بقلم : بدرالدين خلف الله
خرج زعيم قبيلة المحاميد العربية الشيخ موسى هلال من السجن بعد أكثر من ثلاث سنين قضاها حبيساً في الخرطوم ، في أغرب اتهام ، حيث شكل حبسه مثار جدل واسع لجهة أن الرجل سُجن في عهد الرئيس المعزول عمر البشير بتهم تمرده على النظام السابق ورفضه عملية جمع السلاح ورغم افراغ السجن من معظم سجناء عهد البشير لكن موسى هلال ظل حبيساً لأكثر من سنتين ، دون توجيه اتهام واضح ودون أن تتدخل حكومة البرهان لاطلاق سراحه.
غير أن مراقبين يرجحون أن صعود حميدتي على سدة السلطة جدد صفحة العداء القديمة للتخلص من ابن عمه وقائده السابق الشيخ موسى هلال في محاولة لابعاده من المشهد والصراع المحتدم في اقليم دارفور. وترك اطلاق سراحه العديد من التساؤلات في الشارع السوداني هل هو مصالحة وطنية أم ضغوط سياسية أم تفاهمات قبلية.
عفو رئاسي
مجلس الصحوة الثوري السوداني الذي يتزعمه موسى هلال أعلن إطلاق سراح رئيسه و 13 من منسوبي المجلس بعد اعتقال دام لأكثر من أربع سنوات. وذكر المجلس في بيانه شطب الدعوى الموجهة ضد هلال ومنسوبيه بواسطة المحكمة العسكرية بموجب عفو رئاسي صادر عنهم. ودعا الشيخ موسى هلال في أول تصريح له عقب اطلاق سراحه الأحزاب والمكونات السياسية المختلفة لتحقيق إصلاح شامل في السودان وأبدى تمسكه بمبدأ العفو والتسامح لتعزيز ثقافة السلام.
خطوة متأخرة
الخبير السياسي محمد خليفة صديق أعتبر خطوة اطلاق سراح الشيخ موسى هلال تأخرت كثيراً وأكد صديق في حديثه لموقع أفريقيا برس أن موسى هلال له وجود كبير على الأرض في إقليم دارفور ووصفه بأن أحد رجالات دارفور الأقوياء وأضاف أن هلال يتمتع بوزن كبير في دولة تشاد كما عُرف عنه بالحكمة والشكيمة وكلمة الحق وله تأثير كبير في إقليم دارفور وأشار إلى نضاله ومقارعته نظام الانقاذ السابق وأوضح أن اطلاق سراح موسى هلال خطوة مهمة من شأنها وضع حد للخلافات بين محمد حمدان دقلو حميدتي وموسى هلال ويعتبر صلح بين قبيلة الرزيقات التي تضم الجانبين.
خلفيات صراعه مع حميدتي
تعود جذور الخلاف بين حميدتي وهلال عندما بدأ الصراع حول الذهب بجبل عامر بشمال دارفور في 2012 ، وكان للمعارضة القوية التي لوح بها هلال في وجه حكومة المعزول عمر البشير ومطالباً بحقوق سياسية واقتصادية لأهل دارفور.
بداية المعركة
في منتصف نوفمبر من العام 2017 بدأت معركة جمع السلاح ضد هلال شارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع وخلفت عدداً من القتلى والجرحى وانتهت باعتقال موسى هلال وثلاثة من أبنائه وعدد من منسوبيه بمنطقة مستريحة بشمال دارفور وشكلت المعركة بداية قوية لرصيد حميدتي السياسي و العسكري لتحقيق تطلعه في الإقليم.
وكان هلال قد رفض مبدأ جمع سلاح قواته، معتبرا ذلك محاولة لتحجيم دوره لصالح قوات الدعم السريع التي يصفها هلال بأنها قوات مليشيات أوجدها الرئيس السابق عمر البشير لحماية نفسه بدلاً من قوات الأمن والجيش. وسجن هلال ثلاث مرات حيث سجن مرتين عام 2002 بتهم قتل جنود سودانيين وآخرها منذ 2017 وحتى الآن.
و يتهمه الغرب ومنظمات حقوقية بتشكيل ودعم مليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وعلى خليفة الأحداث التي شهدها إقليم دارفور في العام 2006 فرض مجلس مجلس الأمن الدولي في ذلك الوقت عقوبات على موسى هلال وآخرين شملت حظر السفر وتجميد الأموال.
وبدأ موسى هلال نشاطه العسكري في دارفور منذ العام 2003 وله تأثير كبير على خارطة الصراع الدارفوري كما يتمتع الزعيم بثقل سياسي وعسكري هائل على المستويين المحلي والإقليمي.