
حوار أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن تستانف المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع وذلك بحسب ما أعلن عضو مجلس السيادة ، ونائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي، إذ قال في تصريح لمنسوبي الجيش إنهم” تلقوا دعوة من الوساطة بشأن استئناف المفاوضات، مردفا ” سنذهب إلى التفاوض بملفين أساسيين والثالث سياسي”.. وربما تشهد الجولة القادمة من المفاوضات مشاركة من بعض القوى السياسية والدبلوماسيين وخبراء السلام وذلك حتى يتم التقارب بين الاطراف المتحاربة .. “أفريقيا برس” بدورها إلتقت عضو “الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية” عروة الصادق وسألته عن فرص نجاح المفاوضات، ومدى جدية أطراف النزاع في تحقيق السلام، فضلا عن قضايا أخرى.
إستئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع الخميس المقبل، إلى أي مدى يمكن أن تحقق السلام في السودان؟
هو قرار طال انتظار أن تتخذه الوساطة والجيش والدعم السريع، وأعتقد أن أوجه الاختلاف هو التوقيت، فاحتراق المنطقة يتسع والأزمات تتفاقم، والوضع على الأرض كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأيقن الطرفان أن استدامة الحرب تعني خرابا ودمارا وربما انقساما في البلاد وحتى في جيوشهم المتقاتلة، بالإضافة لرفع الدول الميسرة للتفاوض لتمثيها ما يزيد درجة الجدية والحزم، والوضع في المنطقة جعل دول المحيط العربي والإفريقي تدعم منبر جدة عبر ممثلين من الإيغاد ودول جوار السودان والاتحاد الأفريقي، ما يعني اتساع دائرة الدعم لوقف الحرب وتحجيم دور الدول والجماعات الداعمة لها.
أنتم كقوى مدنية، ماذا فعلتم في أديس أبابا حتى تقف الحرب في السودان؟
اجتماعاتنا في أديس أبابا هي واحدة من وسائلنا لحل الأزمات المجربة والفعالة، ومضينا إلى تجميع أكبر الأطياف التحالفية والجماعات المدنية والنسوية والشبابية والمقاومة والنقابات والمهنيين والفئويين، جميعهم ضد الحرب، وانخرطوا في مواجهتها منذ اليوم الأول، بمختلف خلفياتهم السياسية والحزبية والمناطقية والجهوية لم تمنعهم من التواضع للاتفاق على مشروع سياسي موحد يقود فترة ما بعد الحرب، وجزء من نتائج هذه الاجتماعات الدعم المطلق لعملية المفاوضات في منبر جدة وإطلاع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي على هذه التصورات التي تقدمها نخبة سياسية ومجتمعية على رأسها رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك.
برأيك ماهي العقبات التي تعترض وقف الحرب وتحقيق السلام في السودان؟
المتوقع أن يكون من الصعب على الجميع التوصل إلى اتفاق شامل ومقبول نسبة لعدم التوافق والتفاهم، لأن البعض يعتبر القضايا الحساسة و الخلافات العميقة عائقًا لعملية التفاوض، فضلا عن انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة ونحن نعمل على الدوام على فتح قنوات تواصل بين المتحاربين لتعزيز تلك الثقة، وبذل الجهد لتحقيق ذلك بإصدار قرارات وإجراءات بناء ثقة كإطلاق سراح الأسرى، وخفض التصعيد، وهذه المرة نسعى لتجاوز حالة عدم الالتزام بالاتفاق وذلك بحث الوساطة والدول الراعية لعملية التفاوض بالوقوف على الأمر والمراقبة اللصيقة عبر آليات على الأرض، ولا يخفى عليك أن أخطر العقبات هي تمسك جماعات الحزب المحلول وكتائبه بقرار الحرب، لأن وقفها سيكشف من أشعلها وورط القوات المسلحة فيها، كما أن التدخل الخارجي السلبي أحد العقبات، وقد أوصلنا رسائل واضحة لكل الدول والجهات الفاعلة في القضية السودانية بأننا نريد تدخلا “حميدا” يراعي أولويات استقرار السودان، ولا نريد أي تدخل “خبيث” يغذي الحرب ويمول أحد أطرافها بالمال أو العتاد، ووجدنا الاستجابة من كل الذين تم التواصل معهم وتجسد ذلك واقعا في دعمهم لعمليات الغوث وعملية المفاوضات وما سنشهده لاحقا حال تم الاتفاق من دعم لعليات ما بعد الحرب.
الجيش في شروطه السابقة في منبر جدة طالب الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والمرافق الصحية، هل الدعم السريع هذه المرة في مفاوضات الخميس ملتزم بالخروج من بيوت المواطنين؟
هذه النقطة وضعت المرة السابقة كعقدة في المنشار، ونحن ذهبنا إلى أبعد من ذلك وأبلغنا أن استعادة الحياة في الخرطوم لن تكون إلا بالخروج من كافة الأعيان المدنية (منازل، مدارس، جامعات، مراكز شرطة، دفاع مدني، مراكز خدمات المواطنين، الدواوين الحكومية.. الخ)، وفي حال عدم التزام الطرفين بالأمر سنجد أنفسنا نكرر ذاتنا وندور في ذات الفلك، ولكن هناك تأكيد وحرص شديد على نجاح هذه الجولة ورغبة أكيدة من كل الأطراف.
هنالك حديث عن مشاركتكم كقوى سياسية في منبرة جدة ، ما مدى فرص مشاركتكم ؟ وماهي الاضافة التي تقدمونها؟
مشاركة القوى السياسية والمجتمعية كمراقبين توفر شكلاً من أشكال التوازن والشفافية وتضمن مراعاة الاهتمامات والمصالح المختلفة لجميع الأطراف، وهذا ينزع مشروعية الحرب ويعيد الشرعية والقبول العام للاتفاق وخيار السلام ويضمن فرص النجاح في مستقبل ما بعد النزاع، ولكن للوساطة تقديراتها أن يقتصر الحضور على المتقاتلين وممثلي المبادرات الأخرى والدول الراغبة في دعم عملية السلام في السودان، على أن يكون المسار السياسي منفصلا عن عملية التفاوض العسكري، وفي حال وافق الأطراف والوساطة على مشاركتنا ولو بصفة مراقبين حتما ستلعب القوى المدنية دورًا حيويًا في تجسير هوة عدم الثقة وتحقيق التوافق بين الطرفين وتدعم تحقيق نهاية أكيدة للحرب تكون عادلة ومستدامة.
أطراف النزاع في السودان الجيش والدعم السريع ، هل لديهم الرغبة الحقيقية في التوافق وجلب السلام للسودانيين؟
بناء على تواصل مباشر مع جنرالات الفريقين لمسنا رغبة أكيدة في إنهاء الحرب، وإصرار أكيد على نجاح هذه الجولة، واجتهاد في تهيئة الأجواء لقبول علمية السلام وكسر جمود العملية التفاوضية، ورأينا ذلك في تنوير نائب القائد القام للجيش الفريق ركن شمس الدين كباشي، وذلك لأن عملية السلام وحدها هي التي ستكفل لهم خروج البلاد من حالة اللادولة وعدم الاعتراف الدولي، وهي الضامن الوحيد لبقاء البلاد مستقرة بحدود موحدة وجيش واحد واستمرار الحرب لأكثر من ذلك سيقسم سبيكتها المجتمعية ويفتحها للحرب الأهلية الشاملة ويمهد ذلك للغزو الخارجي أو التدخل الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كل هذه المخاوف أصبحت واضحة لجنرالات القوات المسلحة والدعم السريع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس