قيادي بحركة وجيش تحرير السودان: خروجنا من الخرطوم تم بسلاسة

34
قيادي بحركة وجيش تحرير السودان: خروجنا من الخرطوم تم بسلاسة
قيادي بحركة وجيش تحرير السودان: خروجنا من الخرطوم تم بسلاسة

أحمد جبارة أفريقيا برس – السودان. القرار الذي أصدره رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والذي يقضي بتفريغ العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة، وجد ترحيبًا واسعًا من الشعب السوداني كونه يعيد الأمن والاستقرار في الخرطوم، في وقت تم رفضه من قبل حركات مسلحة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول ضرورة القرار وأهميته وتأثيره على الأمن القومي. هذا، وقد تشهد الخرطوم تفاقم وضع أمني خطير، فقد كثرت جرائم القتل والنهب والسرقة من قبل متفلتين يرتدون زي الجيش والقوات النظامية الأخرى، وهو ما دفع البرهان إلى إصدار قرار يقضي بإخراج جميع الحركات المسلحة والقوات المساندة للجيش من الخرطوم. في هذا السياق، أجرت “أفريقيا برس” حوارًا مع الرائد محمد عثمان عبدالله (كبوش)، قائد شعبة الإعلام والتوجيه المعنوي بحركة وجيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي – ولاية نهر النيل، والتي كانت تتواجد داخل الخرطوم. وتعد حركة وجيش تحرير السودان أول الحركات التي خرجت من الخرطوم. فماذا قال “كبوش” عن خروجهم؟ وكيف استقبلت الحركة قرار البرهان؟ هل قوى الكفاح المسلح خرجت من الخرطوم، وكيف تمت عملية الخروج؟ نحن في حركة وجيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي – بقيادة الجنرال صلاح الدين آدم تور (رصاص) رئيس الحركة وعضو مجلس السيادة، سرعان ما شرعنا في تنفيذ القرار الصادر من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، والذي نص على إخلاء العاصمة الخرطوم من المظاهر العسكرية. وبالفعل، نحن بقيادة الرئيس ومستشاريه ونائب رئيس هيئة الأركان إدارة اللواء د. بابكر آدم إدريس، وعضو الترتيبات الأمنية اللواء عزالدين إسماعيل، وكل قيادات الحركة، كنا في عمل دؤوب لإخراج كل القوات المقاتلة من الخرطوم وتجميعها بالنيل الأبيض. ولقد تم تفويج القوات والعتاد خارج الولاية، وتمت عملية الخروج من الخرطوم بطريقة سلسة. وبالنسبة للرفاق بالقوة المشتركة، فقد كانوا يتسابقون للتوجه إلى ميادين القتال ومطاردة الأوباش في كردفان ودارفور. المعلوم أن حركة وجيش تحرير السودان أول الحركات التي خرجت من الخرطوم.. هل كان الجنود راضين عن عملية الخروج؟ إن قوات المجلس الانتقالي كانت كلها في هبة الاستعداد بعد تحرير العاصمة من هؤلاء الأوباش للخروج من العاصمة، فقط كانت تنتظر التعليمات لتتوجه إلى كردفان ودارفور. وبالفعل عند صدور التعليمات بالخروج كانت الروح المعنوية لدى المقاتلين عالية، وهذه القوات لا يهدأ لها بال حتى تحرير كل شبر من وطننا الحبيب. البرهان أصدر قرارًا بدمج كل القوات المساندة للجيش في القوات المسلحة السودانية وأن تكون تحت إمرته.. كيف تنظر لهذا القرار؟ وهل حركتكم جاهزة لعملية الدمج في الجيش؟ أولًا، التحية لقيادات القوات المسلحة السودانية وعلى رأسها القائد العام الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وأركان حربه، وقيادات الحكومة السودانية وعلى رأسها الرئيس كامل إدريس. إن القرار ليس بغريب، فنحن منذ دخولنا الحرب إلى جانب الجيش كنا نعمل بأمر قيادات الجيش، وعملنا مع قيادات الجيش بانسجام وتناغم، وظهر للعالم مدى صلابة القوات المسلحة والقوات التي تساندها. بالنسبة للحركة، فهي أتت باتفاقية جوبا للسلام، وكانت رؤيتها واضحة بالنسبة لعملية الدمج، والكل يحلم بجيش واحد موحد مهني يحمي الدستور وتراب هذا الوطن العزيز وشعبه. وعليه، فإننا نحن جاهزون لعملية الدمج في القوات المسلحة في أي وقت، وهو أمر نضعه في أولوياتنا ونعتبره جزءًا من اتفاقية جوبا للسلام. ماذا عن متحركات كردفان.. هل القوات المساندة للجيش بدأت تتحرك نحو دارفور؟ أم هنالك عقبات تعترض طريقكم في تحرير الفاشر ودارفور بأكملها؟ نحن بالفعل قمنا بتجهيز قواتنا وترتيب الإمدادات التموينية والطبية، والآن القوات جاهزة للتحرك إلى كردفان لتحرير كل الأماكن التي يسيطر عليها التمرد، وبعدها فك حصار الفاشر. إن قواتنا والمتحركات الأخرى لن تنقطع عن كردفان ودارفور حتى ينتهي التمرد ودحر مليشيا آل دقلو الإرهابية. شهدنا إحالة ضباط على التقاعد وترقية آخرين.. تدخلات خارجية.. محاولات انقلاب.. ما هو السيناريو الذي تتوقعه للسودان في المرحلة المقبلة؟ إن الترقيات والإحالات هي سلم تراتبي معروف لدى القوات المسلحة السودانية، وهي مؤسسة عريقة، يذهب القائد العام ويأتي من بعده. وحسب التسلسل العسكري فإن الكلية الحربية تخرج طلابها كل عام ولابد من استيعاب هؤلاء الطلاب في الجيش، لذلك يُفتح لهم المجال بإحالات ضباط. كذلك كشف التقاعد والترقيات يطلع كل عام، وهذه الطريقة تعكس مدى قومية الجيش السوداني. بعض النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي يروجون للفتنة ويريدون أن يوقعوا بين الجيش والقوات المساندة بنشر أحاديث مفبركة وغير صحيحة عن صراع بين الجيش وفئات من المجتمع. أنا أقول لهم: “اتركوا العجين لخبازه”، فهذه العسكرية لا يعلمها إلا الجنرالات والخبراء العسكريون. وماذا عن التدخل الدولي في الشأن السوداني؟ أما بشأن التدخل الدولي فهو تدخل خبيث يهدف إلى تفتيت السودان وإضعافه، تارة باسم التحول المدني وتارة بدعم قوات الدعم السريع عسكريًا، ولكن لن يُهزم السودان الذي يتوحد شعبه في حب الجيش ويقاتل معه. وماذا عن السيناريو المتوقع؟ هو إنهاء التمرد من كل السودان وعودة السودان قويًا في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ثم قيام انتخابات يختار فيها الشعب من يحكمه. ما هو موقف حركة وجيش تحرير السودان من المصالحة الوطنية والسلام؟ نحن قاتلنا مع الجيش من أجل الشعب، كنا كقوة محايدة لحماية المدنيين. وبعدما رأينا الانتهاكات بحق المدنيين في الجنينة ونيالا وزالنجي وحالات الاغتصاب، عرفنا أن هذه الحرب ضد المواطن، فأعلنا انحيازنا للشعب. نحن أتينا باتفاقية سلام، فالسلام جزء من شعاراتنا، نعم نحبه، ولكن مع من؟ ذلك السؤال يطرحه الشعب السوداني. مع من يكون السلام؟ هل مع الدعم السريع الذي ارتكب جرائم بحق الشعب؟ أرى أن الدعم السريع أصبح ليس لديه أرضية ولا شعبية في السودان، ولا يشبه عاداتنا ولا تقاليدنا. الدعم السريع أصبح عند الشعب السوداني غير موجود، وعليه لا مكانة له في السودان، فقد أصبح ميتًا. يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here