هل ينفصل إقليم دارفور عن السودان؟

41
هل ينفصل إقليم دارفور عن السودان؟
هل ينفصل إقليم دارفور عن السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يبدو أن هنالك سناريو جديد يرسم له في الغرف المغلقة ولعل ذلك يتمثل في انفصال دارفو، إذ يتوقع البعض سيطرة الدعم السريع على إقليم دارفور وهو الارجح الان، إذ سقطت مدينة نيالا “جنوب دارفور” ومن قبلها الجنينة في قبضة قوات الدعم السريع ، بجانب مدينة زالجني – وسط دارفور- وهو الامر الذي يطرح سؤالا مفاده : إلى مدى يمكن أن يكون سناريو انفصال دارفور وارد؟ وهل هنالك مخطط دولي يسعى لتقسيم السودان؟

سناريو خطير

كانت مصادر مقربة من- أطراف الصراع- كشفت لموقع “أفريقيا برس” عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الجيش والدعم السريع يتضمن وقف إطلاق للنار يتبعه خروج قوات الدعم السريع من الخرطوم لدارفور.

وتوقع المصدر أن يكون مستقبل قوات الدعم السريع إما الانضمام للجيش أو القبول به كحركة مسلحة مثله مثل حركات دارفور ، محذرا من أن ذلك قد يقود إلى سيناريو خطير وهو انفصال دارفور.

وتعتبر قوات الدعم السريع أن دارفور موطنها الاصلي حيث النشأة والتكوين، كما يعتبر اقليم دارفور معقل لقواتها وان كل قوات الدعم السريع من مكونات قبلية في دارفور .

وتدور في أوساط السودانيين أحاديث فحواها “أن الجيش السوداني سيتفاوض مع قوات الدعم السريع على الخروج من الخرطوم مقابل تسليمهم المقرات العسكرية في دارفور” .

لكن قيادات الجيش تؤكد في أكثر من مناسبة بأنها ستدحر الدعم السريع في كل السودان وإنها مع وحدة السودان ولن تسمح بتقسيمه.

مخطط دولي

ويرى رئيس حزب بناة المستقبل دة فتح الرحمن محمد الفضيل أن انفصال دارفور مخطط دولي و ليست مجرد نظرية مؤامرة ولكنه حقيقة ماثلة ومبررة ترتفع وتيرتها وتنخفض حسب الفعل الذي يقوم به مركز القرار في السودان مع المجتمع الدولي تماهيا او تقاطعا او تواصل وكذلك قوة او ضعفا .

ويقول الفضيل لموقع “أفريقيا برس” إن الدول الغربية تعد السودان أهمية جيوسياسية وأضاف، كذلك له أهمية اقتصادية برزت مخاطره في ظل الإنقاذ التي كانت أعلى سنين المقاطعة مع الغرب عندما قام الانقاذيين باستخراج البترول بواسطة الصين وماليزيا وكذلك شراكات الذهب مع روسيا ، هذه المواقف يقول الفضيل استفزت الغرب المتعطش للمعادن واخافته إذ أصبح السودان مدخلا للصين إلى كتير من دول القارة في شراكات اقتصادية.

وتابع، عندما قامت الثورة دعمها الغرب بكل ما يملك وهو يفكر إما في السيطرة على السودان بالكامل وقطع الطريق على ما يسميها بقوى الممانعة او تقسيم السودان ، منوها إلى انها الخطة المعدة لتقسيم السودان إلى دويلات ضعيفة حتى لا تقوم دولة بكل هذه الامكانيات النفطية والزراعية والثروة الحيوانية والمعادن وهي خارج طوع التاج الغربي ومدخلهم ، لذلك بحسب الفضيل فإن القوى الليبرالية التي تمت لملمتها في ورش على مدى ثلاثون فشلت لعدة اسباب الأول عدم الخبرة و عدم وجود سند جماهيري حقيقي ، بجانب عدم قدرتها في السيطرة على المؤسسة العسكرية الأمر الذي دعاها للعمل على شق المنظومة الأمنية وزرع الفتنة بين الجيش والدعم السريع ، وختم حديثه متأسفا : للأسف نجحوا في ذلك والان يعملون اما على السيطرة الكاملة او الذهاب إلى تقسيم السودان بدءا بدارفور..

إماكنية الانفصال

اما المحلل السياسي الفاتح محجوب يقول لموقع “أفريقيا برس” إن تقسيم الدولة السودانية إلى عدة دول يعتبر نظريا مخطط قابل للتنفيذ، اذ بحسب الفاتح إن اقاليم السودان جمعت على يد محمد علي باشا والزبير باشا من دون وجود قواسم مشتركة تعضد الوحدة بل ساعد الاستعمار البريطاني على تعميق الهوة بين الجنوب والشمال وبين دارفور والشمال وأيضا بين جبال النوبة والانقسنا وبين الشمال وهو ما ادى بحسب الفاتح إلى توترات عديدة بعد الاستقلال. وأستدرك ، لكن الدعم السريع لا يمتلك القدرة على فصل دارفور وهو لا يسيطر على ولاية واحدة من ولايات دارفور وقد فشلت كل محاولاته للسيطرة على نيالا. ويقول الفاتح إن كان انفصال دارفور ممكنا فلن يتم على يد قوات الدعم السريع.

مخطط آثم

ويرى الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن مخطط تقسيم السودان لخمس دويلات هو هدف إستراتيجي للدول الغربية، مؤكدا إنها لن تتراجع عنه و تسعي لأجله بشتى الوسائل، كما قال إنها ستسلك كافة السبل لتحقيقه ولن تحيد عنه مهما تغيرت حكوماتها -تيار يسار أوتيار يمين – ، وقال الخزين إن الإنسحابات المتكررة لمليشيا الدعم السريع من الخرطوم- التي عدها البعض هزيمة- إن هدفها آخر وهوإشعال غرب السودان لسهولة خطوط الإمداد ونصرة أبناء بعض القبائل لتكون بطاقة ضغط في أي عملية سياسية أوعسكرية مستقبلا ، مشددا على إبادة القوات المنسحبة من الخرطوم ، فما يحدث وحدث بالجنينة ونيالا والفاشر بحسب الخزين ماهو إلا تنفيذ لهذا المخطط وهو تقسيم البلاد لخمس دويلات لتلي دارفور جنوب السودان في الإنفصال ثم شرق السودان عاجلا أم آجلا ، وتابع ، مالم يتدارك السودانيون هذا المخطط الآثم بالتوعية العامة والإنخراط في معسكرات الكرامة بالتعبئة العامة لكل قادر على حمل السلاح ستنفصل دارفور شئنا أم أبينا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here