بقلم: أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. حذر خبراء من مغبة حدوث حرب بين المكونات الاجتماعية في شرق السودان في حال تم تعيين الناظر ترك في مجلس السيادة الانتقالي، داعين في ذات الوقت، أن يكون هنالك أكثر من مقعد في السيادي لشرق السودان، على اعتبار أن إقليم شرق السودان اقليم يتكون من مكونات إثنية كثيرة ، فضلا على أن مشاركة عدد من مكونات الشرق في السيادي يعمل على تفادي وقوع حرب في الإقليم.
ترشيح ترك
وقال مصدر في مجلس نظارات البجا؛ إن التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان دفعت -عبر لجانها الفنية- بناظر الهدندوة، محمد الأمين ترك مرشحاً لمقعد شرق السودان في مجلس السيادة.وكشف المصدر عن اجتماع ضم قيادات من شرق السودان مع القائد العام للجيش؛ عبد الفتاح البرهان طُرح فيه ترشيح ترك، وتابع المصدر أن البرهان أبدى تحفظات مبدئية من ترشيحات زعماء القبائل بشكل عام، لكنه شدد على ”التوافق“.
إعلان حرب
يقول القيادي بشرق السودان، مختار حسين، إن المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بشرق السودان و -الذي يضم 17 ناظر من نظار الشرق- رفضوا في وقت لاحق ترشيح الناظر ترك للسيادي ، واكدوا على عدم اشراك قيادات الادارة الأهلية في العمل التنفيذي خصوصا في شرق السودان. وأضاف في تصريحات صحفية، بأن ترشيح الناظر ترك في هذا التوقيت هو بمثابة إعلان حرب على بعض المكونات الإجتماعية بشرق السودان ، ونادى بعدم اشراك اهل الشرق بالمواقع التنفيذية الا بعد رتق النسيج الاجتماعي الممزق من خلال اجراء المصالحات القبلية وإزالة حالة الاحتقان، وأبان مختار بأن الصراع بشرق السودان خلف اكثر من 150 شهيد وحرق ونهب ما يقارب 5000 الف منزل في ولايات الشرق الثلاثة.واستنكر حسين تخصيص مقعد واحد فقط للشرق في السيادي ، معتبرا ذلك ظلم كبير لاهل الشرق لجهة إنه أكبر وأهم الأقاليم ، ونادى بضرورة زيادة حصة الشرق في المجلس السيادي وبقية المواقع التنفيذية بحيث تماشي مع الاتفاق السياسي الذي تضمن وضعية خاصة للشرق.
قنبلة موقوتة

ويختلف معه في الطرح المحلل السياسي ، الفاتح محجوب ، إذ يقول في إفادته لموقع “أفريقيا برس”: إن السيد ترك يعلم جيدا ان قبول الترشيح لمنصب عضو في مجلس السيادة قبل حل مشكلة مسار الشرق قنبلة موقوتة ومضاره أكثر من نفعه لذلك لن يقبل المنصب قبل إلغاء مسار الشرق وهذا بالضبط ما صرح به المتحدث باسم مجلس عموديات ونظارات البجا ، وتابع ، قضية شرق السودان قضية معقدة لأن أهل شرق السودان منقسمون لعدة اثنيات حيث أن مسار شرق السودان يقف خلفه ال بني عامر بينما يرفضه الهدندوة وغالب قبائل الشرق واي إلغاء من طرف واحد قد يؤدي إلى حرب أهلية بينما الإبقاء على مسار الشرق قد يؤدي إلى إغلاق الميناء والطرق المؤدية له، مشددا على ضرورة التفاوض على مستوي عالي مع كل مكونات الشرق ، مثمنا خطوة تعيين السيد الفريق أول حميدتي رئيسا للجنة لحل مشكلة شرق السودان ، مشددا على ضرورة أن تصل اللجنة إلى حل وسط ترضي عنه مكونات الشرق وذلك لإغلاق الباب أمام اندلاع حرب أهلية في منطقة حساسة مثل شرق السودان ويضيف ، بعدها يمكن لترك قبول منصب عضو في مجلس السيادة.
مشكلة سياسية

لكن القيادي بالتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان ، مبارك النور، قلل من خطورة الاوضاع في شرق السودان في حال تعيين الناظر ترك في مجلس السيادة على اعتبار أن مشكلة الشرق مشكلة سياسية وليست قبلية ، وأضاف النور الذي تحدث لموقع (افريقيا برس) إن ترشيح ترك للسيادي جاء من التنسقية العليا لكيانات الشرق بما فيهم البني عامر، وأردف ، لن تحصل حرب في شرق السودان حال تم تعيين ترك للمجلس السيادي.
طلب الحكومة

إلى ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية ، بجامعة أمدرمان الاسلامية ، صلاح الدومة في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن الحكومة بشقيها مجلس الوزراء والمجلس السيادي طلبوا من كيانات شرق السودان الجلوس مع بعضهم البعض لحل مشكلة تقاسم السلطة ، معتبرا مارشح أن ترك للسيادي والأمين داؤود لإقليم الشرق هو ماتوافقت عليه الكيانات ، لذلك بحسب الدومة ، فإن هذه القسمة وصفة مثالية للخروج من أزمة الشرق في الحكم ، متوقعا إنه لن تحدث فتنة أو تأجيج للصراع بعد هذا التقسيم ، واتهم الدومة بقايا النظام السابق بتهويل وتصوير تعيين ترك في السيادي بأنه كانه فتنة وإنه سيحدث شرخ في مكونات الشرق ، قاطعا بأن ذلك لن يحدث وأن التعيين سيتم بسلاسة وأمن وسلام .
مناهضة الترشيح

في غضون ذلك، أعلن القيادي السابق بقوى الحرية والتغيير بولاية القضارف ورئيس حركة بلدنا جعفر خضر رفضهم ترشيح رئيس المجلس الأعلى للبجا الناظر محمد الامين ممثلا للشرق في المجلس السيادي وأرجع ذلك لأنه ليس محل اتفاق بين مكونات الإقليم، للانقلاب ، وقطع بأن كل لجان المقاومة وكل القوى الثورية بشرق السودان ستقف ضد الانقلاب و ضد ترشيح ترك.وقال خضر في تصريح لـ”الجريدة” ترشيح ترك كان متوقعا إذ أنه ناصر الانقلابيين وكان أحد أدواتهم في الترتيب ، وأشار إلى ان معظم رجالات الإدارة الأهلية بشرق السودان لا يؤيدون ترك ، ورأى إن الانقلابيين وحلفائهم الإقليميين لهم توجه مضاد في شرق السودان، وأضاف جميعنا يعلم أطماع الامارات في ميناء بورتسودان وأراضي الفشقة، وكلنا شهدنا تحية البرهان العسكرية لرئيس مصر عبد الفتاح السيسي الداعم الرئيسي للانقلاب، والذي لا يزال يعمل على تغيير ديموغرافيا حلايب وشلاتين المحتلة ، وأردف ” استخدم الانقلابيون ترك للتمهيد للانقلاب، وسيعملون على استخدامه لتحقيق أطماع الدول في شرق السودان.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس