حوار: أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قال المحلل السياسي السوداني الفاتح محجوب في حوار مع “أفريقيا برس” إن “التدخل الدولي في السودان سينتهك السيادة الوطنية للسودان باعتباره نزع لشرعية الحكومة الحالية”، وتابع “إن حدث التدخل الدولي بدون تنسيق مع الحكومة السودانية فهذا يعني غزو السودان والإطاحة بالحكومة وبالتالي حرب واسعة ضد الجيش والمقاومة الشعبية والحركات المسلحة”.
كيف تنظر لخطوة بعثة التقصي والحقائق التابعة للأمم المتحدة والتي أمرت بتدخل قوات أممية في السودان؟ وهل سيتم تنفيذ اخطوة تدخل قوات أجنبية في السودان؟
لا يوجد حاليا قرار من الأمم المتحدة بتدخل دولي في السودان، إنما توجد توصية من بعثة تقصي الحقائق تابعة للجنة حقوق الإنسان وهي تختص أساساً بالتدخل لضمان وصول الإغاثة للمدنيين، كما توجد توصية بفرض حظر على السلاح للسودان ككل أو على الأقل تمديد حظر الأسلحة الخاص بدارفور الذي سينتهي أجله بنهاية هذا الشهر.
ولكن هذه الخطوة تعني أن تنفيذ البند السابع بات وشيكاً في السودان؟
لا زال الوقت مبكراً أمام تبني الأمم المتحدة لقرارات بالتدخل العسكري في السودان، وهو قرار يتطلب حشد التأييد في مجلس الأمن الدولي والتزامات بالتمويل، وهي كلها قضايا لم يتم بحثها حتى الآن، كما يجب تجنب إستخدام روسيا او الصين لحق الفيتو. الخلاصة إلى الآن لا يوجد إتجاه في الامم المتحدة لتبني تدخل عسكري في السودان.
ما أعلن عن تدخل أممي في السودان حتى سارعت تقدم بترحيبها للخطوة.. كيف تفسر هذا الترحيب؟ وماذا يمكن أن تستفيد تقدم من التدخل الأجنبي في السودان؟
ترحيب تقدم بتوصية التدخل الدولي في السودان ترجع لكونها تعتقد أن اي تدخل دولي في السودان سيضعها على سدة الحكم مرة أخرى خاصة وإنها تدين بوجودها وتمويلها لذات الجهات الدولية التي وقفت خلف التوصية الصادرة عن لجنة حقوق الإنسان.
كذلك يرفض الجيش ووزارة الخارجية السودانية تدخل قوات أجنبية في السودان.. لماذا هذا الرفض؟
بالنسبة للحكومة السودانية وللجيش السوداني فإن التدخل الدولي يعتبر قدحا حقيقيا في مقدرة الحكومة السودانية على أداء مهامها، وهو بمثابة نزع للشرعية عنها إن حدث تدخل دولي ونجح في استلام السلطة وفرض سلطته بالقوة، ولهذا السبب ترى الحكومة السودانية أن القرار سياسي بحت خاصة وأن بريطانيا حليفة الإمارات هي من يقف خلف هذه التوصية بالتدخل الدولي في السودان.
هل سينفذ قرار الأمم المتحدة بدخول قوات أممية في السودان ؟ أم سيجد معارضة من حلفاء السودان سيما روسيا والصين؟
بما أن التوصية ستقدم إلى مؤتمر حقوق الإنسان في جنيف وليس إلى مجلس الأمن فستقود الحكومة السودانية معركة سياسية وقانونية كبرى في جنيف لإبطال التوصية ومنع وصولها إلى مجلس الأمن وإن وصلت ستحاول الحكومة السودانية التأكد من وقوف روسيا أو الصين ضد أي مشروع قرار بالتدخل العسكري في السودان من قبل الأمم المتحدة.
ماذا يترتب على دخول قوات أممية إلى السودان؟
دخول القوات الأممية إن حدث، سيتم وفق توافق رسمي بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة وفق اتفاق يشمل قوات الدعم السريع. أما بخلاف اتفاق رسمي فهذا يعني غزو السودان والإطاحة بالحكومة وبالتالي حرب واسعة ضد الجيش، والمقاومة الشعبية وحركات دارفور، وهذا أمر لا يتخذه عاقل مهما كانت قوته، ولذلك يستحيل تماما حدوث تدخل أممي في السودان من دون موافقة الحكومة السودانية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس