الخبير الأممي لحقوق الإنسان.. هل ينجح في وقف القمع؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. وصل المبعوث الأممي المعني بأوضاع حقوق الإنسان في السودان أداما ديانغ الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين للتأكد من انتهاكات حقوق الإنسان خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد منذ 25 أكتوبر من العام الماضي وحتى الآن، كما أن المبعوث سيجري مشاورات واسعة مع المسؤولين السودانيين والمنظمات الحقوقية الوطنية والأجنبية.

قمع السلطان

وعقب قرارات 25 اكتوبر شهد السودان انتهاكات عديدة في حقوق الإنسان، فقد قمعت السلطات المتظاهرين واعتقلت عددا من السياسيين ولجان المقاومة، وارتفع عدد القتلى حتى الآن إلى مايقارب 80 قتيلا، بجانب العشرات من الإصابات، كما أن هنالك تقارير محلية وعالمية تحدثت عن وجود اغتصابات للفتيات في التظاهرات.

زيارة مهمة

الخبير القانوني والقيادي بقوى الحرية والتغيير الطيب العباس، يرى وجود المبعوث الخاص بأوضاع حقوق الإنسان في السودان مهم وضروري، على اعتبار أن هنالك تجاوزات كبيرة من الحكومة حدثت للثوار والسياسين لذلك وجوده بحسب العباس سيشكل ضغطا على الانقلابين، الأمر الذي يحد من قمعهم للثوار، وتوقع العباس أن يصدر المبعوث عقوبات ضد النظام لجهة إنهم ارتكوبوا جرائم في حق المتظاهرين، كاشفا بأن المبعوث سيقابل منظمات حقوقية ليتعرف من خلالها على ما حدث من انتهاكات، وقال العباس لموقع “أفريقيا برس”؛ إن أولى ثمار وصول المبعوث للسودان كانت تتمثل في إطلاق سراح عدد من الثوار، واعتبر وصوله يجعل الحكومة تتراجع عن الانتهاكات التي تمارسها في حق المتظاهرين، متوقعا إطلاق سراح عدد من السياسيين بمن فيهم أعضاء لجنة التفكيك.

لماذا الزيارة؟

بينما يرى أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية عبدالرحمن أبوخريس، أن زيارة المبعوث الخاص بحقوق الانسان للسودان، عادية ولن تغيير المجريات في السودان سيما قمع المتظاهرين، معللا بأن الأوضاع في السودان مثلها ومثل كل الدول التي حدثت بها تظاهرات، وقال أبوخريس لموقع “أفريقيا برس”: ” تتلخص زيارة المبعوث في الوقوف على أوضاع المعتقلين في السجون”، والتي يرى عبدالرحمن إنه سيجدها فارغة بعد إطلاق السلطات أمس لعدد من الثوار، ولم يستبعد أبوخريس أن يقدم المبعوث تقرير دون طوح الشارع على اعتبار أن المكون العسكري في السلطة يتمتع بعلاقات واسعة مع المجتمع الدولي، فضلا على أن العسكر لم يكونوا الوحيدين الذين ارتكبوا تجاوزات في حقوق الإنسان، فالمكون المدني إبان وجوده في الحكومة يقول أبو خريس، ايضا ارتكب تجاوزات، مستدلا هنا باعتقلات لجنة التفكيك للسياسيين دون تقديمهم للمحاكمة أو الدفاع أنفسهم. وقلل أبوخريس من الحديث القائل؛ إن الزيارة تحد من قمع المتظاهرين، مؤكدا أنها لن توقف القتل والقمع، كما قال أبوخريس إن الشارع لن يهدئ والقمع سيستمر والقتل كذلك سيستمر، وأن الزيارة لن تحرك ساكنا للحكومة.

زيارة مهمة

القيادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله يذهب في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن الزيارة ستكون مهمة وستأتي بنتائج إيجابية للشارع المنتفض، إذ بحسب خلف الله ستوقف العنف المفرط والقتل والنهب الذي يمارسه الانقلابيون في حق أبناء الشعب السوداني، ودعا خلف الله الحكومة إلى تحكيم صوت العقل والتعامل مع المظاهرات بالطرق القومية على اعتبار أن ذلك يحسن صورة السودان في جانب حقوق الإنسان أمام المجتمع الدولي وهذا يعني رفع العقوبات.

ترحيب حكومي

في الصدد، رحب وزير العدل السوداني المكلف خلال اللقاء بخبير حقوق الإنسان، مؤكداً استعداد حكومة بلاده لتقديم الدعم وكافة المساعدات لتسهيل مهمته، في وقت ثمّن فيه الوزير جهود ديانغ المبذولة في سبيل تعزيز وترقية حقوق الإنسان بعد تعيينه خبيراً معنياً بأوضاع حقوق الإنسان في السودان، ولفت إلى أن الحكومة الانتقالية سعت إلى الوفاء بتعهداتها الواردة في المواثيق الدولية والوثيقة الدستورية لعام 2019، لتحسين حالة حقوق الإنسان في السودان وإيقاف الحرب وبناء السلام العادل والشامل والمستدام، وأضاف الوزير “كما دعمت (الحكومة) الانتقال السياسي السلمي للسلطة، وإنهاء النزاع بتوقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان 2020 مع حركات الكفاح المسلح لوقف النزاعات ونبذ جميع أشكال العنف وإعمال مبدأ المساءلة وعدم الإفلات من العقاب وفقاً لما ورد في الوثيقة الدستورية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس