خبير سوداني: السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحرب في السودان

30
خبير سوداني: هذة أبرز السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحرب في السودان
خبير سوداني: هذة أبرز السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحرب في السودان

الهضيبي يس

أفريقيا برس – السودان. مضت خمسة أشهر من الحرب في السودان، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية ومستقبل محفوف بالمخاطر وبصيص أمل يبحث عنه الجميع هنا من أجل العودة لمنازلهم ومغادرة مراكز الإيواء التي اكتظت بمئات الآلاف من النازحين واللاجئين.

ووسط هذا وذاك تتولد سيناريوهات مختلفة مع سماع دوى المدافع وزخات الرصاص، وتحليق الطائرات الحربية، في محاولة لفرض انتصار عسكري من طرفي النزاع المسلح بالسودان.

ولمعرفة سيناريوهات مستقبل الحرب في السودان تحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري والخير في شؤون النزاعات الأفريقية د. محي الدين محمد أحمد إلى أفريقيا برس في الحوار التالي:

كيف تقرأ مستقبل السودان في ظل الحرب الدائرة حاليا؟

أود القول بأن السودان من المتوقع أن يمر بثلاث سيناريوهات متوقعه أولها تحقيق نصر عسكري خاصة عقب التقدم الذي بات يقوم به الجيش من وقت لآخر، قد يمهد إلى عملية سياسية شاملة بعدها وتكوين مرحلة انتقالية تفضي لقيام انتخابات. ثانيا يظل سيناريو التوصل لاتفاق سياسي وفقا لمجموعة الضغوط الدولية والتحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة، وبعض دول المنطقة لحل أزمة الحرب بينماهي رهينه لقيد حجم التنازلات المتوقعة من قبل طرف حال الدخول في مفاوضات مباشرة، ثالثا هو السيناريو الأسوأ باستمرار أمد الحرب مما يفتح شهية مطلب الحكم الذاتي المؤدي إلى التقسيم باعتبار جملة التعقيدات السياسية، والاجتماعية التي يعيش فيها السودان منذ خمسينيات القرن الماضي.

مامدى تأثير الحرب على دول الجوار ومنطقة شرق أفريقيا؟

الحرب في السودان لن تكون قاصرة فقط على الأثر والواقع الداخلي فقط، بل سوف تمتد لدول الجوار السوداني مما قد يشكل عبئ وضغط إضافي عليها خاصة مثل تشاد، أفريقيا الوسطى، ومصر بسبب زحف النازحين وفتح معسكرات اللجوء في تلك الدول وزيادة حجم المعاناه الإنسانية، وضرورة توفير الإحتياجات الأساسية على رأسها الغذاء.

واتوقع حال تفاقمت الأوضاع أن تزداد حجم التعقيدات لدول الجوار أيضا خاصة بعد انقلاب النيجر عقب الاطاحة بالرئيس محمد بازوم وطبيعة العلاقة السابقة بينه وقائد قوات الدعم السريع وتوفر معلومات عن مشاركة عناصر مسلحة من النيجر في حرب الخرطوم، أيضا مايحدث الان في إثيوبيا واحتدام الصراع المسلح بإقليم الامهرة وتوقعات بنزوح آلاف المواطنين الإثيوبين نحو الأراضي السودانية، مما سيضاعف حجم المسؤولية العسكرية، والاقتصادىة على حكومة السودانية.

ماهي أبرز التوقعات المرتقبة لحل الأزمة السودانية وإنهاء الحرب؟

أن حل الأزمة وإنهاء الحرب في السودان أمر مرتبط بتكوين سلطة انتقالية مستقلة غير حزبية حتى لا تقع تحت تأثير أي أجندات سياسية، وبعيدا عن محاولات الاقصاء بما فيها التيار الإسلامي بالبلاد، باعتبار أن التجارب السابقة وأعني ما صمم من اتفاق اطاري تسبب في إشعال نيران الحرب قبل أن يكمل الفصل الاخير من الاتفاق، وعلية فإن تكرار محاولة تطبيق اي معادلةَ سياسية سابقة ستكون نتيجتها المستقبلية هذه المرة ليس بالحرب وإنما تمزيق وتفتيت الدولة نفسها.

ماحقيقة أن المجتمع الدولي بات يتحرك بشي من البط تجاه ملف الأزمة السودانية؟

حقيقية أن المجتمع الدولي يدرك حجم الخسائر التي سيتم تكبدها حال انهيار السودان، ورغم من ذلك فمازال يتعامل ببط و ضبابية مع الملف السوداني، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا لا تمتلك القدر الكافي عن السودان ممايساعد في حل الأزمة، سيما وأن تأثير ذلك ربما سيكون على منطقة التجارة العالمية عند منطقة البحر الأحمر بشرق البلاد متى ماتمددت رقعه الحرب.

كذلك فإن الإدارة الأمريكية ترغب في جيش ومؤسسات أمنية قوية للعب دور مهم في الغاية، خاصة وأن السودان يظل يقع بين طرفي الرحى، فجغرافيا لديه حدود مع دول منطقة غرب الساحل الأفريقي وهي دول تنشط فيها بقايا تنظيم داعش وحركة بوكو حرام، بينما شرقا تنشط حركة الشباب الصومالية، وجيش الرب في أوغندا ومجموعات الشفتة الإثيوبية الحاملة لسلاح عند الحدود الشرقية.

بتقديرك ماهي أهم الاحتياجات التي يبحث عنها السودانيون مابعد انجلاء الحرب؟

يستوجب اعطاء السودان فرصة لإعادة النظر في المواقف كافة مع الدول وفي الداخل محاسبة الطرف المسلح الذي مارس سلوك التهجير ونهب ممتلكات الدولة وبنوكها واعتدي على المواطنين العزل كما حدث مع الفلسطينيين أبان عهد النكبة ماقبل حرب العام ١٩٤٨. سيما وان الشعب السوداني هو من سيقوم خلال الفترة القادمة بوضع خارطة التعامل تلك، بسبب الآثار الاجتماعية التي ولدتها الحرب وقيام الدعم السريع بارتكاب جرائم ترقى لمستوى الإنسانية وفقا لبعد عنصري، وابتعاد المجتمع عن الكيل بمكيالين في التعامل مع هكذا قضايا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here