بقلم: أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. بدأت لجان المقاومة في الولايات والخرطوم تروج مبكرا لملوينية 19 ديسمبر والتي تصادف الذكرى الثالثة للثورة التي أطاحت بحكم البشير في عام 2019، في وقت يبرز سؤال وسط المراقبين، فحواه؛ هل يتكرر ذات السيناريو وتطيح مليونية 19 ديسمبر بالانقلاب؟
هدف المليونية
نظمت قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة مسيرة هادرة في بقاع السودان المختلفة، في مسعى لإسقاط انقلاب البرهان والاتفاق السياسي الذي وقع في 21 نوفمبر الماضي، واعلن عدد من لجان المقاومة بولايات السودان المختلفة تحركها نحو الخرطوم للمشاركة في المليونية، وقالت لجان مقاومة أمدرمان في بيان لها “اذا تم إغلاق الكباري سنعبر النيل الأبيض سباحة للمشاركة في المليونية وحددت تمسكها باللاءات الثلاثة “لاتفاوض، لاشراكة، لاشرعية مع الحكومة الانقلابية”.
تجمع المهنيين على الخط

في الصدد، ناشد تجمع المهنيين -قائد الاحتجاجات- الشعب السوداني بكل أطيافه للخروج والمشاركة الواسعة والفعالة في مواكب 19 ديسمبر 2021 ، واردف في بيان تلقته “أفريقيا برس” لنجعل من المشاركة زلزالاً جديداً يدك حصون الطغاة المستبدين” ودعا التجمع جماهير المهنيين والعاملين بأجر للاصطفاف والتوحد مع القوى الثورية الأخرى وذلك من أجل هزيمة الانقلابيين وغطائهم المدني الواهي، بجانب انتزاع سلطة الشعب المدنية الكاملة والتي قال، إنها تضطلع تحت حماية الإرادة الجماهيرية بتنزيل برنامج الثورة وغاياتها واقعًا معاشًا.
رؤية الشارع

يقول الكاتب والقانوني، سيف الدولة حمدنا الله في مقال له، المطلوب في مليونية 19 ديسمبر أن يخرج الشارع وفي يده مشروع وصيغة الحكم الذي يطالب به وينشده، فلا يكفي الشارع رفع صوته باللاءات، أو برفض ولفظ الإعلانات السياسية التي يطرحها مجهولون بإسمه، وبحسب حمدنا الله، فقد جاء وقت الفعل الإيجابي لتقوم قيادة الشارع بطرح رؤية الحكم في وثيقة مكتوبة تطرح قبل المليونية، حتى يقف الشارع على تفاصيلها ويلتف حولها ، وأضاف، هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن تحقق به الثورة أهدافها التي يطالب بها من يدفعون ثمن نجاحها، وكفى ما حدث في ثورة ديسمبر الأم.
مليونية حاشدة

في السياق ذاته، يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير، الطيب العباس في إفادته لـ”أفريقيا برس” إن مليونية 19 ديسمبر ستكون مليونية حاشدة على اعتبار أن الانقلاب الذي قام به المكون العسكري حرك غضب الشباب وأستفز مشاعرهم الثورية، مشيرا إلى إنه يوم تاريخي في مسيرات النضال السوداني، إذ بحسب، العباس، فإن يوم 19 ديسمبر كان يوم استقلال السودان من المستعمر، كما إنه كان يوم إجلاء طغمة النظام الاسلامي من السلطة، واعتبر العباس ، أن يوم 19 ديسمبر هو خلاصة للتراكمات الثورية التي انتظمت منذ واحد وعشرون اكتوبر وحتى الان ، مؤكدا إنه سيكون يوم عصيب، داعيا الشباب للإلتزام بالسلمية وعدم الاحتكاك بالاجهزة النظامية، واردف ، يوم 19 ديسمبر سيكون يوم له مابعده وسيحقق ثمرات التراكمي الثوري الذي انتظم منذ عام 2019 والذي ظلت تتواتر حتى اليوم”، مؤكدا إنها ستهزم الانقلاب وستطيح به من سدة الحكم، متوقعا في حال عدم الاطاحة ربما تزلزل اركانه وترجح كفة المدنيين .
“ناموسة في أذن فيل”

بينما، قلل الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين، من أهمية مليونية 19ديسمبر، إذا قال في إفادته لـ”أفريقيا برس”؛ إن المليونية لاتعدو كونها مظهرا من مظاهر الترويح عن النفس أو خادمة لأغراض بعض القوى السياسية والتي اتهمها بأنها -سارقة للثورة- وقطع بأن المليونية لن تؤثر على الإتفاق والإعلان السياسي المبرم والموقع بين حمدوك والبرهان، والذي بحسب الخزين، وجد مباركة محلية وإقليمية ودولية قل نظيرها في المدى القريب، ومضى قائلا، هذه المسيرة التي لا تعدو كونها أنها “ناموسة في أذن فيل” فهي مسيرة مصنوعة من بعض الأحزاب والقوى السياسية التي فقدت المناصب بسبب إخفاقاتها وفشلها الذريع حتى في المحافظة على الوضع الذي كان قائماً أيام الإنقاذ “، مؤكدا أن ذات الوضع رفضه الشعب السوداني وشباب الثورة الذي يخرج غدا، وأضاف، على هذه القوى السياسية المحركة لفعاليات الشارع أن تقتنع بأنها لن تنال مقعداً في أي دائرة إنتخابية، لافتا إلى أنها ستفتعل المشاكل وتحيك المؤامرات وتنصب الفخاخ لإحداث البلبلة وحدوث مشروع الفوضى الخلاقة وذلك بالتخابر والعمالة مع بعض المخابرات الأجنبية، والتي بحسب الخزين كان لها الدور فيما حدث ماضيا ويحدث حاليا وماسيحدث مستقبلاً، ودعا الخزين الأجهزة الأمنية لمراقبة سير المواكب والمتابعة للناشطين داخلها وذلك حتى لاتحدث جرائم قتل وأحداث عنف جديدة وتفلتات، مشددا على ضرورة القبض على مرتكبيها أولاً بأول، وتقديمهم إلى محاكمات علنية عاجلة، واردف “بحسب وجهة نظري سيمضي إتفاق السيد القائد العام للقوات المسلحة وحمدوك إلى غايته المنشودة هذا إن لم تختل معايير الإتفاق ويتم الإختلاف في مابينهما عندها أتوقع الدعوة إلى إنتخابات مبكرة أو إنقلاب عسكري كامل الدسم”، ووجه الخبير العسكري نصائح للشباب قائلا ” على الشباب الثائر أن يتعقل وينشئ حزبه ويستعد للإنتخابات بدلاً من تضييع جهوده بالجري خلف أحزاب فقدت السند والدعم حتى بمنابع نشأتها وميلاد منظريها، وختم الخزين حديثه برسالة للأجهزة الأمنية، مطالبها بضرورة تكثيف وجودها داخل وحول المسيرات، بجانب المراقبة الدقيقة لكل الناشطين وذلك حتى تحدث جرائم وقتل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس