أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. عصفت الانشقاقات بتحالف قوى الحرية والتغيير مرة أخرى، فبعد خروج تجمع المهنيين، والحزب الشيوعي، ومجموعة الميثاق الوطني، لحقت بهم تجمع القوى المدنية مبررة خروجها لتباينات في المواقف بينها وبين” قحت”، كما قالت إن خروجها من أجل تشكيل تحالف ثوري جديد مبني على أسس راسخة يدعم شعارات الثورة..
“أفريقيا برس” حاورت عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة، وسألته عن تداعيات خروج تجمع القوى المدنية من “قحت”، إضافة إلى الراهن السياسي وعلاقتهم بلجان المقاومة، وعن خطواتهم القادمة..
ثمة إنقسامات تشهدها قوى الحرية والتغيير، برأيك ماهي الاسباب التي أدت لهذا الانقسام؟
الحرية والتغيير تحالف عريض وهو أول تجربة سودانية لتحالف سياسي يضم مكونات بهذا العدد من قوى سياسية مختلفة من اليمين لليسار والوسط ومكونات مهنية ومجتمع مدني وقوى حاملة للسلاح، هذا التباين الكبير الطبيعي يحدث فيه الاختلاف أكثر من التوافق، ورغم ذلك أعتقد ان التجربة استمرت لفترة طويلة وحصل فيها توافق وانسجام نسبي، وإن أعدنا تقييمها فلها إيجابيات ايضا تحسب لهذه التجربة الوليدة في تاريخ العمل السياسي السوداني.
كيف ترى خروج تجمع القوى المدنية من قحت؟ وهل له تأثير على وحدة وتماسك قوى التغيير؟
تحالف تجمع القوى المدنية هو تحالف بين مكونات كثيرة لم تنصهر لحداثة التجربة كما حدث داخل تجمع المهنيين، أيضا تجمع القوى المدنية داخلها صراعات واستقطابات كثيرة فالوصول لقرارات داخل هذه الأجسام محل شد وجذب خلاف المكونات الحزبية، وتجربة المجتمع المدني داخل الحرية والتغيير تتمثل الخلافات فيها بشكل رئيسي في عدم قبولهم برأي الأغلبية في كثير من قرارات تحالف الحرية والتغيير التي كان هناك خلاف وتباين آراء فيها بين كل الكتل المكونة للحرية والتغيير، وتم اتخاذ القرارات فيها بأغلبية الأصوات، كذلك كتلة المجتمع المدني كانت تعتبر القرارات التي لا يرضيها تآمر عليها من القوى السياسية، ورغم أن لها الحق في تثبيت رأيها في المحاضر كحق طبيعي إلا أنها كانت عقب تلك القرارات التي لم ترضيها كانت تخرج ببيانات صارخة خلافا لأعراف العمل التحالفي الذي يفترض فية الالتزام برأي الأغلبية وتثبيت رأي بالمحضر، والأمثلة كثيرة منها إختيار الولاة وتشكيل الحكومة الأولى والثانية وهذا هو أساس المشكلة.
ألا ترى أن خروج المجمتع المدني في هذا التوقيت قد يلغي بظلال سالبة على التحالف؟
بالطبع، توقيت خروج كتلة القوى المدنية توقيت غير سليم حسب رأيي، لأنه يمثل إضعافا للقوى المعارضة للانقلاب التي تبحث عن توسعة للكتلة المعارضة لتفتيتها وإضعافها.
ماهو رأيك في قرار حظر التظاهرات؟
أي انقلاب يسعى عن تثبيت نفسه بأساليب كثيرة؛ تبدأ بقانون الطوارئ وتستمر بالكثير من القوانين التي تحد من الحريات وتحاول أن ترهب وتخيف بها الشعب لحين تثبيت سلطتها ولن تفلح مثل هذه القرارات في كبح المد الثوري الرافض للإنقلاب العسكري.
الحزب الشيوعي جدد رفضه للعودة لتحالف قوى الحرية والتغيير، برأيك لماذا الشيوعي متمسك بعدم العودة؟
قد يكون للحزب الشيوعي مبرراتة التي طرحها عندما خرج من تحالف الحرية والتغيير ومن تحالف قوى الإجماع الوطني أيضا، الحكم عليه أصبح رأي عام للشعب السوداني بين مؤيد ورافض وسيحاكم التاريخ السياسي السوداني يوما ما عليها الحزب الشيوعي واي دعم للإنقلابيين بأي مواقف تصب لمصلحتهم وتطيل من عمرهم، وأي خروج من التحالف حتى لو قام به المؤتمر الوطني أو الحزب الشيوعي فهو أمر حتما مرفوض لأن وحدة القوى السياسية المعارضة يجب أن تكون هدف جميع الرافضين للإنقلاب والإنقلابيين.
لكن الشيوعي يرى أن قوى الحرية والتغيير تسعى للجلوس مع العسكر ومشاركتهم السلطة وهو الأمر الذي جعل الشيوعي ينأى عن قحت؟
الجلوس مع العسكر في تجربة الوثيقة الدستورية كان الحزب الشيوعي مشارك فيها، وشارك في السلطة التي تشكلت بموجبها ولم يكن ذلك سببا لخروج الحزب الشيوعي، أيضا الحزب الشيوعي داخله صراعات لأن قرار خروجهم من الحرية والتغيير كان بصعوبة، ولغياب عضوية مؤثرة من اجتماع المجلس المركزي للحزب الذي اتخذ ذلك القرار.
رغم أن الحزب الشيوعي خرج من “قحت” منذ فترة طويلة، إلا إنكم في قوى التغيير طلبتم منه مرات عدة الدعوة للعودة إلى قحت، لماذا الإصرار من جانبكم لعودة الشيوعي؟
هو إصرار من أجل توحيد وتقوية الكتلة الرافضة والمقاومة للإنقلاب ولتوحيد العمل المعارض بالشارع ونتمنى أن يستجب الحزب الشيوعي للعودة.
هل يمكن أن تعود الشراكة بين العسكر والمدنيين؟
العساكر هم من انقلبوا على هذه الشراكة ولم ينقلب المدنيين عليها، والعودة إليها تخطتها الظروف والشارع العريض الرافض لها.
ما الجديد في الطرح الذي قدمته “قحت” بشأن التحالف أو الشراكة مع لجان المقاومة؟
لابد من أن تتوحد القوة الرافضة للإنقلاب ويجب أن تزول كل المعوقات بين لجان المقاومة والقوى السياسية في الحرية والتغيير ومكونات المهنيين والقوى المدنية. وهنالك مساع للوصول لميثاق مشترك سيتم قريبا إن شاء الله، لأنه لا مفر من أن تتوحد قوة الشارع المعارض لزوال الإنقلاب ويجب أن تتوحد بأسرع وقت.
لكن لجان المقامة رفضت التحالف معكم ؟ برايك لماذا الرفض؟
ليست محل اتهامات بين لجان المقاومة والحرية والتغيير.
ثمة من يرى أن “قحت” الآن في أضعف حالتها، كيف ترد؟
طبيعي أن تمر أي تحالفات بمرحلة إزدهار أو ضعف، فالتجربة تجربة إنسانية أولا وأخيرا ، فطالما انها لازالت موجودة يمكن أن يتم تصحيح أي أخطاء أو سلبيات فيها والاستفادة من الإيجابيات وترك السلبيات.
ما مدى نجاح المواكب في إسقاط الانقلاب؟
تجربة الثورة السودانية هي تجربة عظيمة لازالت مستمرة بتخلقات جديدة وتضحيات عظيمة ومدرسة جديدة لعب الشباب فيها دورا عظيما ولا يزالون، وشهد لها العالم أجمع بالتفرد. وهذا الإصرار وهذه العزيمة بتضحياتها الكبيرة بأرواح شباب آمنوا بها، وشعاراتها حتما ستنتصر. أنظر للخوف والهلع الكبير للإنقلابيين في محاولات القمع والقتل وقفل الطرق وشل حركة البلد بأجمعها، لذلك هذا الشارع سيقوم بإسقاط أعتى انقلاب وسينتصر بإذن الله.
وماذا بعد سقوط الإنقلاب؟
تحقيق شعارات الثورة التي إستمات الشباب في الوصل إليها بسودان يلبي طموحاتهم وأحلامهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس