أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن يُعقد خلال هذه الأيام الاجتماع الرابع للحوار “السوداني – السوداني” في مدينة جنيف، بمشاركة مختلف القوى السياسية السودانية، بما في ذلك “تقدم” و”الكتلة الديمقراطية”، إلى جانب حضور الاتحاد الأفريقي والحكومة المصرية، وعدد من الدول كمراقبين. ويبقى السؤال: هل سينجح المؤتمر في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، خاصة فيما يتعلق بوقف الحرب؟
تسعى القوى السياسية السودانية المجتمعة في جنيف إلى إيجاد حلول للأزمة السودانية ووضع حد للحرب. إلا أن لكل حزب سياسي رؤيته الخاصة بشأن استمرار الحرب أو وقفها، مما يبرز التحدي الأساسي في التوصل إلى توافق.
عقبات التنفيذ
يرى المحلل السياسي مجدي عبد القيوم كنب أن الحوار السوداني – السوداني يمثل توافقًا بين جميع القوى السياسية السودانية، لكنه استدرك بالإشارة إلى صعوبة تطبيقه على أرض الواقع. وأوضح أن العائق الأساسي أمام تحقيق أهداف هذا الحوار يتمثل في غياب الجدية والإرادة الحقيقية لدى القوى السياسية.
وفي حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أشار كنب إلى أن فكرة الحوار السوداني تعد مفتاحًا لحل الأزمة السودانية.
وأضاف أن فكرة “الوحدة الصفرية” التي طرحتها “الآلية الوطنية لوقف الحرب ودعم التحول المدني الديمقراطي” تعد فكرة صائبة، إذ تساهم في تجنب الانزلاقات التي قد تعرقل الحوار السوداني. وأوضح أن هذه الفكرة تقوم على الدخول في حوار بعيد عن التصورات والرؤى المعدة مسبقًا، والتي – بحسب مجدي – لن تحظى بتوافق، مما يتيح ترك صياغة الأفكار والاتفاق للمجتمعين أنفسهم.
أهمية الحوار
القيادي بحزب الأمة القومي، مرتضى هباني، أكد أهمية إعطاء أولوية قصوى لأي محاولات لقيام حوار سوداني – سوداني في أي مكان، مهما بلغت حدة الخلافات ومستوى الاستقطاب والاحتقان القائم بين القوى السياسية بسبب الموقف من الحرب.
وأشار هباني، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، إلى أن الحوار السوداني – السوداني يُعتبر فرصة ثمينة لتلاقي القوى السياسية والمكونات الأخرى، بهدف تحقيق الأهداف المطلوبة، وفي مقدمتها إيقاف الحرب. كما شدد على ضرورة التركيز على ما بعد الحرب، خاصة في ما يتعلق بإنشاء دولة مدنية ديمقراطية، وتحديد دور القوات المسلحة وغيرها من الأجهزة النظامية.
وأضاف أن أي تعنت أو تمسك بخلفيات الخلافات السابقة يمثل عائقًا كبيرًا أمام فرص الحل، وسيساهم في تعقيد الأزمة والإضرار بالوطن ومواطنيه.
وأكد هباني أن الوطن لا يزال يملك ما يستدعي الترفع عن الخلافات والمصالح الحزبية الضيقة، داعيًا إلى تجاوز هذه العوائق لتحقيق المصلحة الوطنية.
وأوضح أن أهم ضمانة لنجاح هذا الملتقى أو أي لقاء مشابه هي احترام القوى السياسية لبعضها البعض، ونبذ فكرة احتكار أي تنظيم أو تحالف سياسي لتناول قضايا الوطن. وأكد أن الوطن يتسع للجميع بالتساوي، داعيًا الجهات المنظمة للملتقى إلى أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار وتجنب أخطاء الماضي.
كما شدد هباني على أهمية مشاركة جمهورية مصر والاتحاد الأفريقي في الملتقى، بالنظر إلى ارتباطهما الوثيق بما يجري في السودان وحرصهما على وقف الحرب، التي ستؤثر سلبًا على دول الإقليم والجوار إذا استمرت. وأضاف أن وجود مراقبين آخرين سيعزز من فرص نجاح الملتقى، شريطة أن يكون لديهم فهم واضح للواقع والوضع في السودان.
عودة الإطاري
رئيس حزب بناة المستقبل، عبد الرحمن فضيل، صرّح في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، بأن ما يحدث في جنيف بين بعض القوى السياسية، يُمثل عودة إلى الاتفاق الإطاري الذي كان سببًا في إشعال الحرب. وأكد أن هذا الاتفاق سيعود مجددًا، ولكن هذه المرة بحلة جديدة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس