أفريقيا برس – السودان. عمر الفكي – شهدت ضاحية جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم، (الاثنين)، أحداثاً أمنية، على خلفية مداهمة الأجهزة الأمنية لخلية إرهابية تقطن في مربع (15)، في عملية استغرقت زهاء الـ9 ساعات، شهدت إطلاقاً كثيفاً للنيران.
وبدأت المداهمة للموقع الذي تقيم فيه الخلية الإرهابية، حوالى الساعة العاشرة صباحاً، وانتهت بمقتل آخِر فرد من الخلية حوالى السابعة مساءً.
ومنذ العاشرة صباحاً، فرضت قوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة والأمن طوقاً على مكان المبنى، وتبادل الإرهابيون إطلاق النار مع القوات الأمنية أثناء المداهمة، ما تسبب في استشهاد ومقتل أشخاص من الطرفين، بالإضافة لعدد من المصابين.
ويقع المبنى الذي تحصنت به الخلية الإرهابية، في جبرة جنوب مربع (15)، جنوب محل حلويات إيلاف، وبالقرب من منظمة الأُترجة الإسلامية.
وتسبّبت العملية التي استمرت لتسع ساعات، في إحداث زعر ورعب وسط المواطنين، خاصة أن القوات النظامية استخدمت أسلحة ثقيلة، كما شوهدت مدرعات عسكرية شاركت في الاقتحام.
وقامت القوات المشتركة بضرب المبنى بأسلحة ثقيلة، وبالمقابل استخدم الإرهابيون أسحلة القرنوف، وكانوا يرتدون أقنعة على وجوههم.
وقال شهود عيان، لـ(الحداثة)، إن أعضاء الخلية قاموا بتأجير الشقة قبل يومين من العملية. وأشاروا إلى أنهم لاحظوا وجود أشخاص غريبين في المسجد، يرتدون (بدلاً وجلاليب)، ورجحوا أنهم من إحدى الدول الأفريقية.
وكشف شهود العيان، أن القوات الأمنية قامت بإخلاء المواطنين من مكان الحادثة.
وفي السياق، قال أحد أفراد الأجهزة النظامية ـ فضل حجب اسمه ـ إن القوات تعاملت بحذر، لاعتقادهم بأن هناك رهائن داخل المبنى يتم استخدامهم كدروع بشرية، وهو السبب الذي أدى ــ برأيه ــ لاستغراق وقت طويل في الاقتحام، خاصة أن هناك روضة أطفال في المبنى المجاور لموقع سكن الخلية الإرهابية، مما رفع وتيرة الحذر لدى القوات المنفذة لعملية الهجوم والمداهمة.
تسع ساعات عصيبة جداً، شهدتها المنطقة جراء إطلاق كثيف للنيران من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، خاصة مع وجود تبادل للنيران من قبل عناصر الخلية، ما سبب حالة ارتباك كبيرة وسط سكان المنطقة، لكن في المقابل احتشد عدد كبير جداً من الشباب من مختلف الأعمار لمؤازرة الأجهزة الأمنية، ودعمها لإنجاز مهمتها، ما يؤكد رفض كافة أشكال الإرهاب.
الجدير بالذكر، أن منطقة جبرة شهدت حالة من الاستقطاب الحاد من قبل الجماعات الإرهابية والتكفيرية، خاصة في فترة العهد المباد، ووجود أحد عرابي النظام المباد، عبد الحي يوسف، الذي عمل على نشر الفكر التكفيري الجهادي وسط شباب المنطقة، عبر عدد من المنصات؛ أولها مسجده الشهير، الذي استخدمه في بث أفكار الإرهاب وسط الشباب، بالإضافة إلى تمدده في المنطقة عبر عدد من المنظمات التي ترعى الأفكار الإرهابية.
وقامت القوات المشتركة بعمليات تمشيط واسعة للمنطقة، استهدفت الأجانب من عدد من الجنسيات الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية، ويقميون في السودان بطرق غير قانونية, وأسفرت تلك الحملات عن ضبط عدد من الأفراد المشتبه في ضلوعهم وتعاونهم مع عناصر الجماعات الإرهابية، وتم اقتيادهم عن طريق أفراد تلك القوات للتحقيق معهم.
وكشف أحد القواد من منفذي عملية الاقتحام، في تصريح لـ(الحداثة)، وهو ضابط يتبع للقوات المسلحة، عن مقتل “4” من عناصر الخلية الإرهابية، الذين يحملون الجنسية المصرية، بحسب ما أثبتته الأوراق الثبوتية التي تم ضبطها، بعد اقتحام الشقة وتنفيذ الهجوم الأخير.
وأكد المصدر العسكري، أن هذه الخلية هي امتداد للخلية التي تمت مداهمتها قبل أسبوع في منطقة جبرة مربع “15”، مشيراً إلى أن أفراد هذه الخلية كانوا في كامل عتادهم، وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر المختلفة والمتنوعة, كاشفاً عن محاولة “2” من عناصر الخلية الاستيلاء على مدرعة تتبع لقواتنا، ولكن تم التعامل معهما والقضاء عليهما.
