مؤتمر القاهرة.. هل ينجح في وقف الحرب في السودان؟

57
مؤتمر القاهرة.. هل ينجح في وقف الحرب في السودان؟
مؤتمر القاهرة.. هل ينجح في وقف الحرب في السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. إنطلق في العاصمة المصرية القاهرة أمس مؤتمر للقوى السياسية السودانية، وذلك بحضور الشركاء الإقليمين والدوليين المعنيين لبحث حلول للأزمة في السودان.

من المشاركون؟

شاركت في المؤتمر قوى سياسية، أبرزها القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، وقوى الحرية والتغيير” الكتلة الديمقراطية، بجانب تحالف القوى الوطنية برئاسة جعفر الميرغني، والتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، فضلا على مشاركة عدد من الحركات المسلحة والأحزاب السياسية بصفتها الشخصية، فيما لم يتم توجيه الدعوة لحزب المؤتمر الوطني الذي اسقطته الثورة.

وأعلنت القوى السياسية السودانية المشاركة في مؤتمر القاهرة دعمها لخيار وقف الحرب، وسط اعتراض قادة حركات مسلحة تقاتل مع الجيش على صياغة البيان الختامي، معلنين رفضهم التوقيع عليه.

وخلص البيان الختامي، إلى أن المؤتمرين توافقوا على “تشكيل لجنة لتطوير النقاشات التي جرت في المؤتمر ومتابعة جهود الوصول إلى سلام دائم”. لكن رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم ورئيس الحركة الشعبية – الجبهة الثورية، مالك عقار رفضوا الانضمام للبيان الختامي الذي اكتفى بإدانة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون دون إدانة صريحة لقوات الدعم السريع.

ونص البيان الختامي على إدانة “كل الانتهاكات التي ارتكبت في الحرب”. وينتظر أن يصدر الرافضون بيانا مشتركا خلال الساعات المقبلة لتوضيح موقفهم.

أدوار مصر

ويرى القيادي بالقوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، عروة الصادق أن “جمهورية مصر العربية تسعى للعب دور أكبر في السودان سيما بعد تلقيها إشارة خضراء من الإدارة الأميركية لانشغال الأخيرة وغرقها في موضوع العدوان على غزة ولجمود منبر جدة وفشل مباحثات المنامة”.

وأكد الصادق أن مبادرة القاهرة تأتي في سياق تحديات مصرية متعددة تواجهها في السودان منذ انفصال جنوبه في عام 2011، ونبه إلى أن مصر حاولت توطيد دورها في السودان، منذ إحداث حالة الاختراق السياسي وتوقيع الاتفاق الإطاري في ديسمبر 2023. وقتها يقول الصادق إن “مصر قد شعرت أن الرباعية الدولية وقتئذ (المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية)، أبعدوها عن لعب دور في عمق استراتيجي لها”. ويرى الصادق أن “هذا الدور الجديد سيأتي على حساب السعودية والإمارات”، مستدركا “ولكن تعقيدات وتقاطعات الوضع السوداني الداخلي تشكل تحديًا كبيرًا لنجاح المبادرة المصرية، إذ أن هناك 5 قضايا سياسية معقدة ما زالت معلقة ومختلف عليها منذ الاتفاق الإطاري؛ وأُضيفت عليها قضية الحرب وجميعها تحتاج إلى توافق وحل قبل انعقاد المؤتمر؛ وهو ما لم يحدث”.

كما قال الصادق لموقع “أفريقيا برس” إن “ضعف دور السفارة والقنصلية المصريتين في بورتسودان يعد تحديًا آخر، فقد تم تغيير السفير والقنصل العام لتعزيز الجهود الدبلوماسية”، مستدركا “ولكن عوضا عن إحداث اختراق ودعم حالة الاستقرار في البلاد، لجأت مصر لدعم انقلاب أكتوبر 2021 الذي قاد للحرب، وذات الطاقم الذي ساهم في هذا التعقيد يدير ملف السودان بذات العقلية التي دعمت مشعلي الحرب، لذلك فإن نجاح المبادرة يعتمد على قدرة مصر في التفاوض والوساطة بين الأطراف المختلفة في السودان بوجه جديد ومنهج محايد وشفاف، وأن تكون مسافتها من كل الأطراف متساوية قربا وبعدا”.

وتابع الصادق “اذا نجحت مصر في تحقيق توافقات وتقديم حل للقضايا العالقة، فقد يكون لها تأثير إيجابي على الاستقرار فيها كدولة وفي المنطقة الأفريقية والعربية ككل”، مضيفا “ولكن أخشى من أن تهيمن على المؤتمر ذات الأيادي الدبلوماسية والسياسية المصرية التي تريد إقحام النظام البائد والعناصر الإخوانية في هذا الحوار”.

وقال الصادق “إنهم في تقدم يوافقون أن تلعب مصر وتمضي للعب دور أكبر في السودان، وتتمكن من تجاوز التحديات والمخاطر التي ستظل موجودة بوجود عناصر فاسدة ومفسدة للحوار وسنتعاون مع مصر بقلب وعقل مفتوحين بل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان”.

وقال الصادق “بما أن مصر قد أعلنت عن مواعيد انعقاد المؤتمر، فأتوقع أنها قد حضرت قائمة المدعووين التي ضمت مجموعة الكتلة الديمقراطية وعددها يفوق (15) شخص من قادة تقدم ودعوة خاصة لرئيس حزب الأمة القومي، وهم يعلمون أن هناك كيانات وشخصيات عبارة عن (ألغام) تدمر كل مسعى لإنهاء الحرب وبعضهم الآن يحشد الكتائب والمقاتلين لاستمرار الحرب ويرفض الجلوس لمنبر جدة والوصول لوقف إطلاق نار أو سلام واستقرار”.

فرصة جيدة

بالنسبة للمحلل السياسي سعيد بولاد، فإن “مؤتمر القاهرة يمثل فرصة جيدة للتوافق السياسي بين الفرقاء السياسيين على اعتبار أن هنالك سيكون حوار بين القوى السياسية القريبة من الجيش والقوى السياسية القريبة من الجنجويد”، وبالتالي بحسب بولاد الذي تحدث لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن المؤتمر يعد خطوة للأمام في ما يخص الإتفاق من أجل وقف الحرب”، مستدركا “ولكن للأسف لازال هنالك مشكلة أكبر من دوافع الطرفين المتصارعين السياسية، وهي الانتهاكات المنظمة والإبادة الجماعية”، منوها إلى أنها عقبة على اعتبار كيف يتم معالجتها سيما أن كل الشعب السوداني تضرر منها.

موت المؤتمر

الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين لديه رؤية مغايرة عن الأحاديث السابقة، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “مؤتمر القاهرة ولد ميتا وفشل قبل أن يعقد”، مستدلا بطلب ممثليه من السلطات المصرية حمايتهم، متسائلا “كيف لهؤلاء وهم خارج السودان الحبيب يطلبون الحماية، فكيف بهم إن كانوا داخل السودان وما تعرض له قادتهم قبل بالقاهرة وباريس من شتائم السودانيين المتواجدين بتلك الدول، فكيف إن كانوا موجودين هنا في السودان؟!”.

وقلل الخزين من شأن مؤتمر القاهرة، مؤكدا إنه “لا توجد فرصة واحدة لنجاح المؤتمر”، وأضاف “لا ثمرة لهذا المؤتمر غير النزهة ومصاريف المنظمات، فهؤلاء يرون الفيل ويطعنون في ظله وخيرا فعلت القيادة العسكرية للقوات المسلحة بتصريحات البرهان من قبل و ياسر العطا بالأمس عن كيفية التفاوض وشروط القيادة للجلوس معهم”.

ونبه الخزين إلى أن الدعم السريع لن تلتزم بتنفيذ شروط الجيش. وقال الخزين “إن قوات الدعم السريع تفتقد للقيادة التي لا تتحكم في مجرميها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here