شباب “البطانة” يتصدرون الصفوف لتحرير شرق الجزيرة ودعم الجيش السوداني

58
شباب
شباب "البطانة" يتصدرون الصفوف لتحرير شرق الجزيرة ودعم الجيش السوداني

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. عقب اجتياح مليشيات الدعم السريع لقرى في محلية شرق الجزيرة، توافد الآلاف من شباب المنطقة إلى معسكرات ومقرات الجيش، معلنين استعدادهم لطرد المليشيات التي هجّرتهم قسراً من ديارهم.

وتواصل مناطق شرق الجزيرة، تقديم دعمها الكامل للجيش السوداني وقوات “درع السودان”، حيث تقدم عدد من رجال أعمال المنطقة بتبرعات مالية كبيرة، إضافة إلى تبرعهم بعدد من السيارات لدعم عمليات المستنفرين.

وبحسب متابعة “أفريقيا برس”، فإن الاستعدادات جارية بوتيرة متسارعة من قبل المستنفرين في شرق الجزيرة لتحرير أراضيهم من مليشيات الدعم السريع. وقد قامت عدة قرى بتجهيز شبابها للانضمام إلى القتال بجانب الجيش، بالإضافة إلى تبرعات مالية ضخمة ومساهمات تشمل تقديم “40” سيارة حديثة لدعم الجيش وتجهيز قوات “درع السودان” لدحر المليشيات.

وفي تصريح له عبر صفحته على فيسبوك، قال قائد “درع السودان” أبو عاقلة كيكل: “الآن قواتنا تتقدم بثبات نحو مدني وشرق الجزيرة، وبعد تحرير سنجة أصبح الطريق ممهداً نحو مدني”.

ووجّه كيكل رسالة لشباب شرق الجزيرة قائلاً: “أي شخص يقدر على حمل السلاح يجب ألا يتردد، وينضم لإخوانه لينال شرف الجهاد والدفاع عن الوطن، وحماية الأرض والعرض”.

ضرورة وطنية لمواجهة التمرد

أكد القيادي بحزب الأمة القومي، يوسف هارون الشنبلي، في تصريح لـ”أفريقيا برس”، أن استنفار شباب شرق الجزيرة للدفاع عن أنفسهم والتصدي لخطر التمرد ليس أمراً جديداً، بل هو تقليد وطني متأصل وواجب مستحق التزمت به كافة الحكومات الوطنية تحقيقاً لشعار “جيش واحد، شعب واحد”.

وأضاف الشنبلي أن حماية المواطنين هي مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة النظامية التي يخول لها القانون والدستور هذا الحق، بجانب احتكار القوة والتسليح. لكنه أشار إلى أن المتمردين يمتلكون إمكانيات وتسليحاً يفوق مقدرات القوات المسلحة، بالإضافة إلى دعم كبير من أكثر من 10 دول، يشمل العتاد الحربي الكامل والأسلحة الثقيلة والمتطورة، مثل المدرعات والطائرات المسيّرة. كما يتمتعون بدعم من مرتزقة أجانب وعرب الشتات، مع توفير إمدادات مالية وعسكرية.

ويرى الشنبلي أن استنفار الشباب وتدريبهم وتسليحهم لمواجهة هذا العدوان الغاشم هو قرار وطني صائب. لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا الاستنفار تحت إشراف القوات المسلحة، وفق إجراءات قانونية دقيقة تشمل تسجيل وحصر السلاح والمقاتلين، لضمان جمع السلاح وتسريح المقاتلين بعد انتهاء الحرب والقضاء على التمرد.

وأكد الشنبلي أهمية أن يعمل هؤلاء الشباب ضمن إمرة القوات المسلحة لتجنب تكرار تجربة مليشيات الدعم السريع، ولتفادي فوضى انتشار السلاح. وأضاف أن السماح للمواطنين بحمل السلاح في ظل انتشار واسع للأسلحة بيد المتمردين، الذين سلّحوا المرتزقة وأطلقوا سراح مجرمين من السجون، يعد ضرورة لضمان حق المواطنين في الدفاع عن أنفسهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم.

شباب شرق الجزيرة يستنفرون لدعم الجيش

أحد شباب المستنفرين من شرق الجزيرة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، صرّح لـ”أفريقيا برس”؛ أنهم على أتم الاستعداد للتضحية بأرواحهم لتحرير مناطق البطانة وشرق الجزيرة من سيطرة التمرد.

وأوضح أن أعداداً كبيرة من الشباب المتطوعين انضموا للقتال في صفوف الجيش، مشيراً إلى أنهم يستقبلون يومياً عشرات الشباب المتحمسين في معسكرات “جبال الغر” و”الروا” الواقعة في سهل البطانة.

وأكد المصدر أن قوات درع السودان، التي تعد قوات قومية، تتكون من جميع مكونات البطانة وتعمل تحت مظلة القوات المسلحة، مما يعكس تعاوناً وطنياً واسعاً لدعم جهود الجيش في مواجهة التمرد واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here