أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في خطوة غير متوقعة، أبلغ البيت الأبيض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بأن دولة الإمارات قد أوقفت تزويد مليشيات الدعم السريع بالأسلحة إثر اعتراضات من الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقارير صحفية ومنظمات غربية، كانت الإمارات تدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر عبر مطارات أفريقية متعددة. وقد قدم السيناتور كريس فان هولين، في نوفمبر، مقترحًا لحظر مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات، كما قدم مع النائبة سارة جاكوبس قرارات رفض في كل من مجلس الشيوخ والنواب.
في رسالة موجهة إلى فان هولين بتاريخ 18 ديسمبر، أفاد بريت مكجورك، المنسق بالبيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن الإمارات أكدت للإدارة أنها “لا تقوم حاليًا بنقل أي أسلحة إلى قوات الدعم السريع ولن تفعل ذلك مستقبلًا”، متعهدًا بتقديم تقييم محدث حول امتثال الإمارات بحلول 17 يناير 2025 بعد “مراقبة مؤشرات مصداقية وموثوقية هذه التأكيدات”.
وقد غرد ديكلان والش، كبير مراسلي نيويورك تايمز لشؤون إفريقيا، على منصة “إكس” قائلًا: “على الأقل، يبدو أن هذا يمثل أول اعتراف إماراتي بتزويدها قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما نفته بشدة في السابق”.
ذر الرماد
يرى الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين أن التصريحات والاعتراضات الأمريكية لا تعدو كونها ذراً للرماد على العيون، مؤكدًا استمرار الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع. وأضاف الخزين أنه يمكن للدبلوماسية السودانية استغلال هذه التصريحات كدليل اتهام ضد الإمارات بشهادة أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأكد الخزين أن الحل يكمن في مواصلة العمليات العسكرية ضد المليشيا، وشن الهجمات بلا هوادة على مواقع تخزينها، كما حدث في منطقة الزرق، مشددًا على ضرورة عدم توقف العمليات العسكرية عقب إعلان الإمارات وقف دعمها لقوات الدعم السريع.
وقت وجيز
في هذا السياق، يشير جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص، لموقع “أفريقيا برس”، إلى أنه في حال توقف دولة الإمارات عن دعم مليشيات الجنجويد، فمن المتوقع أن تنهار المليشيات سريعًا، خصوصًا بعد أن تحول ميزان القوة لصالح الجيش والشعب السوداني.
وأضاف خضر أن الجيش قد بدأ في الهجوم وحرر العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المليشيات، لكنه لا يتوقع أن تتوقف الإمارات عن دعم المليشيات بسهولة؛ فقد تغير أسلوبها وتترك المهمة لأحد وكلائها في المنطقة لتفادي الرقابة الأمريكية المزعومة.
وأوضح جعفر أن موقف البيت الأبيض بشأن توقف الدعم ليس جوهريًا، بل هو محاولة من الإدارة الأمريكية لتبييض وجهها بعد تواتر تقارير الإعلام الحر الغربي التي كشفت تورط الإمارات في حرب السودان. وأكد على أن توقف الإمارات عن استخدام مليشيات الجنجويد في عدوانها على السودان، مشروط بزيادة الجهود السودانية ودعم أحرار العالم لفضح التورط الإماراتي وعزلها دوليًا، وكذلك فضح وعزل المتآمرين معها داخليًا، مثل تنسيقية “تقدم” التي تتعاون مع دولة الإمارات.
خطوة إيجابية
في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، يرى المحلل السياسي عبد الباقي عبد المنعم أن وقف الإمارات لدعم قوات الدعم السريع سيسرع من انتصار الجيش السوداني، لا سيما أنه يتلقى دعمًا خارجيًا. وأشار إلى أن هذه الخطوة التي جاءت نتيجة لضغوط من الولايات المتحدة تعتبر إيجابية، وسيعبر عن شكره لها الشعب السوداني. ودعا عبد المنعم الولايات المتحدة إلى الوقوف مع الشعب السوداني حتى يتمكن من تجاوز محنته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس