أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. مع احتدام المعارك في شمال إقليم دارفور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ظهر لأول مرة منذ نحو عام، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، الأخ الأصغر لحميدتي، مديراً للمعارك هناك. هذا الأمر أثار تساؤلات حول أسباب هذا الظهور.
وكان نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي قد بثوا مقطع فيديو يظهر فيه عبد الرحيم دقلو وهو يدير المعارك بنفسه في محور الصحراء شمال إقليم دارفور غرب البلاد.
وتشهد صحراء تفصل بين إقليم دارفور وليبيا معارك عنيفة بين القوات المشتركة وقوات الدعم السريع.
الجدير بالذكر أن ظهور عبد الرحيم دقلو في المقطع المصور لم يستمر سوى أكثر من ثلاث ثوانٍ، حيث طلب من المصور عدم التصوير، ما فسره كثيرون بأنه لا يريد الظهور.
محاولة اخيرة
يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ إن المتحرك القادم من ليبيا تحت قيادة عبد الرحيم دقلو شخصيًا يُعد آخر محاولة لقوات الدعم السريع لفتح طريق الصحراء بين ليبيا ودارفور. وأوضح أن المتحرك كان ضخمًا جدًا، حيث تجاوزت آلياته القتالية خمسمائة آلية. ومع ذلك، تم تدمير غالبية هذا المتحرك، بينما نجح عبد الرحيم دقلو في الفرار بجزء من قواته.
وأضاف المحجوب أن عبد الرحيم دقلو تيقن من استحالة انتصار قواته في محور الصحراء، مشيرًا إلى أن هذه المعركة تُعد مؤشرًا على قرب نهاية الدعم السريع.
كما اعتبر المحجوب أن مشاركة عبد الرحيم دقلو شخصيًا في هذه المعركة تدل على اضطراره لقيادة قواته بنفسه بعد مقتل عدد من أهم قيادات الدعم السريع في محور شمال دارفور. وأردف قائلًا: “بعد هذه الهزيمة، لن تقوم لقوات الدعم السريع قائمة في كامل ولاية شمال دارفور.”
لماذا الظهور؟
يعتقد المحلل السياسي عبدالجبار محمد أن ظهور عبدالرحيم دقلو في معارك الفاشر؛ يهدف إلى رفع معنويات قواته المنهزمة في جميع المحاور. وأضاف أن هذا الظهور قد يكون أيضًا محاولة لإقناع الإمارات، التي تدعمه، بأنه موجود في الميدان وبأنه بحاجة إلى مزيد من الدعم.
كما لم يستبعد عبدالجبار، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن يكون ظهور دقلو تمهيدًا لمهاجمة مدينة جديدة، لا سيما في الولايات الشمالية، في محاولة لإعادة قواته إلى مربع الانتصارات التي غابت عنها لفترة طويلة.
نوايا دقلو
بدوره، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”: “يؤكد ظهور عبدالرحيم دقلو في المعارك اليوم بمحور الصحراء نوايا هذه الميليشيات في السيطرة على مناطق شمال دارفور وفتح الطريق الصحراوي الذي يربطهم بليبيا”.
وأضاف: “لكن، بفضل الله، تمكنت قواتكم المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية من كسر شوكة قوة عسكرية ضاربة تضم أكثر من 546 سيارة محملة بالعتاد العسكري، يقودها شقيق المجرم (حميدتي) بنفسه”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس