالف ، وأردف ، نسعى مع جماهير شعبنا وقوى الثورة الحية للتوحد حتى يتم تحقيق أهداف الثورة والتي أهمها القصاص للشهداء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس