رئيس الوفاق الوطني يكشف لـ”أفريقيا برس” عن ملامح الخروج من الأزمة السودانية

86
رئيس الوفاق الوطني يكشف لـ
رئيس الوفاق الوطني يكشف لـ"أفريقيا برس" عن ملامح الخروج من الأزمة السودانية

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في ظل اشتداد الأزمة السودانية التي مازالت تراوح مكانها، هنالك من يرسم خططا للخروج منها، ويعد رئيس الوفاق الوطني “وطن” أحمد الدفينة، أبرز الشخصيات السودانية التي تقدم رؤى وأفكارا للخروج من الأزمة السودانية حيث يقول في حوار مع “أفريقيا برس” إن “الحل يتمثل في تشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية وتعالج الأزمة الاقتصادية وإعادة ما دمرته الحرب”، مستدركا “ولكن كل هذا سيكون بعد وقف الحرب والتزام قوات الدعم السريع بمنبر جدة سيما الخروج من منازل المواطنين ومدن السودان المتواجدين فيها”.

القاهرة ستسضيف مؤتمرا جامعا للقوى السياسية السودانية في هذا الشهر.. كيف تنظر له ؟ وماهي فرص نجاحه في تحقيق السلام في السودان؟

بداية، نحن في قوى الوفاق الوطني (وطن) نشكر جمهورية مصر العربية على استضافتها لأشقائها من دولة السودان هذا المؤتمر. وهذا هو المعهود من جمهورية مصر العربية تجاه السودان وشعبه وهي علاقات متبادلة فيما بينهم منذ القدم.

نحن ننظر للمؤتمر على أنه سيكون ناجحا. إخوتنا المصريون يدركون جيدا طبيعة وتشكيل السودان ويعرفون جيدا العقلية السودانية، ونحن كذلك في السودان نعرف كيفية العقلية المصرية، ومن أجل هذا فإن هذه المعرفة تساهم بشكل كبير في نجاح هذا المؤتمر بشرط توفير الإرادة السياسية للقوى المجتمعية. أكرر إننا متفائلون جدا بنجاح هذا المؤتمر في الوقت الحرج الذي تمر به البلاد ونعتقد أنه من المفترض أن تسمو كل الشعارات الوطنية فوق كل ما هو حزبي وشخصي. ونأمل أن لا يكون هنالك إقصاء لبعض المكونات السياسية والمجتمعية.

ولكن الحكومة السودانية وضعت شروطا للمصريين، أهمها؛ عدم مشاركة الإيقاد والاتحاد الأفريقي في المؤتمر، مقابل مشاركة المقاومة الشعبية.. ألا تعتقد أن هذه الشروط تعقد من مسألة حل الأزمة السودانية؟

في اعتقادنا الاشتراطات التي وضعتها حكومة السودان ستساهم بنجاح المؤتمر بشكل كبير. وسيخرج السودان من عنق الزجاجة وهذا سيمكنها من الخروج بحكومة انتقالية ببرنامج واضح جدا، مع عدم التطرق إلى القضايا المعقدة في المرحلة الانتقالية. نحن نأمل أن يكون المؤتمر سياسيا فقط يتطرق للقضايا السياسية، اما القضايا العسكرية التي تخص الجيش هي مسائل متروكه له.

الحكومة السودانية وعلى لسان مالك عقار قالت إنها لن تذهب إلى منبر جدة.. هل سيلتزم الجيش بهذا الوعد ولن يذهب إلى جدة حتى القضاء على التمرد؟

ظللنا نردد دائما أن موقف الحكومة السودانية من منبر جدة سيظل موجودا وثابتا حتى يتم الالتزام به. يجب على الدعم السريع الالتزام بما تم الاتفاق عليه في شهر مايو من سنة 2023، وهو الخروج من منازل المدنيين والمؤسسات المدنية ومن مدينة الفاشر ونيالا وزالنجي والجزيرة. والالتزام بالتواجد داخل معسكراتهم بعيدا عن ولاية الخرطوم. وما لم يلتزموا بهذه الشروط لن يكون هنالك منبر جديد لا في جدة ولا في أي مكان آخر. الجيش والحكومة سيلتزمون بمخرجات منبر جدة التزاما تاما، وعلى الدعم السريع أن يلتزم بالاتفاق الذي تم في مايو 2023 أو القضاء عليه، وهو موقف واضح من كل الشعب السوداني والقوات المسلحة وهو مطلب شعبي في المقام الاول.

تقدم الجيش في عدد من المحاور، وفاعلية كبيرة لسلاح الجو خلال الفترة الماضية.. هل تلقى الجيش دعما عسكريا خارجيا؟ وماذا تتوقع بشأن العمليات العسكرية في الأيام القادمة؟

نحن لانشكك في قدرات الجيش ونتأكد تماما أن النصر قادم لا محال. نحن ندعم القوات المسلحة السودانية في كل حالاتها ونلتف خلفها في كل القرارات التي تتخذها لأنه في اعتقادنا انها أكبر وأقدم وأعرق مؤسسة في جمهورية السودان. بالإضافة لأنها المؤسسة الوحيدة الراسخة والشامخة في السودان. نحن في قوى الوفاق الوطني نفوض المؤسسة العسكرية في كل القرارات التي تجيزها وتراها مناسبة تصب في مصلحة الشعب ومصلحة الدولة. تقدم الجيش لم يتم بالدعم العسكري الخارجي، ولكن تم وفق خطط معدة بدقة واحترافية عالية تم وضعها من قبل ضباط مؤهلين ولديهم خبرة واسعة في ميادين القتال والحروب التي دارت في السودان. ولقد شاهدنا تنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع عندما كان العالم يتحدث عن الجيش السوداني بأنه محاصر داخل أراضيه ومعسكراته فقد شاهدتم ماذا حدث بعد ذلك. هذا هو الفرق بين القوات المسلحة السودانية وبين الميليشيا، اذ إنهم يستحقون الشارات المحمولة على اكتافهم من واقع خبرتهم ودراستهم التي نالوها بجدارة واستحقاق.

ماهي رؤيتكم للخروج من الأزمة السودانية؟

نحن قدمنا رؤية متكاملة ستطرح لاحقا في المؤتمر الذي سينعقد في القاهرة. نأمل أن تكون مخرجات المؤتمر واضحة تعالج الأزمة الاقتصادية وأزمات الفترة الانتقالية التي سيخرج منها السودان إلى بر الأمان باذن الله. نرى ضرورة الخروج من الأزمة يتمثل في تكوين حكومه تدير الفترة الانتقالية.

من أين ستتكون الحكومة، هل من الأحزاب أم من الكفاءات؟

نحن لن نتطرق إلى الدخول في تفاصيل الحكومة الجديدة، فإذا كانت مدنية أو غيرها، هذا غير مهم بالنسبة لنا، الأهم من ذلك أن تكون حكومة تسيير أعمال يتم اختيارها عن طريق الجهات المسؤولة المفوضة من الشعب السوداني.

نحن نريد حكومة قادرة على تحمل الوضع القائم الآن، وقادرة على معالجة الحرب والأزمات، وقادرة على الإعمار، وهو الغرض من الحكومات الوطنية في المقام الاول.

كذلك يجب تشكيل المجلس التشريعي الذي ستكون مهمتة الذهاب إلى الانتخابات. وتهيئة المواطن السوداني إلى خوض إنتخابات رئاسية. بعد سته أشهر من إيقاف الحرب.

الانتخابات الرئاسية مهتمها إختيار رأس الدولة، وهو مكلف بتعيين حكومته الجديدة. من وزراء ورئيس وزراء وولاة يتم ذلك بعد سنتين بطريقة منظمة. نحن نحتاج من كل القوى أن تكون وطنية تمثل تطلعات ووجدان الشعب السوداني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here