ماذا وراء رغبة البرهان بوقف القتال؟

62
ماذا وراء رغبة البرهان بوقف القتال؟
ماذا وراء رغبة البرهان بوقف القتال؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار الحديث المتكرر لرئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان بشأن موافقته بوقف الحرب عبر الحوار، إستفهامات كثيرة، أبرزها، هل إنحياز البرهان لوقف القتال بغرض تجنب مزيد من الخراب والدمار؟ أم رغبة البرهان لوقف الحرب بمثابة إنهزام للجيش؟ وكيف يفسر الخبراء موقف البرهان الداعي لوقف القتال؟

وطالب عدد كبير من السودانيين البرهان بمواصلة الحرب حتى إنهاء قوات الدعم السريع على اعتبار إنها قوات تمردت على الجيش وقامت بإنتهاكات فظيعة في حق المواطن.

ماذا قال البرهان؟

وكان رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان أعلن عدم ممانعته من استخدام أي وسيلة أو وضع يوقف الحرب والتدمير وسفك الدماء ويضع حدا لمعاناة المواطن السوداني. كما أعلن في بداية الحرب إنه مع التفاوض والحل السلمي وأن الحرب التي يخوضها ضد قوات الدعم السريع حرب عبثية وإنه لا منتصر فيها.

يذكر أنه منذ اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أبرم الجانبان نحو 14 اتفاقا لوقف النار، خرقت أغلبها خلال الساعات الأولى من سريانها.

أوضاع كارثية

في هذا الصدد يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير حذيفة محيي الدين البلول إنه وبعد انقضاء شهرين من الحرب فإن كلا الطرفان أدركا أن استمرار الحرب هي استنزاف للموارد والبشر. ويرى البلول في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن تصريحات قيادات الحرب المتطابقة في وقف الحرب هي قناعة بعدم القدرة على الحسم العسكري. وأضاف، الوضع يحتاج لرافعة أقوى لقيادة التفاوض وآلية على الارض لمراقبة ما يتم الاتفاق عليه، منوها إلى أن ذلك يساعد في تسهيل وصول المساعدات ومعالجة الأوضاع الإنسانية.

وتابع، الفريق البرهان أعلن وقف النار في أكثر من مرة وفي الأيام الاولى للحرب وقال بالحرف أن هذه الحرب عبثية وليس فيها منتصر ولكن لا يمكن للجيش أن يوقف الحرب وأن القوات المتمردة ما زالت تعبث بأرواح وممتلكات المواطنين، وشدد البلول على ضرورة وقف إطلاق نار دائم والدخول في مفاوضات مباشرة تنهي هذه الحرب.

واكد البلول إن الحرب ليس فيها منتصر والخاسر الأوحد فيها المواطن السوداني ، منوها إلى أن الطرفان المتحاربان لا يمكنهما حسم المعركة عسكريا فالطريق الوحيد بحسب البلول هو التفاوض والحوار ، واردف قائلا : اذا نظرنا لأهداف الطرفين في بداية الحرب نجد أنها تلاشت فالدعم السريع كان الهدف الاستراتيجي له القبض على القائد العام وكذلك الجيش صرح بأن هدفه الأساسي حسم الدعم السريع في غضون ساعات، منوها إلى أن كلا الطرفين لم يحقق أهدافه المعلنة. وأوضح أن الحرب تجاوزت الشهرين من الاقتتال العدمي وأدخلت البلاد في أوضاع إنسانية كارثية ودمرت معظم البني التحتية في البلاد.

ولفت إلى إن جهود المبادرات وخاصة السعودية الأمريكية لم تؤتي اُكلها بعد، مؤكدا إنها ازدادت رقعة الحرب لتشمل مناطق جديدة في دارفور وكردفان مما ينبئ بأوضاع غاية في التعقيد قد تقود الى حرب أهلية دائمة تقضي على الاخضر واليابس.

منحدر خطير

في ذات السياق، قال القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس” إن ركون البرهان بتصريحه الأخير لقبوله أي مبادرة للحل وإنهاء الحرب في السودان، هو قول يكذبه الواقع العملياتي، والتحرك العسكري على الأرض، وتكذبه إجراءات وممارسات سلطة الأمر الواقع التي يرأسها البرهان في المركز والولايات وكذلك في أروقة الأمم المتحدة. وتابع، كل التحركات السياسية والدبلوماسية والأمنية والإجراءات والقرارات الإدارية تقول بتمكين عناصر التنظيم المحلول من دولاب الدولة ليواصلوا مشروعهم التدميري وخطة حريق السودان، فجميع إجراءات الحكومة خاصة في وزارة الخارجية بحسب الصادق متعسفة وترغب في إطالة أمد الحرب ويقودها عناصر إما من الأمن الشعبي أو قيادات من التنظيم المحلول، ويشدد عروة على إنه وفي حال لم يفك البرهان قيده وارتباطه بهذه المجموعات لن يستطيع الخروج من محيط القيادة العامة لقيادة الدولة أو المفاوضات، محذرا “لقد بلغت البلاد منحدرا خطيرا يقود لتمزيقها وانزلاقها في أتون الحرب الأهلية ويفتح حدودها للغزو وجماعات الغلو والتطرف ما سيجلب التدخلات الأممية”.

رسائل البرهان

ويرى مراقبون أن موافقة البرهان لوقف الحرب بالحل السلمي هو رسالة للمجتمع الدولي فحواها: إنهم في الجيش يملكون قرار وقف اطلاق النار ولن يرضخوا لمطالب فلول النظام البائد داخل الجيش الذين يدعون لمواصلة الحرب حتى الانتصار.

وتتهم جهات عديدة من ضمنها الدعم السريع الاسلاميين بإشعال الحرب على اعتبار أن قيادات الجيش يقف خلفها الاسلاميين وبقايا النظام السابق.

وأكد المراقبون أن حديث البرهان يعني قبوله بمفاوضات جدة وما طرحته سيما بشروط ابعاد العسكر عن السياسة وإخراج قوات الدعم السريع من العاصمة والعودة للإتفاق الإطاري الذي وقع بين البرهان وبعض القوى السياسية.

مناورة البرهان

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد الماحي، يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن موقف البرهان المايل لوقف الحرب ماهو إلا مناورة ، مستشهدا بأنه وعلى أرض الواقع نجد أن سير العمليات يسير بوتيرة مخطط لها تهدف الى إنهاء الحرب بإنتصار الجيش.

وتابع، كذلك مايؤكد أن حديث البرهان مناورة هو تصريحات ياسر العطا وبعض قيادات الجيش في قيادة العمليات العسكرية حيث بحسب الماحي يدعون لمواصلة القتال وعدم التوقف.

وقال القائد الميداني لمنطقة أمدرمان ومساعد الفريق البرهان ياسر العطا بأنهم سيواصلون القتال وإنهم سيهاجمون قوات الدعم السريع في كل مكان، مشيرا إلى أن الذي بينهم وبين قوات الدعم السريع هي “الذخيرة”.

ويرى الماحي أن العدد الكبير لقوات الدعم السريع وانتشارها في الخرطوم معطيات محفزة للجيش لإنهاء الحرب بانتصار كبير ويمكن بعدها الجلوس لاتفاق ينهي الحرب كليا.

وشدد الماحي على ضرورة النظر لمعاناة المواطن والذي قال إنه أرهقته الحرب بفقد الأرواح والممتلكات، مؤكدا أن المعاناة تعد الطريق الامثل لوقف الحرب، مشيرا إلى أن مايحدث في جدة ماهو إلا مسكن غير فعال، مستشهدا بالهدن السابقة والتي يرى إنها كلها خرقت ولم تحترم، ولفت إلى ان الحل الداخلي لانهاء الحرب يمكن أن يكون مجديا بدلا من الخارج.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here