خبير سوداني: إذ استمر الوضع على حاله ربما نشهد إقامة حكومة للدعم السريع في دارفور

84
خبير سوداني: إذ استمر الوضع على حاله ربما نشهد إقامة حكومة للدعم السريع في دارفور
خبير سوداني: إذ استمر الوضع على حاله ربما نشهد إقامة حكومة للدعم السريع في دارفور

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يرسم أستاذ العلوم السياسية ، ورئيس تجمع الأكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين في داخل السودان وخارجه ، البروفيسور عبده مختار موسى، مواصفات الخروج من الازمة السودانية عبر تشكيل حكومة كفاءات مستقلة لا حزبية. وطالب في حوار مع”أفريقيا برس” بضرورة أن تتولى الحكومة منظمات المجتمع المدني سيما أساتذة الجامعات وشباب الثورة مستشهدا بنجاح تجربتين في السودان، واستدرك، لكن هذه الوصفة لا يمكن تحقيقها إلا بضغط كبير من المجتمع الدولي على الأطراف المتصارعة وذلك بعد وقف إطلاق النار.

برأيك، هل مفاوضات جدة يمكن أن تنهي الحرب؟

هذا يعتمد على عدة عـوامل من بينها جدية الطرفين ودرجة إدراكهم أن الوضع الذي وصل إليه السودان كارثي وأن الشعب السوداني فاقت معاناته التصور وأن التقديرات الأولوية للدمار أكثر من 30000 من المؤسسات والمرافق وآلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين ومئات الآلاف من اللاجئين ومئات العالقين على الحدود و 100 مليار دولار تقديرات أولية لما فقده المواطنون. كما يعتمـد على مستوى الضغط من المجتمع الدولي على الطرفين طالما أنهما لا يرتفعان إلى مستوى المسؤولية الوطنية والضمير الإنساني الذي يحتم التنازل من أجل إنقاذ الشعب والوطن من هذا الوضع الكارثي والمصير المظلم.

هنالك سيناريو مخيف وهو انفصال إقليم دارفور، إذ يتوقع البعض سيطرة الدعم السريع على الإقليم وهو الأرجح بعد سقوط نيالا ومن قبلها الجنينة في قبضة الدعم السريع. إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا السيناريو ممكن؟

هذا السيناريو يعتمد على عامل الوقت في حسم الحرب سلميا باتفاق جدة والتوصل إلى حل نهائي يحقق وقف الحرب وخروج الوجود العسكري من المدن. وفقاً لمعطيات الواقع وسير المعارك فإنه كلما تأخر الوقت كلما تمدد الدعم السريع في دارفور وربما مناطق أخرى. فلو استمر هذا الوضع لعدة أسابيع أخرى ربما يؤدي إلى إقامة حكومة للدعم السريع في إقليم دارفور وهذا يشكل شبه انفصال، وأقرب إلى السيناريو الليبي . ومما يعقد المشهد هنا لو استمر التأثير الاقليمي على أحد طرفي الصراع أو كليهما.

هل لدى الجيش والدعم السـريع رغبة حقيقية في التوافق وانهاء القتال؟

مع الأسف لهم رغبة في السلطة أكثر من الرغبة في التوافق. فالحصول على السلطة هو المحرك الأساسي لسلوكهما ومواقفهما. لذلك فإن كل واحد منهما ينظر للسلام من زاوية ومعيار إلى أي مدى يحقق له التوافق مصالحه في أن يكون له كل السلطة أو يكون جــزء من السلطة أو يتقاسم السلطة مع الآخر وفق معادلة يخرج بها اتفاق اضطراراً بعامل الإنهاك المتبادل لبعضهما البعض في هذه الحرب. وفي هذه الحالة يكون الشعب السوداني هو الذي يدفع الثمن.

ثمة مَـن يرى أن الحرب في السودان ستستمر لسنوات نظرا لوجود دول تؤجج الصراع وتدعم أطراف القتال، إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الفرضية صحيحة؟

هذه الفرضية صحيحة بدرجة كبيرة لكن يعتمد ذلك إذا أصر طرفا الصراع على التطرف في مواقفهما التفاوضية وعلى عدم التنازل، وتمترس كل طرف خلف مصلحته الخاصة بالحصول على السلطة. لن تكون هنالك دولة حتى تكون هنالك سلطة تؤول لأحدهما لأن استمرار الحرب سوف يستمر في تدمير المجتمع وتشريد المواطنين وتفكيك الدولة وربما انقسامها أو تشظيها (تجربة يوغسلافيا السابقة) فصوت العقل والضمير هنا مطلوب لكن شريطة أن يكون مسنوداً من المجتمع الدولي.

ماذا يـريد الجيش والدعم السريع من مفاوضات جدة؟

الجيش يريد أن يكون الحل في خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والمرافق العامة وكل المدن، وهذا هو طبيعة الوضع المطلوب لتحقيق السلام. بينما الدعم السريع يريد أن يستخدم سيطرته على الأوضاع كورقة ضغط من أجل المشاركة في تشكيل المرحلة القادمة، وهذا يزيد الأمر تعقيدا.

برأيك كيف يمكن للسودان أن يخرج من هذه الأزمة؟

الحل الوحيد هو أن يبتعد الطرفان عن السلطة نهائيا بالتوافق على حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية. أي لا يتدخل في تشكيلها الطرفان ولا تشمل أحزاب أو قوى الحرية والتغيير – بشقيهما: المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية. أن تتولى هذه المهمة منظمات المجتمع المدني (أساتذة جامعات واتحادات مهنية وشباب الثورة/لجان المقاومة والكتل الثورية المستقلة) ولنا في التجربتين السابقتين ما يفيد بأن نجاحهما كان بسبب تشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين. لكن هذا الخيار الحاسم لا يمكن أن يتحقق إلا بضغط كبير من المجتمع الدولي للطرفين بأن يتوافقا – بعد وقف إطلاق النار – على تشكيل حكومة كفاءات مستقلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here