ماذا تقول القوى السياسية والشارع السوداني عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؟

52
ماذا تقول القوى السياسية والشارع السوداني عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؟
ماذا تقول القوى السياسية والشارع السوداني عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. رفض واسع في السودان لإتجاه الحكومة الانتقالية إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وفيما شنت قوى سياسية هجوم عنيف على الجيش السوداني لكونه أجرى لقاء مع وزير الخارجية الاسرائيلي واتفقا على التطبيع، أحرق عشرات السودانيين العلم الاسرائيلي في الخرطوم ، منددين بخطوة الحكومة في سعيها للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وبين هذا وذاك ، أجرت “أفريقيا برس” إستطلاع وسط الشارع السوداني والقوى السياسية وسألتهم عن رؤيتهم من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وماهي فوائد ومخاطر التطبيع.

وعود وسراب

يقول القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق لـ “أفريقيا برس” إن قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي من القضايا التي لا ينبغي أن يتم الفصل فيها إلا من قبل مؤسسة تمثل الشعب السوداني كالمجلس التشريعي، منبها إلى أن التحرك في التطبيع بأحادية لن يجلب للسودان أية مكاسب ، وبشأن موقف الحزب يقول عروة ، إن موقف حزب الأمة القومي المعلن هو الرفض القاطع لأي عملية تطبيع لا تحقق السلام في الداخل الفلسطيني ولا تطبيع في ظل هذه الظروف التي يتصاعد فيها صوت الضحايا جراء تصعيد العنف والانتهاكات من كيان الاحتلال ، ويرى عروة إن الأخطار المباشرة على السودان هي أنه مستهدف بالتقسيم، وقد قررت قيادة الكيان الصهيوني وأجهزة المخابرات الإسرائيلية على تقسيم السودان لخمسة دويلات منذ العام 2008 وهي تعمل لذلك تنفيذ الاستراتيجية المعلنة وليست سرية ونجحت بحسب عروة في تقسيم جنوب السودان.

وأضاف ، إذا كانت عملية التطبيع وفق مشروع سلام ملتزم بقرارات الشرعية الدولية ووفق قرارات من حكومة مدنية أو برلمان سوداني يمثل الجميع سيكون ذلك مفتاح لتعاون مثمر في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطب والأنشطة الحيوية والمجالات التي يحتاجها السودان، ما سوى ذلك يقول عروة سيكون وعود وسراب لن يبلغه السيد البرهان.

قرار حكومي منتخب

المعز حضرة، خبير قانوني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

المحامي والقانوني المعز حضرة ، يرى أن البرهان لايملك أن يقوم بعملية التطبيع لوحده لجهة إنه لايملك تفويضا شعبيا ، وأضاف لـ “أفريقيا برس” يبدو أن البرهان يريد أن يضع الحكومة القادمة أمام الامر الواقع ، منبها إلى أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي أو رفضه يعد قرار حكمومة منتخبة.

مكاسب التطبيع

مهند محمد، ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي

الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي مهند محمد قلل من مكاسب التطبيع مع الكيان الإسرائيلي مستشهدا بعدم استفادة دولة جنوب السودان من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. قائلا ” جنوب السودان مثال للدول التي استفادت من التطبيع وحققت مصلحتها، عبر حصولها على تقنيات زراعية تمكنت عبرها بتحقيق معدلات نمو أدت لحصول مجاعة، وحصلت على تقنيات عسكرية واستشارات أمنية سببت الحرب الأهلية، وشردت عشرات الآلاف من الجنوبين تحولوا لنازحين و لاجئين في بلدان مجاورة للجنوب ، وأضاف لموقع “أفريقيا برس” : التطبيع مع الكيان الإسرائيلي له مكاسب وخسائر وخسائره أكثر من نفعه ، ومعظم رافضيي التطبيع هم عبارة عن سجناء في زنانة حقبة الستينات ، عكس دعاة التطبيع سجناء زنانة السبعينات.

تقنيات إسرائلية

عبدالباقي عبدالمنعم مواطن سوداني

ويرى الشاب عبدالباقي عبدالمنعم غير ذلك ، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي له مكاسب عديدة على السودان ، أبرزه الانفتاح مع المجتمع الدولي سيما دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب عبدالباقي تملك إسرائيل تقنيات حديثه في الزراعة والصناعة والتسليح ، واعتبر عبدالمنعم أن القضية الفلسطينية لم تعد من أولويات الدول العربية والاسلامية ناهيك عن السودان ، منبها إلى أن القضية الفلسطينية “أكل عليها الدهر وشرب” وأن العلاقات الدولية أصبحت تتم وفقا للمصالح وليس المعتقدات والاديان، وثمن عبدالباقي خطوة الحكومة في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، معربا عن أمله في أن تكتمل خطوات التطبيع في أسرع وقت حتى يجني السودان ثماره منها.

جبهة عريضة

ولم يختلف كثيرا عن سابقيه، أمين الثقافة والاعلام بحزب المؤتمر الشعبي عوض فلسطيني ، إذ اعتبر في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن البرهان لا يملك حق إتخاذ قرار في قضايا الشعب سيما القضية الفلسطينية، وأضاف ، كل مؤسسات الدولة الحالية لا يحق لها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مؤكدا أن الامر يتعلق بوجود حكومة منتخبة وبرلمان منتخب يفتي في مسألة التطبيع ، وشدد على ضرورة أن تتخذ هذه القرارات من طوائف الشعب السوداني، كاشفا عن قطاع عريض من الشعب السوداني رافضا لعملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ولم يستبعد فلسطيني أن تكون خطوة التطبيع من قبل العسكر أن يظلوا حاكمين للسودان بدعم ومساندة من الكيان الإسرائيلي، متوقعا أن لا يمضي التطبيع لمراحله النهائية لجهة أن معظم القوى السياسية والشارع يرفض التطبيع.

وخرج السودانيون في تظاهرات رافضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، حاملين لافتات كتبت عليها “لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ” و”التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية ” ، بينما أحرق محتجون العلم الاسرائيلي وسط العاصمة السودانية الخرطوم ، كما شن عدد من أئمة الجوامع هجوما عنيفا على البرهان ، مؤكدين إنه يتضامن ويقف مع الكيان الصهيوني الذي قتل وشرد الشعب الفلسطيني العربي.

ودعا عوض فلسطيني ، الشعب السوداني والقوى السياسية لتشكيل جهبة عريضة ضد التطبيع ، واي محاولة لتزوير إرادة الشعب السوداني الذي أسقط أعتى الدكتوريات في المنطقة.

مسألة عقائدية

وانتقد القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار خطوة الحكومة في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، منوها إلى أن السودان كان له تاريخ حافل ومشرف في مناصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، مستشهدا بمؤتمر اللاءات الثلاثة أو القمة العربية التي عقدت في الخرطوم في ستينيات القرن الماضي.

وإنعقدت في عام 1967 قمة عربية في العاصمة السودانية الخرطوم ، وذلك بعد هزيمة النكسة في يونيو 1967، والتي احتلت فيها القوات الإسرائيلية الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء. وحضرت القمة كافة الدول العربية باستثناء سوريا- التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد الكيان الإسرائيلي – ودفعت ظروف الهزيمة باتجاه تبني قمة الخرطوم قرارات “حازمة” مثل إعلان اللاءات الثلاث: “لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل”.

وطالب كمال كرار ، بضرورة إلغاء كل إجراءات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي لجهة أن القضية الفلسطينية مسألة عقائدية في المقام الاول وتهم الشعب السوداني، في وقت ناشد فيه كرار القوى السياسية كافة لمجابهة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ورأى أن هدف العسكر من التطبيع هو المحافظة على السلطة والبحث عن طوق نجاة لكل المحاكمات والمحاسبات التي تلاحقهم، مؤكدا إن الشعب السوداني قادر على إسقاطهم مثل ما أسقط النظام السابق.

مخاطر التطبيع

ويقول محلل سياسي فضل حجب هويته لموقع “أفريقيا برس ” إن التطبيع مع إسرائيل مهدد أمني على السودان لجهة أن المخابرات الإسرائيلية ستتخذ من السودان مقرا لها ، سيما في مناطق البحر الاحمر والتي يرى المحلل السياسي أن الكيان الإسرائيلي يسعى للسيطرة عليها منذ أمد بعيد على اعتبار أنها منطقة إستراتجية وحيوية ، إذ يقول تربط بين قارات آسيا وعدد من دول القرن الافريقي، فضلا على ذلك يقول المحلل السياسي إن إسرائيل تريد إضعاف السودان القوي وإستنزاف موارده وطاقاته على اعتبار إنه مهدد حقيقي لإسرائيل خاصة في حال سيطرت عليه الجماعات الاسلامية ، ويرى المحلل السياسي إن زيارة كوهين للخرطوم تعد بداية لتنفيذ المخطط الصهيوني الذي يسعى لتفتيت السودان ، متأسفا على أن ذات المخطط يتم بمساعدة قيادات سودانية وصفها بالعميلة والمتخاذلة مع الكيان الصهيوني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here